يرتقب أن ترسو ناقلة النفط اليابانية السبت في مرفأ إماراتي، بحسب ما أعلنت الشركة اليابانية المشغلة لها، بعد يومين من تعرّضها وناقلة أخرى لهجوم في بحر عُمان الخميس.

إيلاف: تعرّضت ناقلتا نفط نروجية ويابانية الخميس لهجمات لم يحدّد مصدرها، فيما كانتا تبحران قرب مضيق هرمز، الممر الاستراتيجي، الذي يعبر منه يوميًا نحو ثلث إمدادات النفط العالمية المنقولة بحرًا.

لا موعد محددًا
يأتي ذلك بعد شهر على تعرّض أربع سفن، بينها ثلاث ناقلات نفط، في 12 مايو، لعمليات "تخريبية"، لم يكشف عمّن يقف خلفها. ووجّهت واشنطن آنذاك أصابع الاتهام إلى طهران، التي نفت أي مسؤولية.

في طوكيو، قال متحدث باسم شركة "كوكوا سانجيو" اليابانية المشغلة لناقلة النفط الثانية، لوكالة فرانس برس، إن السفينة "كوكوكا كوراجوس" سترسو في ميناء إماراتي. أضاف "ما زلنا لا نعرف إن كانت الناقلة ستذهب إلى خورفكان أو الفجيرة، وهما قريبان جدًا". ورفض المتحدث تحديد موعد وصول الناقلة إلى المرفأ.

ودخلت الولايات المتحدة وإيران الجمعة في حرب كلامية، تعكس التوتر المتصاعد في هذه المنطقة الحيوية، مع اتهام الرئيس الأميركي دونالد ترمب لطهران بالوقوف خلف الهجومين.

نفي إيراني
أكد ترمب، في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، أن "إيران قامت بهذا الأمر"، مستندًا إلى تسجيل مصوّر بالأبيض والأسود، نشرته القيادة الوسطى في الجيش الأميركي، قبل ساعات، وقالت إنّه يظهر زورقًا سريعًا للحرس الثوري الإيراني يزيل "لغمًا مغناطيسيًا لم ينفجر" عن جسم إحدى الناقلتين.

وقال ترمب: "نرى السفينة، مع لغم لم ينفجر، وهذا يحمل بصمات إيران"، مؤكّدًا أنّ الحرس الثوري "لا يريد ترك أدلة خلفه".

من جهتها، أعربت روسيا حليفة إيران عن "إدانتها الشديدة للهجمات"، لكنّها طلبت من واشنطن "عدم استخلاص نتائج متسرّعة"، فيما دعت الصين إلى "الحوار". كذلك ندّد حلفاء واشنطن في المنطقة بالهجمات. وعبّرت السعودية عن "قلقها الكبير"، فيما نددت الإمارات بـ"تصعيد خطير".

في المقابل نفت إيران أي ضلوع لها في الهجومين، اللذين وقعا، فيما كان رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي يزور طهران للقيام بوساطة بينها وبين واشنطن.

واتهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الولايات المتحدة في تغريدة بممارسة "التخريب الدبلوماسي (...) وتمويه إرهابها الاقتصادي ضد إيران"، فيما اعتبرت وزارته الاتهامات الأميركية "لا أساس لها".

ردًا على فيديو البنتاغون، كتبت شبكة "برس تي في" التابعة للتلفزيون الرسمي الإيراني والناطقة بالإنكليزية، في تغريدة على تويتر إن الحرس الثوري كان "القوة الأقرب إلى موقع الحادث"، وإن إيران "كانت أول من توجّه إلى المكان لإنقاذ الطواقم".

وتشهد المنطقة تصعيدًا في التوتر بين إيران وإدارة دونالد ترمب، الذي انسحب في خطوة أحادية قبل حوالى عام من الاتفاق النووي مع إيران، وأعاد فرض العقوقات الاقتصادية والدبلوماسية على طهران. وأرسلت الولايات المتحدة في مطلع مايو تعزيزات عسكرية إلى الشرق الأوسط، متهمة إيران بالتحضير لهجمات "آنية" على مصالح أميركية.

واتهمت واشنطن طهران بالسعي إلى بلبلة إمدادات النفط العالمية بإغلاق مضيق هرمز، وهو ما هددت به إيران في الماضي. غير أن ترمب قلل من شأن هذه التهديدات، مؤكدًا الجمعة أن الإيرانيين "لن يقوموا بإغلاقه، لن يغلق، لن يغلق لفترة طويلة، وهم يعلمون ذلك. ولقد أبلغوا بذلك بأشد العبارات".&

لكن شركات الشحن البحري قلقة حيال الوضع في الخليج. وقال باولو داميكو رئيس "إنترتانكو"، رابطة ناقلات النفط مالكة الناقلتين اللتين تعرّضتا لهجوم الخميس، "إذا أصبحت هذه المياه خطيرة، فقد تتعرّض الإمدادات النفطية للعالم الغربي للتهديد".

وأوضحت شركة "فرونتلاين"، التي تملك الناقلة "فرونت ألتير"، أن ثلاثة انفجارات هزت السفينة النروجية التي ترفع علم جزر مارشال، متسببة باندلاع حريق تمت السيطرة عليه. وأضافت إن البحرية الإيرانية أغاثت البحارة الـ23، ونقلتهم إلى مرفأ بندر عباس الإيراني قبل إعادتهم إلى بلادهم.

من جهتها صرحت شركة "كوكوا سانجيو" اليابانية المشغلة لناقلة النفط الثانية أن السفينة "كوكوكا كوراجوس" تعرّضت لإطلاق نار، وأن حمولتها سليمة، مضيفة أن البحرية الأميركية أغاثت السفينة وطاقمها المؤلف من 21 فردًا، وواكبتهم إلى مرفأ خور فكان في الإمارات.

وبحسب الشركة، فإن بحارة السفينة شاهدوا "جسمًا طائرًا" يستهدفها "ثم وقع انفجار". ارتفعت أسعار النفط بعد الهجوم على الناقلتين. ووصل سعر نفط برنت بحر الشمال تسليم أغسطس قرابة الساعة 13:35 ت غ إلى 61.50 دولارًا في لندن، بارتفاع 19 سنتًا عن سعر الإغلاق الخميس.&