اختلف السعوديون فيما بينهم حول عرض بورجيكت الترفيهي في مدينة جدّة، وأبدى كثيرون اعتراضهم على محتواه "المنافي للتقاليد"، في حين شجّع آخرون مثل تلك العروض باعتبارها من ركائز تطوير الاقتصاد وتعزيز السياحة.

إيلاف من جدة: انتشرت مقاطع مصوّرة في الأيام الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي لفعالية (Project X) الترفيهية في مدينة جدة السعودية.

وأثارت تلك المقاطع ضجة كبيرة بين معارضين للفعالية يرون بأنها "مخالفة للعادات والتقاليد السعودية المحافظة وتعاليم الدين الإسلامي" وبين مؤيدين يرون أن مثل هذه الفعاليات "طبيعية لكن سطوة المحافظين والمتشددين دينياً هي التي أخرت السعوديين عن اللحاق بغيرهم.

وأصدرت "هيئة الترفيه السعودية" بياناً رسمياً أوضحت فيه بأن فعالية (Project X) المقامة في مدينة جدة مخالفة للإجراءات القانونية والأنظمة المعمول بها في المملكة وأن الهيئة في الأصل أصدرت ترخيصا لفعالية أخرى لكن المتعهد قام باستغلال الترخيص وإقامة فعاليات غير مرخصة ارتكب فيها مخالفات غير مقبولة.

وذكرت الهيئة في بيانها بأنها تتخذ كافة الإجراءات القانونية بحق المتعهد بسحب رخصة متعهدي مثل هذه الفعاليات وإحالتهم إلى الجهات المختصة.

سبق بيان هيئة الترفيه مشادات بين مستخدمي التواصل الاجتماعي في السعودية حيث يرى بعضهم بأن الفعاليات الترفيهية هي أكبر أسباب جذب الاستثمار الأجنبي والصناعات العالمية إلى المملكة خصوصاً في الوقت الذي تعمل فيه القيادة السعودية على تعزيز الاقتصاد عالمياً والوصول به إلى مصاف الدول المتقدمة اقتصادياً وفق رؤية 2030 وأن الوصول إلى مرحلة متقدمة في الاقتصاد والاستثمار يتطلب كل هذه التفاصيل الطبيعية لتكون جاذباً للمستثمرين والشركات العالمية في الدخول إلى الأسواق السعودية، مطالبين المحافظين بالتكيف مع الفعاليات الترفيهية لرفع الاقتصاد السعودي والسياحة، وأن هذه الاعتراضات المتواصلة تكلف المملكة كثيراً في التأخر عن دول العالم المتقدمة والتي يعتبر الترفيه والسياحة فيها أهم ما تعتمد عليه في زيادة إيراداتها ورفع اقتصادها ومن ذلك دولة الإمارات العربية المتحدة.

بينما يرى الفريق الآخر المعارض بأن الفعاليات الترفيهية مخالفة للعادات والتقاليد في المملكة وتعارض تعاليم الدين الإسلامي وأنظمة الحكم في البلاد، مبررين بأنها فتن وأفكار دخيلة على المجتمع السعودي المحافظ مطالبين بضرورة إيقاف الفعاليات الترفيهية المخالفة على حد قولهم.

ومع صدور بيان هيئة الترفيه السعودية طالب ناشطون على مواقع التواصل بعدم الاعتذار وفتح المجال أمام المتشددين والتحكم بقرارات الدولة مستقبلاً حتى لا يستغلوا أصواتهم في الاعتراض على الفعاليات التي طالب بها السعوديون منذ سنوات وهي من أبسط حقوقهم، وعلى المحافظين أن يحترموا رغبات الآخرين مثلما سكت المجتمع لعقود عن فعالياتهم ومحاضراتهم الدعوية التي أخرت المجتمع عن غيره.

كما ذكر أحد الناشطين على موقع "تويتر" بأن الكثير من المعترضين على الفعالية المذكورة لا يرون فيها شيئاً إن أقيمت في دول الجوار وحضروها، بل كانوا يطالبون بها في المملكة لكن تغيّرت المجريات وركبوا موجة المعارضين.

الجدير بالذكر بأن هيئة الترفيه تقيم في الوقت الحالي فعاليات "موسم جدة" وتضم فيها فعاليتي "نيكي بيتش" و"وايت كلوب" والتي أثارت ضجة أخرى كذلك، في الوقت الذي وصف فيه المهندس رائد أبو زنادة المشرف العام على "موسم جدة" بأن ما أثير حول الفعاليتين "محض كذب وافتراء" مؤكداً أن الفعاليات المقامة في جدة غير مخلة بالآداب ولا تخالف أعراف المجتمع السعودي، وأن القائمين على الفعاليات يعون تماماً ما يرضي الجمهور ويحرصون على كسب رضاهم، ومن جهة يبذلون جهوداً في تعزيز السياحة السعودية.

وطالب أبو زنادة مستخدمي مواقع التواصل بعدم الانجراف خلف الفيديوهات مجهولة المصدر والتي يخون فيها التعبير بعضا ممن يقومون بتوثيقها.