إيلاف من نيويورك: سجلت السلطات اللبنانية سابقة في التعاون مع الولايات المتحدة الأميركية، بعد قيامها بتسليم أحد مواطنيها (مزدوج الجنسية) إلى مكتب التحقيقات الفدرالي.

ورغم عدم وجود اتفاقية بين لبنان وأميركا لتسليم المطلوبين الى الأخيرة، إضافة الى تمنع بيروت عن التوقيع على معاهدة لاهاي الخاصة بالاختطاف الدولي للأطفال، غير ان السلطات اللبنانية استجابت لأمر أميركي قضى بتسليم علي سلامة (37 عاما) المتهم بخطف ابنه دكستر سميث (اربع سنوات)، ومخالفة قرار المحكمة بخصوص حضانة الطفل.

مخالفة المحكمة

وبحسب صحيفة تامبا باي فلوريدا، فإن القضية بدأت مطلع اغسطس&من العام الماضي حين اخذ سلامة طفله من المربية التي كانت تشرف على رعايته اثناء وجوده في منزل والدته، راشيل سميث، ولكنه سرعان ما القي القبض عليه، ووجهت اليه اتهامات تتعلق بالسطو، والتدخل في رعاية الطفل، ثم منحه قاضٍ حق زيارة طفله مرة واحدة في الأسبوع، وعين موعد جلسة يوم الخامس عشر من&سبتمبر لتحديد ما إذا كان يجب تغيير اتفاقية الحضانة المشتركة للوالدين، كما منعهما القاضي من استخراج جواز سفر للطفل، لكن سلامة اللبناني-الأميركي قام باستخراج جواز سفر لدكستر من قنصلية لبنان في ديترويت، وغادر الولايات المتحدة في الخامس والعشرين من اغسطس 2018، متوجها الى بيروت.

اتهامات الى لبنان

ومنذ ذلك الحين شرعت راشيل سميث في محاولة استعادة ابنها، فتواصلت مع أعضاء مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا، (ماركو روبيو وبيل نليسون قبل سقوطه في الانتخابات النصفية)، وحمّل محاميها باتريك ليدوك، لبنان المسؤولية، قائلا، "إن لبنان متآمر في عملية الاختطاف، وان الوالد (علي سلامة) استغل حقيقة أن الحكومة اللبنانية ليست من الدول الموقعة على اتفاقية لاهاي لاختطاف الأطفال، ولا تسلم المطلوبين المشتبه بهم إلى الولايات المتحدة".

وبعد عشرة اشهر، تمكنت راشيل من رؤية ابنها مجددا بعدما وصلت طائرته القادمة من بيروت الى مطار اتلانتا برفقة والده الذي كان مكبلا بالأصفاد، وأُوقف على الفور وسيمثل امام محكمة فدرالية غدا الإثنين.

رحلة استعادة دكستر

رحلة استعادة الطفل كانت معقدة بحسب محامي والدته، نظرا لأن بيروت لا تسلم في العادة مطلوبين لواشنطن، كما انها غير موقعة على معاهدة لاهاي، وأضاف، "إن عملية تعقب الأب وإلقاء القبض عليه استمرت عدة أشهر وشملت تقديم الاستئناف أمام المحاكم المدنية، والمحكمة الشرعية في لبنان"، متابعا "تمكنت السلطات الأميركية وبمساعدة من الشرطة اللبنانية من اعتقال الوالد وتسليمه إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي"، مشيرا، "الى انها المرة الأولى التي توافق فيها الحكومة اللبنانية على تنفيذ امر اعتقال أميركي".