كيشيناو: أعلن الحزب الديموقراطي المولدافي الجمعة تنحّيه عن السلطة وانتقاله إلى صفوف المعارضة، في قرار يضع حدًّا لأزمة سياسية ودستورية، استمرت أسبوعًا، ونجمت من رفضه التخلّي عن السلطة لائتلاف جديد، يحظى في آن معًا بدعم كلّ من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا.

الجمهورية الصغيرة والفقيرة، الواقعة بين رومانيا وأوكرانيا، غارقة في فوضى سياسية منذ الانتخابات التشريعية، التي جرت في فبراير، ولم تنبثق منها أية غالبية نيابية.

تفاقمت الأزمة في نهاية الأسبوع الماضي مع تشكيل ائتلاف غير مسبوق بين موالين لروسيا وموالين لأوروبا، بهدف قيام جبهة مشتركة ضدّ زعيم الحزب الديموقراطي فلاد بلاهوتنوك، الأوليغارشي، المتّهم منذ سنوات بالهيمنة على البلاد، والذي حاول أنصاره التمرّد على رئيس البلاد، بدعم من المحكمة الدستورية.

وعمدت المحكمة الأحد إلى تعليق مهام رئيس الجمهورية، الموالي لموسكو، إيغور دودون، لبضع ساعات، وعيّنت مكانه رئيس وزرائه وخصمه السياسي بافيل فيليب، الذي سارع إلى حلّ البرلمان والدعوة إلى انتخابات تشريعية. لكنّ دودون ألغى الثلاثاء إثر استعادته مهامه مرسوم حلّ البرلمان، ممّا عمّق الأزمة الدستورية في البلاد.

هدفت مناورة بافيل فيليب، القيادي في الحزب الديموقراطي، إلى التصدّي للائتلاف غير المسبوق، الذي شكّل بين الحزب الاشتراكي الموالي لموسكو بزعامة دودون والتحالف الموالي لأوروبا برئاسة مايا ساندو. وكان الهدف من الائتلاف إبعاد فلاد بلاهوتنوك من السلطة، وخصوصًا أنّه متّهم منذ أعوام بالهيمنة على مولدافيا.

لكن هذه الفوضى السياسية خلقت أزمة دستورية، إذ باتت في البلاد حكومتان تتنازعان الشرعية: حكومة بافيل فيليب التي تتولّى الحكم منذ 2015 والحكومة التي عيّنها البرلمان السبت برئاسة مايا ساندو. لكنّ فيليب ونائب زعيم الحزب الديموقراطي فلاديمير سيبوتاري أعلنا الجمعة أنّ حكومتهما ستتنحّى.

قال سيبوتاري خلال مؤتمر صحافي نقلت وقائعه مباشرة على التلفزيون "سننتقل إلى المعارضة"، متّهمًا الحكومة الائتلافية الجديدة برفض الدخول في حوار ومصرًّا على أن الحل الأفضل للأزمة هو إجراء انتخابات مبكرة.

سارعت وزارة الخارجية الأميركية إلى "الترحيب" بقرار الحزب الديموقراطي، داعية طرفي الأزمة إلى العمل في سبيل "انتقال هادئ للسلطة، بما يجسّد رغبة الشعب المولدافي".

وأضافت الوزارة في بيان "ندعو إلى ضبط النفس خلال هذه المرحلة الانتقالية". ومولدافيا التي تعتبر من أفقر دول أوروبا هي مسرح لأزمات سياسية متكررة، فضلًا عن فضائح سياسية-مالية.
&