نصر المجالي: بدأ الرئيس العراقي برهم صالح زيارة إلى لندن اليوم الثلاثاء بدعوة خاصة من الحكومة البريطانية، يلتقي خلالها الملكة اليزابيث الثانية ورئيسة الحكومة وعددا من أركان الدولة والبرلمان، حيث تتركز المحادثات على تمتين أواصر العلاقات بين لندن وبغداد في مختلف المجالات.

ويرافق الرئيس العراقي في زيارته التي تمتد لثلاثة أيام، وفد رفيع المستوى يضم وزير الخارجية محمد علي الحكيم، ووزير الصحة علاء العلوان، الزيارة، حيث سيجري الرئيس صالح ووفده لقاءات رفيعة المستوى مع مسؤولين بريطانيين من بينهم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ووزير الخارجية جيريمي هنت، ووزيرة الدفاع البريطانية بيني موردونت، ووزير التجارة الدولية البريطانية ليام فوكس ووزير التنمية الدولية روري ستيوارت.

ويعتبر لقاء ملكة بريطانيا مع الرئيس العراقي، هو الأول من نوعه مع زعيم عراقي منذ العام 1956 حين استقبلت الملكة، العاهل العراقي الراحل الملك فيصل الثاني.

وبحسب تقرير نشره مركز الإعلام والتواصل الإقليمي التابع للحكومة البريطانية، ومقره دبي، فإن الزيارة التي تتخللها أيضا مأدبة عشاء يستضيفها وزيرا التجارة والتنمية البريطانيان، تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على الصعيدين السياسي والتجاري، وتأكيد عزمهما على مواصلة العمل معا لتعزيز الجهود الرامية إلى تطوير الإقتصاد العراقي وتحقيق الإستقرار والإزدهار في العراق وأيضا في المنطقة ككل، لا سيما عبرالعمل على ضمان هزيمة دائمة لنظيم (داعش). &

وقالت أليسون كينغ، المتحدثة باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تعليقا على &الزيارة: "إنني سعيدة جدا بهذه الزيارة، فهي تأتي في وقت أحرز فيه العراق الكثير من التقدمات المشجعة في ما يتعلق بجهود تحقيق الإستقرار، لا سيما من خلال العمل على استتباب الأمن ومكافحة الفساد، كما أنها تؤكد التزام بريطانيا المستمر والمستدام بشراكتها مع العراق وبمواصلة دعمها للجهود التي يبذلها في سبيل تحقيق الإستقرار والإزدهار الذي يستحقه العراقيون."

وأضافت كينغ، "أن الأهمية التي توليها بريطانيا لعلاقاتها مع العراق تتضح جليا من خلال مستوى اللقاءات المكثفة التي سيقوم بها الرئيس العراقي خلال زيارته هذا الأسبوع، لا سيما لقاؤه مع جلالة الملكة إليزابيث المرتقب يوم الخميس."

زيارة البرلمان

وتشمل زيارة برهم صالح أيضا زيارة إلى البرلمان يقوم خلالها بمحادثات ولقاءات مع رئيس البرلمان وعدد من أعضائه، كما أنها تتضمن كلمة يلقيها الرئيس العراقي بمركز تشاتام هاوس للأبحاث واجتماعا لمجلس الأعمال العراقي البريطاني تتخلله مأدبة عشاء. ويعقد على هامش الزيارة أيضا، مؤتمر للنفط والغاز يحضره كل&من وزير النفط العراقي ثامر الغضبان ووزير الخارجية محمد علي الحكيم.

وتأتي زيارة برهم صالح بعد تلك التي قام بها وزير التجارة الدولية البريطاني ليام فوكس إلى العراق في أبريل الماضي والتي أعلن خلالها عن رفع المبلغ المخصص لتقديم الضمانات التي تدعم الصادرات البريطانية إلى العراق، ليصل إلى ملياري جنيه استرليني، لما يتوفر هذا البلد من فرص كبيرة للشركات البريطانية في مجالات مختلفة.

جنسية بريطانية

وفي الختام، يشار إلى أن الرئيس برهم صالح بعد توليه رئاسة الجمهورية في اكتوبر 2018 تخلى بصورة قانونية عن الجنسية البريطانية التزاما منه بما جاء في الدستور العراقي.

و تلزم المادة 18 من الدستور العراقي أي شخص يتولى منصبا سياديا أو أمنيا رفيعا التخلي عن أي جنسية أخرى.

يذكر أن برهم صالح كان حصل على الجنسية البريطانية سنة 1980 عندما كان عضوا في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني المعارض لحكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
ورأى مراقبون ونشطاء أن تنازل صالح عن جنسيته الثانية هو أبسط ما يقدمه لحماية الدستور ولاحترام الشعب.