نيودلهي: بدأ رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي السبت خلوة، فيما تقترب أكبر انتخابات تشريعية في العالم من نهايتها، بعد قرابة سبعة أسابيع من عمليات التصويت، التي تخللتها شتائم وأعمال عنف وأخبار كاذبة.

عشية اليوم السابع والأخير من التصويت، ذكرت وسائل الإعلام المحلية أن مودي (68 عامًا) سيمضي بعض الوقت في "كهف للتأمل". وبعدما خطب في أكثر من 140 تجمعًا انتخابيًا في الهند، وصل مودي السبت إلى ديرادون، عاصمة ولاية أوتاراخند في الهيملايا، المعروفة بالمواقع التي يقصدها الهندوس للحج.

وخلال الحملة المنهكة التي بدأت في مارس خاطب مودي ما معدله ثلاثة تجمعات يوميًا، وجاب البلاد طولًا وعرضًا متنقلًا في كل أنحائها الجغرافية المترامية، والبالغ عدد سكانها 1.3 مليار نسمة.

ومن ديرادون توجّه رئيس الوزراء الهندوسي القومي إلى كيردارناث. ومن الموقع أن يواصل رحلته إلى بادريناث لزيارة معابد مكرسة للإله شيفا الهندوسي.

لكن لن تكون تلك الزيارات للاسترخاء فقط، إذ من المتوقع أن يقوم بتفقد مشاريع إعادة بناء بعد فيضانات مدمرة في أوتاراخند في 2003 أودت بحياة نحو ستة آلاف شخص.

يسعى مودي إلى الفوز بولاية ثانية في الهند، التي يبلغ عدد ناخبيها 900 مليون شخص، بعدما قاد حزبه "حزب الشعب الهندي" (بهارتيا جاناتا) إلى الفوز في 2014. ومن المتوقع صدور النتائج في 23 مايو.

وتشير استطلاع الرأي، رغم عدم مصداقيتها، إلى احتمال خسارة هذا الحزب مقاعد هذه المرة، رغم آلته الانتخابية الهائلة، ما يعني إمكانية حاجته إلى ائتلاف كي يتمكن من تشكيل حكومة جديدة. ومنافسه الرئيس هو راهول غاندي (48 عامًا) من حزب المؤتمر، سليل أسرة نهرو غاندي الشهيرة.

لم تتوان الأحزاب المتنافسة عن كيل الاتهامات لبعضها البعض بالفساد والمحاباة والقومية الزائفة، كل يوم تقريبًا. وكما في انتخابات سابقة شابت عملية الاقتراع أعمال عنف، كان آخرها في ولاية البنغال الغربية، حيث نشر عشرات آلاف العناصر من قوات الأمن في أعقاب اشتباكات بين أنصار بهارتيا جناتا وأنصار حزب مؤتمر ترينامول المنافس.

شهدت الانتخابات أيضًا موجة من "الأخبار الكاذبة"، بينها صور تم التلاعب بها وتسجيلات تم تعديلها، مع استخدام الحزبين الرئيسيين جحافل من الأشخاص لإدارة مواقع التواصل الاجتماعي.

وقالت مجموعة أوراسيا المتخصصة بتحديد المخاطر السياسية الجمعة في تقرير إن "احتمالات فوز حزب بهارتيا جاناتا الحاكم منفردًا بالغالبية تتراجع (من 15 بالمئة سابقًا إلى 10 بالمئة)".
&