تونس: أعرب رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السرّاج خلال زيارة إلى تونس الأربعاء عن أمله في أن "تراجع بعض الدول موقفها، وأن تنحاز للشعب الليبي وليس لطرف بعينه"، في إشارة إلى المشير خليفة حفتر الذي يشنّ هجوماً على طرابلس.

وقال السراج إثر لقائه الرئيس الباجي قايد السبسي "لقد طالبنا بأن يكون هناك وضوح وأن تسمّى الأشياء بمسمياتها (...) نحن دعاة سلام، كنا وما زلنا، نرى أن الحل في ليبيا هو حل سلمي ولا يوجد حل عسكري".

منذ بدء هجوم قوات المشير حفتر في الرابع من نيسان/أبريل للسيطرة على طرابلس، أدّى القتال إلى سقوط 510 قتلى و 2467 جريحا، وفقاً للأمم المتحدة.

وقد حذّر مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة في مجلس الأمن الثلاثاء من "بداية حرب طويلة ودامية يمكن أن تؤدي إلى تقسيم دائم للبلاد".

والتقى السراج في العاصمة التونسية عدداً من سفراء الدول المعتمدين في ليبيا والمقيمين في تونس، في اجتماع طالب خلاله "الدول الشقيقة والصديقة بتحمل مسؤولياتها، وتسمية الأشياء بمسمياتها، بإدانة المعتدي"، مؤكّداً أنّ "الدعوة لوقف إطلاق النار يجب أن تقترن بعودة القوة المعتدية من حيث أتت"، بحسب بيان أصدره مكتبه الإعلامي.

وتزامنت زيارة السراج إلى تونس مع زيارة حفتر إلى باريس حيث أكد أمام الرئيس إيمانويل ماكرون أنّ "الشروط لم تكتمل" بعد لإقرار وقف لإطلاق النار.

وكان ماكرون التقى في 8 أيار/مايو السراج، الذي اتّهم فرنسا بدعم المشير حفتر، ما اعتبرته باريس "غير مقبول ولا أساس له من الصحة".

وفي تونس أكّد السرّاج أمام السفراء أن حكومته المعترف بها دولياً "حرصت على أن تكون على مسافة واحدة من جميع الدول، وأن لا تتورّط في الخلافات بينها"، مؤكّداً أنّه "يتفهّم أن تبحث الدول عن مصالحها الاقتصادية الخاصة، ولكن هناك طريقة صحيحة وأخلاقية للقيام بذلك".

وأكّد السرّاج بحسب البيان أنّ "الحرب ستنتهي وسيعود الليبيون إلى طاولة الحوار"، مطالباً بـ"الإعداد لعملية سياسية تأخذ في الاعتبار المعطيات التي أفرزتها الحرب، والبحث عن آلية للحوار تشمل كل الليبيين دون إقصاء، وإيجاد ممثّلين آخرين للتفاوض" غير حفتر لأن "العملية السياسية تحتاج إلى أناس يحترمون كلمتهم، ويؤمنون بالديموقراطية والتبادل السلمي للسلطة".

وخلال زيارته إلى تونس عقد السراج مؤتمراً صحافياً قال فيه "إنّنا في حكومة الوفاق الوطني نخوض حرباً فرضت علينا دفاعاً عن أهلنا في عاصمة كل الليبيين".

وأضاف أنّ "هذا الاعتداء الذي فقدنا خلاله أرواح المئات من شبابنا الليبيين من الطرفين ليس له مبرّر، فقد كنّا على أبواب الحلّ السلمي للأزمة"، مؤكدا أنّ هجوم قوات حفتر على طرابلس "أغرق البلاد في دوامة من العنف والحرب مدفوعاً برغبات شخصية ونزوات فردية".

وشدّد السراج على أنّ "القضية خطيرة تتعلّق بوحدة الوطن ولا يجب أن يُترك لمغامر، مهما كان، أن يحدث شرخاً في هذا النسيج الاجتماعي".