موسكو: قدم الصحافيون العاملون في القسم السياسي لصحيفة كومرسانت الروسية استقالاتهم بالجملة الاثنين احتجاجا على طرد اثنين من زملائهم، إثر نشر مقال حول رئيسة مجلس الإتحاد الروسي، ما زاد المخاوف من ضربة جديدة لحرية الصحافة في روسيا.

وقدم 11 صحافيا استقالاتهم الخطية تضامنا مع ماكسيم ايفانوف وايفان سافرونوف المراسلين في هذه الصحيفة اليومية التي كانت تعتبر في السابق معقلا للصحافة في روسيا، إلا أنها بدأت تفقد الكثير من وهجها بعد شرائها من قبل الثري اليشر عثمانوف.

وكتب المراسل الخاص لصحيفة كومرسانت ايفان سافرونوف على صفحته على فيسبوك "نغادر كومرسانت ليس باقتناعات شخصية بل نتيجة انتقادات لاذعة من قبل المساهم الأكبر في ملكية الصحيفة لنشر خبر حول احتمال استقالة فالنتينا ماتفيينكو" من رئاسة مجلس الاتحاد، وهو الغرفة العليا في البرلمان الروسي، والتي تعتبر شخصية روسية فاعلة وقريبة جدا من الرئيس فلاديمير بوتين.

من جهته قال نائب رئيس القسم السياسي في الصحيفة ماكسيم ايفانوف إنه استقال بالفعل من دون التعليق ردا على سؤال لفرانس برس.

كما قال الصحافي غليب تشيركاسوف مساعد رئيس التحرير المكلف القسم السياسي وهو بين المستقيلين ال11 "يحق للمساهم الأكبر في ملكية الصحيفة اتخاذ قرار يتعلق بالعاملين، في حين يستطيع العامل اتخاذ قرار الرحيل تعبيرا عن اعتراضه".

ويمكن لهذا التطور في الصحيفة أن يساهم أيضا في إضعاف الصحافة في روسيا حيث يتم وضع اليد على وسائل الاعلام بشكل متصاعد منذ وصول الرئيس فلاديمير بوتين الى السلطة قبل نحو عشرين عاما.

وأعرب اتحاد صحافيي روسيا الاثنين عن "قلقه العميق ازاء هذا الوضع" منددا ب"التدخل الفظ للمساهمين في السياسة التحريرية".

وكان الملياردير اليشر عثمانوف اشترى عام 2006 مجموعة كومرسانت للنشر التي تصدر الصحيفة التي تحمل الاسم نفسه.

وفي نهاية العام 2011 اتهم 35 صحافيا في كومرسانت اليشر عثمانوف بالعمل على "ترهيبهم" وذلك في رسالة مفتوحة بعد اقالة اثنين من كبار الصحافيين لنشرهما كلاما اعتبر مهينا لبوتين عندما كان رئيسا للحكومة.

واعلن عثمانوف يومها أنه "لا ينوي التدخل في السياسة التحريرية" للصحيفة.