إيلاف من نيويورك: هل اتخذت ايران قرارها بإستخدام الساحة العراقية بوجه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ردًا على العقوبات المشددة التي فرضتها الأخيرة على طهران، وصولا الى منعها من تصدير نفطها، وادراج حرسها الثوري على لائحة الإرهاب؟

الاخبار الواردة تشير إلى ان مخاوف الاميركيين حيال ما يجري في العراق حقيقية، ولا تندرج في خانة شيطنة القادة الإيرانيين تمهيدا لتوجيه ضربة عسكرية، والأهم ان جرس الإنذار لم يعد يُقرع في واشنطن فحسب، بل وصل إلى أوروبا التي لطالما تمسكت دولها بالاتفاق النووي مع طهران.

استعداد للحرب

وبعد ساعات من اعلان واشنطن سحب موظفيها غير الأساسيين من العراق بناء على تقييم أمني حذر من وجود تهديد وشيك ضد المصالح الأميركية، كشفت صحيفة الغارديان البريطانية عن اجتماع عقده قاسم سليماني&مع قادة الحشد الشعبي استعدادا للحرب.

اجتماع قبل ثلاثة اسابيع

ونقلت الصحيفة البريطانية عن مصادر استخباراتية رفيعة قولها "إن قائد فيلق القدس، اللواء قاسم سليماني، اجتمع قبل 3 أسابيع بعناصر من الميليشيات الموالية لإيران في العراق، بالتزامن مع تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران".

فحوى اللقاء

ورغم الاجتماعات المستمرة بين سليماني والميليشيات الموالية لإيران على مر السنوات الخمس الماضية، إلا أن حديثه هذه المرة كان مختلفا بحسب أحد المصادر الذي قال: "رغم أنها لم تكن دعوة صريحة للحرب إلا أنها في المقابل لم تكن بعيدة كثيرا عن ذلك السياق".

وطبقا للمصادر الاستخباراتية، فقد حضر الاجتماع جميع قادة الميليشيات التي تنضوي تحت لواء "الحشد الشعبي"، وهو ما دفع مسؤولا رفيعا كان على اطلاع باللقاء للاجتماع مع مسؤولين غربيين لبحث الأمر.

موقف بريطاني لافت

وقبل نشر الغارديان لتقريرها، كانت مصادر بريطانية تؤكد، "أن المملكة المتحدة رفعت مستوى التهديد للعاملين في العراق بسبب الخطر المتزايد من إيران"، كما أنها وضعت موظفيها وعائلاتهم في المملكة العربية السعودية والكويت وقطر في حالة تأهب متزايدة.

وقالت قناة (سكاي نيوز) البريطانية، امس الخميس، إنه يبدو أن تقييم المملكة المتحدة يشبه ما تعلنه الولايات المتحدة بوجود تهديد متزايد وسط تصاعد التوترات بين إدارة دونالد ترمب وطهران.

ونقلت القناة عن مصدر في (وايتهول)، وهو مقر الحكومة، قوله إن بريطانيا تعتقد أن هناك احتمالا متزايدا بأن تتخذ إيران أو وكلاؤها عملاً ضد المصالح البريطانية أو الأميركية أو غيرها من المصالح المتحالفة معها في المنطقة بطريقة يمكن إنكارها بشكل معقول لتجنب اندلاع حرب شاملة.

نفي فصائل الحشد

ورغم التحذيرات الأميركية والبريطانية، غير ان إثنين من ابرز فصائل الحشد الشعبي المدعوم من ايران، إتهما واشنطن بمحاولة استخدام ذرائع للحديث عن وجود تهديد لمصالحها في البلاد.

وقال نصر الشمري المعاون العسكري لحركة النجباء لوكالة الصحافة الفرنسية، إن واشنطن اليوم "تحاول صنع ضجة في العراق والمنطقة تحت أي ذريعة، بينما أكد مدير المكتب السياسي لعصائب أهل الحق ليث العذاري أن ذلك يندرج في إطار "الحرب النفسية".