لندن: قال وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي، إن بلاده، إلى جانب أطراف أخرى، تسعى جاهدة&لتهدئة التوتر بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران.&

وأكد بن علوي في حوار أجرته معه "المجلة" وجود اتصالات مكثفة في هذا الخصوص. ودعا المجتمع الدولي إلى بذل جهد تشترك فيه سلطنة عمان لمنع المخاطر قبل وقوعها، وأشار إلى "خطورة وقوع حرب... يمكن أن تضر العالم بأسره إذا اندلعت".&

وأكد وزير الخارجية العماني أن الطرفين "يدركان خطورة الانزلاق أكثر من هذا الحد".

والتقى بن علوي مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، يوم الاثنين الماضي، وقال إنه استمع إلى وجهة نظر الإيرانيين... و"هم لا يريدون الدخول في حرب".

وقام وزير الخارجية العماني، أول من أمس، بزيارة إلى بريطانيا، وقع خلالها مع نظيره البريطاني جيرمي هانت اتفاقية تعاون وشراكة بين البلدين، لتطوير الروابط الثنائية المتعددة في المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية والتنموية والتكنولوجية.

وقال بن علوي إن علاقة بلاده بالجانب البريطاني "متجذرة في التاريخ"، وإن الاتفاقية الموقعة تعد "توثيقاً رسمياً للصداقة الراسخة التي تجمعهما".

العلاقة مع إسرائيل

وعن علاقة بلاده مع إسرائيل قال بن علوي إنها "طبيعية... في عالم متداخل"، مشيراً إلى أن نتانياهو لم يكن هو رئيس الوزراء الإسرائيلي الوحيد الذي زار سلطنة عمان، فقد سبقه إسحق رابين وشيمون بيريس، ومسؤولون آخرون... مشيرا إلى أنها "زيارات كانت تأتي في أوقات حساسة وأزمات تمر بها المنطقة".&

وأضاف: "زيارة نتانياهو إلى سلطنة عمان جاءت بناء على طلبه، وسبقه الرئيس محمود عباس... وصار حديث حول مساعدة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي في الخروج من أزمتهما". وتابع: "سمعنا وجهة نظر نتانياهو وسمع وجهة نظرنا، ونعتقد أن حصول الفلسطينيين على الاعتراف بدولة مستقلة ذات سيادة هو الأساس لأي مبادرة أو خطة للسلام... أي شيء يحول دون قيام دولة فلسطينية لن يكون مقبولاً".

وقال: "نعلم أن هذا الأمر ليس سهلاً... سيواجه مصاعب كثيرة، وترتيبات وتحضيرات ومناقشات، لكنّ كثيراً من هذه التعقيدات لها حلول... إسرائيل وفلسطين يقعان في منطقة جغرافية واحدة.. بالتالي لا بد من أن تكون بينهما شراكات مفيدة للطرفين".&

وأضاف "إسرائيل حالياً دولة ناجحة... ولكنها تحتل أرضيَ فلسطينية مهمة في الضفة الغربية وقطاع غزة.. وسيأتي الوقت الذي يحتم على الطرفين التعاون والشراكة". وقال بن علوي إن "الإسرائيليين لديهم قوة واقتصاد وتطور علمي وتكنولوجي، لكن ما يشغلهم هو الشعور بالاستقرار والاطمئنان... هي ليست مطمئنة إلى مستقبلها كدولة غير عربية في محيط عربي من 400 مليون مواطن".

خطة السلام

وعن الخطة الأميركية الجديدة للسلام، المنتظر إعلان تفاصيلها قريباً، قال: "لا يمكن للفلسطينيين أن يتنازلوا عن إقامة دولة لهم بعد 70 سنة من قيام دولة إسرائيل... سلطنة عمان لم تطلع على الخطة... ولكن لا بد أن نأخذ في الاعتبار أنه سيكون هناك نقاش ساخن حولها".&

وتابع: "لا يمكن قبول أن تكون لإسرائيل دولة... وللفلسطينيين خيام، هذا لن يكون مقبولاً... هذا الكلام قلناه للأميركيين وأكدنا لهم أن المسألة ليست مسألة أموال، لكن مسألة شعب يُقدر بنحو عشرة ملايين في الداخل وفي الشتات. ويجب أن تكون إسرائيل دولة صديقة للفلسطينيين، وأن تكون دولة شريكة وليست دولة مغتصبة... وإذا لم تعالج الخطة الأميركية كل هذه الأمور فستكون خطة ناقصة".

ولم يستبعد بن علوي مشاركة سلطنة عمان في "ورشة عمل" اقتصادية دولية ستُعقد في البحرين يوم 25 يونيو المقبل، للإعلان عن الجانب الاقتصادي من الخطة الأميركية للسلام.

وحول المسألة اليمنية، طالب الوزير بن علوي بتوفير أجواء مشجعة للمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث وتعزيز الثقة المتبادلة للوصول إلى حلول سريعة.

كأس العالم

وعن طلب الاتحاد الدولي (الفيفا) من سلطنة عمان المشاركة في تنظيم كأس العالم 2022، قال بن علوي إن بلاده لا تمتلك الوقت الكافي للتحضير من أجل استضافة بعض مباريات كأس العالم 2022، وأشار إلى أنه لا يرى عمان مستعدة لاستضافة مباريات هذه البطولة، وطالب "الفيفا" بتمديد مدة إقامة كأس العالم إذا أرادت زيادة عدد الفرق المشاركة من 32 إلى 48 فريقاً.