قامت حكومة الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، ببيع احتياطات الذهب الخاصة بالبلاد، وتبين، وفق ما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، أن جزءًا من تلك الاحتياطات نُقِل سراً إلى شرق إفريقيا، ضمن مناورة للتهرب من العقوبات الأميركية.

ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤولين في فنزويلا وأوغندا، دبلوماسي أجنبي ونواب من المعارضة الفنزويلية معلومات مفادها أنه تم تسيير رحلتين جويتين مطلع شهر مارس الماضي، وعلى متنهما ما لا يقل عن 7.4 اطنان&من الذهب بقيمة سوقية تزيد عن 300 مليون دولار، من فنزويلا إلى أحد المصافي الموجودة في أوغندا.&

وقال فريد إينانجا، المتحدث باسم الشرطة الوطنية الأوغندية، إن الذهب وصل على متن طائرة روسية مستأجرة على شحنتين في المطار الدولي في عنتيبي. وكشف ضابط أوغندي رفيع المستوى بعد اطلاعه على سبائك الذهب والوثائق المرفقة أن تلك الأوراق المصاحبة للسبائك أظهرت أنها مملوكة للبنك المركزي الفنزويلي، وأن هناك بعضاً من تلك السبائك موضوع&عليها ملصقات مختومة لكنها مخدوشة جزئياً.

وجاءت هاتين الشحنتين لتكشفا عن رابط في الاقتصاد السري العالمي لطالما شك كثيرون أنه يساعد مادورو على التشبث بالحكم عبر الالتفاف على نظام التمويل الدولي الذي تهيمن عليه أميركا. ويأتي هذا الكشف في الوقت الذي تعترف فيه واشنطن بزعيم المعارضة، خوان غايدو، باعتباره الرئيس الشرعي لفنزويلا، وتفرض عقوبات مالية وغيرها على مسؤولين ومؤسسات فنزويلية وتهدد بفرض عقوبات على الآخرين الذين يتعاملون مع النظام. والمشكلة الأكبر الآن هي تزايد وتيرة الانقسام على الصعيد الدولي بين مؤيد ومعارض سواء لمادورو أو لغايدو، فضلاً عن أن اقتصاد البلاد، الذي كان يعتبر أغنى اقتصاد في أميركا اللاتينية، يمر بحالة من التدهور، إلى جانب تضاءل مبيعاتها النفطية واستمرار معاناة المواطنين هناك من انقطاع التيار الكهربائي على مدار أيام تزامناً مع مشكلة نقص السلع الأساسية.

وعاودت وول ستريت جورنال لتنقل عن مصادر من الشرطة الأوغندية قولها، إن تلك السبائك الذهبية التي وصلت عنتيبي مرت من خلال مصفاة الذهبAfrican Gold Refinery Ltd. ( AGR ) إلى داخل مجمع مبانٍ&تقدر مساحته بحوالي 500 ياردة من المدرج القديم قبيل البدء في عملية تصديره إلى منطقة الشرق الأوسط.&

ونوهت الصحيفة إلى أن المصفاة بدأت عملها في 2015، ويقال إن بعض الذهب الذي يعالج هناك قد تم تهريبه من منطقة شرق الكونغو التي تمزقها الصراعات وغيرها من الدول الإفريقية. كما يصل الذهب الذي يُعالَج في مصفاة AGR إلى سلاسل توريد في شركات أميركية من بينها General Motors Co. , General Electric Co. و Starbucks Corp. على الرغم من الإجراءات الأميركية التي تهدف إلى منع استخدام تلك المعادن التي تسمى بمعادن الصراع من الكونغو.

من جانبها، قالت شيري آن داكداك، المديرة العامة لمصفاة AGR، إنهم كشركة لا يتعاملون في الذهب المهرب أو الذهب المستخرج من مناطق صراعات، كما رفضت التعليق على تلك الأخبار التي تحدثت عن قدوم شحنتي ذهب على متن طائرة من فنزويلا، مؤكدةً أن كل أنشطة المصفاة قانونية، وأنهم أقروا في اجتماع لمجلس الإدارة يوم الـ 26 من شهر مارس الماضي بعدم قبول أي معاملات مرتبطة بفنزويلا.

وأشارت داكداك في نفس الوقت إلى أن مصفاة AGR قامت بمعالجة وتصدير أكثر من 38 طنا من الذهب منذ بداية عملها، موضحة أن نطاق عملياتها قاد الذهب في 2018 ليحل محل القهوة باعتباره أكثر المنتجات تصديراً من أوغندا. ويبدو أن المصفاة تعمل بدعم من الرئيس الأوغندي، يوويري موسيفيني، وهو الأمر الذي علَّق عليه متحدث باسم موسيفيني بقوله إن الرئيس يدعم هذه المصفاة كما باقي المصافي، في إطار مساعيه الحثيثة التي يبذلها بهدف تحويل وتنويع الاقتصادي الأوغندي.

وختمت الصحيفة في الأخير بنقلها عن مصدر مقرب من تطورات الأحداث قوله إن الضغوط تتزايد على أوغندا وعلى المسؤولين في مصفاة AGR من جانب الدبلوماسيين الأميركيين الذين نمت&إلى علمهم تلك الأخبار المتعلقة بالشحنات الفنزويلية.

أعدت "إيلاف" المادة بتصرف عن صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، الرابط الأصلي أدناه:
https://www.wsj.com/articles/how-7-4-tons-of-venezuelas-gold-landed-in-africaand-vanished-11560867792?mod=e2tw