أعلنت الدول المشاركة في قمة "التعاون وبناء الثقة في آسيا" في ختام أعمالها التي استمرت يومين، اليوم السبت، في دوشنبه عاصمة طاجيكستان معارضتها لأي عقوبات أحادية الجانب ولتطبيق القوانين الوطنية خارج حدودها.

وقال البيان الختامي لقمة "التعاون وبناء الثقة في آسيا" (سيكا) التي شاركت فيها 27 دولة إنه مع الأخذ بعين الاعتبار ميثاق الأمم المتحدة والقواعد المعترف بها ومبادئ القانون الدولي، نرفض أي ضغوط سياسية واقتصادية غير شرعية على أي دولة من الدول المشاركة في القمة، وخاصة الدول التي تعاني شعوبها من العواقب السلبية للإجراءات القسرية أحادية الجانب في المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية.

وأضاف: "نؤكد تمسكنا بمبادئ القانون الدولي، بما في ذلك عدم قبول استخدام القوانين الوطنية خارج حدودها خلافا لمبادئ القانون الدولي".

وحسب ما نقلته (نوفوستي) فإن الدول المشاركة في القمة تعهدت بمنع استخدام أراضيها من قبل أي حركات وهيئات انفصالية.

فوائد العولمة

وتابع البيان: "نؤيد أهمية الاقتصاد العالمي المكشوف الذي يسمح لجميع البلدان والشعوب بالمشاركة في توزيع فوائد العولمة، ولا نزال متمسكين بشدة بالنظام التجاري متعدد الجوانب والمكشوف والشفاف وغير التمييزي والمعتمد على القواعد، والذي تم إنشاؤه على أساس منظمة التجارة العالمية، ومع الأخذ بعين الاعتبار عملية إصلاحها، ونعارض بحزم كل شكل من أشكال سياسة الحمائية".

وأكد البيان الختامي للقمة دعم الدول المشاركة فيها لخطة العمل المشتركة الشاملة الخاصة بالاتفاق النووي مع إيران، التي أكدت فعاليتها وليس لها أي بديل، مرحبا بالتنفيذ الكامل لإيران لكل التزاماتها في المجال النووي.

وأضاف: "ندعو كل الأطراف الأخرى لتنفيذ التزاماتها بالكامل وفق خطة العمل المشتركة الشاملة وقرار مجلس الأمن رقم 2231 وذلك لتحقيق الأهداف المشتركة في وقتها وبالطريقة المحددة".

مبادرة&

يشار إلى أن فكرة تنظيم مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا (سيكا) جاءت بمبادرة طرحها ولأول مرة الرئيس الأول لكازاخستان نور سلطان نزارباييف في 5 أكتوبر العام 1992 خلال الدورة الـ47 للجمعية العامة للأمم المتحدة. وبدأت سيكا نشاطها رسميا في مارس عام 1993.

وتضم المنظمة 27 دولة كأعضاء دائمين وهي: أفغانستان، وأذربيجان، والبحرين، وبنغلاديش، وكمبوديا، والصين، ومصر، والهند، وإيران، والعراق، وإسرائيل، والأردن، وكازاخستان، وجمهورية كوريا، وقيرغيزستان، ومنغوليا، وباكستان، وفلسطين، وقطر، وروسيا، وطاجيكستان، وتايلاند، وتركيا، والإمارات العربية المتحدة، وأوزبكستان، وفيتنام، وسريلانكا.

و13 مراقبا (دولة سيادية أو منظمة دولية) وهي: بيلاروس، وإندونيسيا، واليابان، ولاوس، وماليزيا، والفلبين، وأوكرانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك الأمم المتحدة، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والمنظمة الدولية للهجرة، والجامعة العربية، والجمعية البرلمانية للدول الناطقة باللغة التركية.

منتدى حوار

وتعد (سيكا) منتدى للحوار والتشاور بشأن قضايا الأمن الإقليمي في آسيا، وهدفها الرئيسي هو تعزيز التعاون من خلال إجراءات بناء الثقة متعددة الأطراف من أجل الحفاظ على السلام والأمن والاستقرار في آسيا.

وفي إطار المنظمة، تم إنشاء آلية الاجتماع لانعقاد قمة رؤساء الدول، واجتماع وزراء الخارجية، واجتماع لجنة كبار المسؤولين، واجتماع مجموعة العمل الخاصة.

وتعقد قمة رؤساء الدول واجتماع وزراء الخارجية كل أربع سنوات، وتجرى بالتناوب كل عامين وتتولى الدولة التي تنظم قمة رؤساء الدول واجتماع وزراء الخارجية منصب الرئاسة. وقبل يونيو عام 2010، كانت كازاخستان تترأس منظمة سيكا.
ومنذ القمة الثالثة، تولت تركيا الرئاسة لمدة عامين بدلا من كازاخستان، واستمرت ولاية الرئاسة خلال الفترة من عام 2012 حتى عام 2014. فيما تولت الصين الرئاسة لأربعة أعوام متتالية منذ مايو 2014، ثم سلمت الصين الرئاسة إلى طاجيكستان في سبتمبر من العام الماضي.