كييف: ليست هذه المرة الأولى التي يترأس فيها فولوديمير زيلينكسي أوكرانيا، فقد سبق له فعل ذلك على الشاشة. لكن الخيال أصبح الاثنين حقيقة مع تنصيب الممثل رئيساً، بعدما نجح بحملة انتخابية "بسيطة" منبثقة من الشعب، في استقطاب الأوكرانيين والاستفادة من إحباطهم من النخبة السياسية التي حكمت البلاد في مرحلة ما بعد الحكم السوفياتي. &

ودخل الممثل السياسة بإعلانه ترشحه ليلة رأس السنة في ما بدا وكأنه جزء من عملٍ استعراضي. غير أن الكوميدي تمكّن بعد أربعة أشهر من تحقيق فوز ساحق على الرئيس السابق بترو بوروشنكو.

بالنسبة لمؤيديه، يمثّل زيلينسكي الفرصة في طي صفحة نخب سياسية موصوفة بالفاسدة وغير الكفوءة.

ووعد زيلينسكي (41 عاماً) الذي كان مراهقاً عند استقلال أوكرانيا في عام 1991، بإيصال أشخاص "يفكرون بعقلية القرن الحادي والعشرين" إلى السلطة.&

ضاعف لقاءاته في الفترة الأخيرة مع أشخاص من أوساط الأعمال وناشطين وخبراء، واعداً بتعيينات "شفافة" في حكومته، لكنه حافظ على الصمت حتى الآن بشأن أسماء من سيتولون الوزارات الرئيسية.&

خشية من الفوضى، يدين معارضوه التصريحات المتناقضة لفريقه وبرنامجه الغامض وقلة خبرته التي تعدّ خطيرة في بلد يخوض حرباً في شرقه مع انفصاليين مؤيدين لروسيا.&

صورة محببة

يعدّ زيلينكسي من أشهر الشخصيات في بلاده. قطع الخط الفاصل بين الواقع والخيال بتأديته في مسلسل تلفزيوني شخصية أستاذ تاريخ يصبح رئيساً للدولة بعد تنديده بالفساد المزمن.

وعكس زيلينسكي صورة محببة لشخصيته، مقدماً نفسه كرجل من الشعب، يتحدّث بعفوية ويصف نفسه بـ"المهرج". ويذكّر مراراً بطفولته في مدينة كريفي ريه العمالية والصناعية التي يتحدث سكانها الروسية.

في الحوار الانتخابي للجولة الثانية من الانتخابات، قال زيلينسكي "لست سياسياً، أنا رجل عادي جاء ليكسر هذا النظام!".&

وقال أيضاً إنه يريد السفر برحلات عادية ونقل مقرّ الرئاسة من المبنى السوفياتي الضخم في كييف إلى "مكان مفتوح". اعترف فريقه لاحقاً أن تنفيذ ذلك سيكون صعباً.&

ووعد بالحفاظ على التوجه المؤيد للغرب الذي تبنته البلاد عام 2014، كما قال إنه سيفعل "كل شيء" لوضع حد للحرب في الشرق.

وأكد في خطاب تنصيبه الاثنين أن "مهمته الأساسية" هي التوصل لوقف لإطلاق النار في منطقة دونباس.&

وشدد لهجته أيضاً تجاه روسيا، مؤكداً أنه سيطلب تعويضات من الكرملين لضمّ روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014 وتغذيتها للحرب الانفصالية، كما تقول كييف والغرب.&

وعندما اقترح بوتين "جنسية مشتركة" للروس والأوكرانيين، ردّ زيلينكسي بالقول إن "الشيء الوحيد الذي نتشاركه هو الحدود".&

واللافت أنه بعد ضمّ القرم وبدء الحرب في الشرق، قال زيلينسكي حينها إنه جاهز للجثو على "ركبتيه" أمام بوتين، لمنع "نزاع مسلح" بين "الشعبين الشقيقين"، ما دفع لاتهامه بالضعف أمام روسيا.&

رجل أعمال

خلف الصورة البسيطة التي أظهرها زيلينسكي خلال حملته، 20 عاماً من مهنة قوية في عالم الاستعراض والترفيه، جعلت منه رجل أعمال ناجحا في مجاله، حيث يدير استوديو إنتاج كفارتال 95 وتقدر ثروته بملايين الدولارات.&

وزيلينسكي أب لطفلين ومجاز في الحقوق. وقد أدى أدواراً في أفلام معروفة وضاعف حضوره التلفزيوني في أوكرانيا كما في روسيا.&

خلال حملته الانتخابية، اقتصرت لقاءاته الانتخابية على عروض مسرحية لفرقته، وركّز حضوره الانتخابي على فيديوهات نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.&

اتهم الممثل أيضاً بأنه دمية بيد الثري سيئ&السمعة إيغور كولومويسكي، عدو الرئيس بترو بوروشنكو وهو ما ينفيه زيلينسكي.&

وقالت وسائل إعلام أوكرانية الخميس إن كولومويسكي عاد من إسرائيل إلى أوكرانيا للمرة الأولى منذ 2017.&

وزيلينسكي من أصول يهودية، لكنه غير متدين، وأكد أنه يرى الدين مسألة شخصية.&