نصر المجالي: يعقد اليوم الإثنين ولمدة يومين في القدس، اجتماع روسي أميركي إسرائيلي ثلاثي غير مسبوق حول الشرق الأوسط والتسوية السلمية، وقالت مصادر سياسية في موسكو وواشنطن والقدس إن الاجتماع سيتناول كذلك الملف السوري، حيث يشكل الحضور الإيراني في سوريا أهم هواجس الحكومة الإسرائيلية.

وقالت المصادر إن التوتر المتصاعد الراهن بين الولايات المتحدة وإيران في منطقة الخليج، سيكون على أجندة لقاء رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات ومستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون وأمين مجلس الأمن الروسي نيقولاي باتروشيف.

&وكان بولتون قال خلال مؤتمر صحفي في القدس أمس الأحد إن الاجتماع سيشكل إحدى مراحل التحضير للقاء بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب، الذي من المتوقع أن يعقد على هامش "قمة العشرين" في مدينة أوساكا اليابانية نهاية الأسبوع الحالي.

ومن جهته، أعلن أمين مجلس الأمن الروسي أن روسيا ستأخذ في الاعتبار مصالح إيران وستطرح وجهة نظر طهران على الولايات المتحدة وإسرائيل في اجتماع القدس بين مجالس أمن الدول الثلاث.&

تسويات وحلول

وكان مدير قسم الإعلام والصحافة في وزارة الخارجية، أرتيوم كوجين، صرح في وقت سابق أن من أبرز أهداف اللقاء المرتقب "البحث عن سبل خطوات عملية مشتركة لتسوية الأزمة في سوريا وفي منطقة الشرق الأوسط بأسرها".

وتابع أن موسكو تعطي أهمية كبيرة لتحقيق هذا الهدف، وأنها ترى "إمكانا لاستخدام صيغ عمل جديدة من شأنها أن تسهم، بعيدا عن أن تستبدل الصيغ الحالية وصيغة أستانة&في المقام الأول، في المضي قدما على طريق السلام والاستقرار في سوريا في ظل ضمان سيادتها ووحدتها وسلامة أراضيها، وكذلك في القضاء النهائي على الإرهاب الدولي على التراب السوري، وعودة اللاجئين وإعادة إعمار البلاد اجتماعيا واقتصاديا في أسرع وقت ممكن".

وأضاف أن موسكو تتعامل مع قضايا تنظيم وإجراء اللقاء المرتقب بمسؤولية بالغة، وتعول على وقف مماثل من قبل زملائها الأجانب ووسائل الإعلام، علما أن كل التخمينات بشأن صفقة مزعومة قيد الإعداد أو اتفاقات تبادل لن تؤدي سوى إلى تبعات سلبية".

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، رحب بعقد الاجتماع الأمني الثلاثي، وقال في تغريدة على حسابه الرسمي في موقع "تويتر": إن الحديث يدور عن "لقاء تاريخي غير مسبوق" و"قمة مهمة جدا من شأنها ضمان الاستقرار في الشرق الأوسط في فترة هائجة وحساسة".

علاقات جلية ومخفية

وأضاف: "نقيم علاقات جلية ومخفية مع الكثير من الزعماء العرب وهناك علاقات واسعة النطاق ما بين إسرائيل ومعظم الدول العربية. وسيعقد قريبا &مؤتمر هام في البحرين نرحب به كما نرحب بالمحاولة الأميركية لتحقيق مستقبل أفضل ولحل مشاكل المنطقة. إسرائيليون سيحضرون هذا المؤتمر بطبيعة الحال".

وأشار إلى أن اللقاء الثلاثي "يجمع بين الدولتين العظميين في دولة إسرائيل، وهذا يمثل ألف دليل على مكانة إسرائيل الحالية على الساحة الدولية".

يشار إلى أنه لدى إعلانه، أواخر مايو الماضي، عن اللقاء المرتقب، قال البيت الأبيض إن المسؤولين الثلاثة سيناقشون "قضايا الأمن الإقليمي".

وبعد أيام من ذلك، أعرب رئيس البعثة الدبلوماسية الأميركية في روسيا، أنتوني غودفري، عن أمل واشنطن في أن يسهم اللقاء الأمني بين الولايات المتحدة وإسرائيل وروسيا المرتقب في القدس في بلورة نهج مشترك "أكثر فعالية" إزاء إيران.