لندن: يتواجه المرشحون الستة عن حزب المحافظين الذين يسعون لتولي منصب رئيس وزراء بريطانيا في جولة تصويت ثانية الثلاثاء، بينما يتوقع اختيار المرشحَين النهائيَين بحلول نهاية الأسبوع.

ويحق لجميع نواب الحزب البالغ عددهم 313 المشاركة في الاقتراع السرّي في السباق لاختيار بديل لرئيسة الوزراء المستقيلة تيريزا ماي، في وقت يتوقع أن تجري جولات أخرى لتقليص القائمة لتضم اسمين ينتخب أحدهما كل منتسبي الحزب في أنحاء البلاد،&والبالغ عددهم 160 ألفًا.

وفي الجولة الأولى من التصويت الأسبوع الماضي، حصل وزير الخارجية الأسبق المدافع بشدة عن بريكست بوريس جونسون على تأييد 114 نائبًا، وهو أكثر من ضعف عدد الأصوات التي حصل عليها أقرب منافسيه.

وبإمكان نتيجة المعركة من أجل الزعامة أن تحدد الشروط التي ستخرج بريطانيا بموجبها من الاتحاد الأوروبي. ومن المقرر حاليًا أن تغادر لندن التكتل في 31 أكتوبر.

وقال جونسون إنه منفتح على احتمال انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر من دون اتفاق رسمي بين لندن وبروكسل رغم تأكيده على أنه يفضل إبرام اتفاق قبل حلول المهلة.

ويقول معارضو الانسحاب من التكتل من دون اتفاق إن من شأن ذلك أن يتسبب بفوضى اقتصادية مع انفصال بريطانيا عن أبرز شركائها التجاريين.&

المرشحان الأخيران قبل الجمعة

وخلال تصفيات الثلاثاء، سيحذف اسم أي مرشح يفشل في الحصول على تأييد 33 نائبًا على الأقل من القائمة. وفي حال حصلوا جميعهم على الأصوات المطلوبة، فسيستثنى من حصل على أدنى الأصوات.

ويتوقع أن تعلن النتيجة حوالي الساعة 18,00 (17,00 ت غ). وبعد ساعتين من ذلك، سيخوض باقي المرشحين مناظرات تلفزيونية بعد أول مناظرة جرت الأحد، ولم يحضرها جونسون.

ومن المقرر أن تجري جولة تصويت جديدة الأربعاء وجولتان الخميس إذا تطلب الأمر حتى لا يبقى سوى اثنين يختار أعضاء الحزب أحدهما في عملية اقتراع تتم عبر البريد، بينما يتوقع أن يتم الإعلان عن الفائز في الأسبوع الذي يبدأ في 22 يوليو.

وحل وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت في المرتبة الثانية في جلسة تصويت الأسبوع الماضي، فحصل على 43 صوتًا بينما حصل وزير البيئة مايكل غوف على 37، ووزير بريكست السابق دومينيك راب (27) ووزير الداخلية ساجد جاويد (23) ووزير التنمية الدولية روري ستيوارت (19).

وهناك الآن 50 صوتًا ليتم التنافس عليها تشاركها أربعة مرشحين خرجوا الآن من المنافسة. وحظي ستيوارت على إشادة لأدائه في مناظرة القناة الرابعة الأحد ولحملته المكثفة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال ستيوارت لإذاعة "بي بي سي" الثلاثاء، إن "لا مشكلة" لديه بأن يُنظر إليه على أنه المرشح الهادف إلى "منع (وصول) بوريس"، متهمًا الأخير بتقديم تعهدات بشأن بريكست لا يمكنه الوفاء بها.&

"تبجح"

وشارك في المناظرة التي استمرت تسعين دقيقة على القناة الرابعة، المرشحون الخمسة، بينما بقي مكان جونسون فارغًا.

وفي حلقة نقاش سيطر عليها الغضب أحيانًا، قال أربعة من المرشحين الخمسة إنهم سيسعون لإعادة التفاوض على مسودة اتفاق بريكست مع بروكسل، رغم أن قادة الاتحاد الأوروبي استبعدوا ذلك مراراً.

لكن ستيوارت أشار إلى أنه سيمضي قدمًا بالاتفاقية الحالية حتى ولو أنها قوبلت برفض من البرلمان ثلاث مرّات هذه السنة في عملية أجبرت ماي على إعلان استقالتها.

ولطالما تحدى باقي المرشحين للتحدث بالتفصيل عن خططهم بشأن بريكست، متهمًا إياهم بـ"التبجح". وأما هانت الذي دعم البقاء في الاتحاد الأوروبي في الحملة التي سبقت استفتاء 2016 وبات الآن من أنصار بريكست، فلجأ إلى استخدام لهجة تصالحية.

وقال المرشحون الأربعة عدا ستيوارت إنهم سيكونون على استعداد لقيادة بريطانيا خارج الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق في 31 اكتوبر، وهي المهلة النهائية التي حددها التكتل.

وقال جونسون كذلك إن على بريكست أن يتم بحلول هذا الموعد سواء "باتفاق أم لا".

وذهب راب، الذي استقال من منصبه كوزير بريكست احتجاجًا على تنازلات الحكومة لبروكسل، أبعد من غيره، فلم يستبعد تعليق أعمال البرلمان حتى لا يتمكن النواب من منع حصول بريكست من دون اتفاق.

وقال راب "أنا المرشح الوحيد الملتزم بالانسحاب بحلول نهاية أكتوبر مهما حصل". ورد غوف بالقول "لن أخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي رغمًا عن إرادة البرلمان".

ورغم حلوله في المرتبة الأخيرة في الجولة الأولى، إلا أن ستيوارت حصل على دعم من النواب المؤيدين للبقاء في الاتحاد الأوروبي بمن فيهم نائب رئيسة الوزراء ديفيد ليدنغتون، ما ترك جاويد في موقف خطير.

وانتقد وزير الداخلية ستيوارت قائلاً لإذاعة "بي بي سي" الثلاثاء إنه "يقول لنا فعليًا أن علينا البقاء في الاتحاد الأوروبي" وأنه يحظى بدعم من "دائرة صغيرة من زملائنا"، الذين يريدون البقاء في الاتحاد الأوروبي.

وأما جونسون، فتعرض لانتقادات من خصومه بسبب ندرة حضوره علنًا لكنه سيشارك في مناظرة الثلاثاء.&