لندن: على مدى عقود من مسيرته المهنية التي بدأها صحافياً قبل أن يتحول إلى السياسة، أثار المرشّح لمنصب رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون الكثير من الجدل.&

في ما يلي المحطات الأكثر إثارة للجدل في مسيرة وزير الخارجية الأسبق البالغ من العمر 54 عامًا، والذي شغل في الماضي كذلك منصب رئيس بلدية لندن.

إقالته بسبب الكذب

بعد تخرّجه&من جامعة "أوكسفورد"، حصل جونسون على وظيفة كصحافي متدرب في صحيفة "ذي تايمز" عام 1987.

لكنه أقيل في غضون عام لتأليفه تصريحًا في مقال عن الملك إدوارد الثاني وحبيبه الشاذ المفترض.

وقال جونسون لمحطة "بي بي سي" التلفزيونية لدى تذكره الحادثة في 2013 "كان الأمر سيئًا للغاية -- أتذكّر شعوري العميق جداً بالخجل والذنب".&

إقالته للكذب (مجدداً)

عام 2004، أقال مايكل هوارد زعيم الحزب المحافظ آنذاك جونسون الذي كان نائبًا حينها من منصبيه كوزير الظل للفنون ونائب رئيس الحزب بسبب كذبه بشأن إقامته علاقة خارج إطار الزواج.&

وتجاهل جونسون، الذي كان مرتبطًا بزوجته الثانية حينها ولديه منها أربعة أطفال، الاتهامات التي وردت في صحف شعبية بأنه أقام علاقة لمدة أربع سنوات مع امرأة أخرى واصفًا إياها بأنها "هراء".&

وأقاله هوارد من باب "الأخلاقيات الشخصية" بحسب مسؤولين محافظين، بسبب افتقاده للصراحة بعد ورود اتهامات أخرى بأن جونسون دفع أموالاً لإجهاض عشيقته.&

وقال جونسون حينها إن "استخدام حياة الناس الخاصة في المكائد السياسية هو أمر بائس ومؤسف".&

إخفاقات خلال رئاسته لبلدية لندن

ينظر إلى محاولة جونسون الفاشلة بناء جسر فوق "نهر التيمز" كأكبر خطأ يرتكبه خلال سنواته الثماني كرئيس بلدية لندن منذ العام 2008.

وأشرف على محاولات كلّفت 53,5 مليون جنيه استرليني لبناء جسر جديد في وسط لندن مغطى بالأشجار والزهور، لكن المشروع واجه معارضة من السكان بينما ارتفعت تكاليفه بدرجة كبيرة.

وألغى خلفه صادق خان المشروع في 2017 بناء على دراسة مستقلة بشأنه.

وأشار جونسون لاحقًا إلى أنه لم يتم هدر "أي بنس من أموال دافعي الضرائب" على المشروع عندما كان في المنصب وحمّل خان مسؤولية إلغائه.

وواجه رئيس البلدية السابق كذلك انتقادات لاذعة لهدره أكثر من 300 ألف جنيه استرليني على ثلاثة خراطيم مياه لمكافحة الشغب مُنعت الحكومة من استخدامها لاعتبارها مفرطة في القوة.

اتهامات بـ"الكذب" بشأن بريكست

وساهم جونسون، الذي يعد بين أحد أبرز وجوه حملة استفتاء بريكست عام 2016، بالترويج للزعم المثير للجدل بأنه لن يكون على بريطانيا بعد ذلك دفع 350 مليون جنيه استرليني أسبوعيًا للاتحاد الأوروبي.

وقوبل استخدام هذا الرقم الذي وضع على جانب حافلة استخدمتها حملة أنصار بريكست، بانتقادات لاعتباره مضللاً كونه يساوي إجمالي مساهمات البلاد في التكتل الذي يضم 28 دولة.

وأما المبلغ الصافي فهو أقل بكثير إذ يتضمن كذلك التخفيض المخصص لبريطانيا من مساهمات ميزانية الاتحاد الاوروبي والمبالغ التي يدفعها التكتل للقطاع العام في بريطانيا.

وقال له أحد خصومه خلال مناظرة تلفزيونية "انزعوا هذه الكذبة من حافلتكم".

لكن جونسون أصّر على الرقم قائلاً في اتصال عبر الإذاعة إنه "يشكل إجمالي المبلغ الذي لا نملك شيئاً حيال دفعه كل أسبوع وتنفقه بروكسل".&

زلّات

شهد عهد جونسون كوزير للخارجية من العام 2016 وحتى 2018 عدة زلّات لعل أبرزها كانت تلك المتعلقة بالبريطانية الإيرانية نزانين زغاري-راتكليف المسجونة في طهران.

اعتقلت زغاري-راتكليف التي كانت تعمل لصندوق تومسون رويترز -- الفرع الإنساني للمؤسسة الإعلامية -- في 2016 أثناء مغادرتها إيران بصحبة طفلتها بعد زيارة عائلتها.&

وحكم عليها بالسجن خمس سنوات بتهمة إثارة الفتنة التي تنفيها بشدة.

وخلال جلسة&استماع في البرلمان البريطاني عام 2017، قال جونسون إن زغاري-راتكليف كانت تدرب صحافيين في إيران ليصف تصريحاته لاحقًا بأنها "زلّة لسان".&

واستغل القضاء الإيراني فوراً التصريحات لاستخدامها كإثبات على أنها لم تكن تقضي إجازة في الجمهورية الإسلامية، ما أجبر جونسون على الاتصال بنظيره الإيراني في محاولة لتوضيح التصريحات.

واعتذر لاحقًا أمام البرلمان البريطاني متراجعًا عن "أي إشارة إلى أنها كانت هناك بصفتها المهنية". لكنه قاوم الدعوات للاستقالة على خلفية الخطأ.&