أصيلة: بدا محمد بن عيسى، أمين عام منتدى أصيلة أكثر تفاؤلا في اختتام موسم أصيلة الثقافي الدولي ال 41 مقارنة باختتام الدورة السابقة، التي عبر فيها عن تشككه في إمكانية استمرار المنتدى بسبب الصعوبات المالية.

وقال بن عيسى الذي كان يتحدث مساء امس في مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية "هذه ليست النهاية، هذه البداية، علينا أن نشمر على أدرعنا ونشرع في الإعداد لموسم أصيلة الثقافي الدولي 42"، وأضاف وسط تصفيقات الضيوف والمشاركين "أدعوكم لإسدال الستار على الموسم 41 ورفع الستار على الموسم 42".

وكما جرت العادة كل عام اختتم موسم اصيلة الثقافي الدولي بتكريم اهالي المدينة، عبر توزيع الجوائز على أشخاص ومؤسسات أهلية ساهمت في تطوير المدينة وتنميتها. وتميز حفل الاختتام هذه السنة بحضور شخصيات مرموقة، بينهم نبيل الحمر، مستشار ملك البحرين، وحرمه، والعديد من الشخصيات العربية والإفريقية، بينهم وزراء سابقون ومفكرون وشعراء ومثقفون.

وحول أبرز ما ميز هذه الدورة، قال بن عيسى إنها "تذكرنا بالسنوات الأولى للموسم، حيث كانت لدينا عادة دعوة بعض الشعراء الكبار كأدونيس وعبد الوهاب البياتي واحمد عبد المعطي حجازي وبلند الحيدري وغيرهم إلى أصيلة. غير أن حضور الشعر خف قليلا قليلا، مع هيمنة الرواية والقصة وفنون أخرى. هذه السنة قلنا لنبدأ بداية جديدة، ونظمنا ملتقى شعريا من يومين، كانت من أروع أيام الموسم، وشارك فيها حوالي 25 شاعرة وشاعر وناقد من كل الدول العربية، بينهم ستة من البحرين".

الحدث الآخر الذي ميز الدورة ال 41 لموسم أصيلة الثقافي هو تخصيص أسبوع للاحتفاء بالإبداع الإفريقي. وقال بن عيسى ان إفريقيا كانت وستظل دائما حاضرة في موسم أصيلة، مشيرا أن إفريقيا كانت تحظى في كل دورة بموعد خاص، عبر تنظيم ندوة أو معرض أو حدث خاص بإفريقيا. وقال "في بداية موسم أصيلة، قبل 39 سنة، جاءنا الرئيس السنغالي الراحل الشاعر الكبير ليوبول سيدار سنغور. واقمنا له أكبر تكريم سنة 1988".

وأشار بن عيسى إلى أن سنغور أخبره قبل وفاته أن تكريمه في أصيلة "كان أكبر تكريم في حياته". وأضاف بن عيسى "فعلا، أتذكر حفل تكريم سنغور ، كانت ترافقه زوجته. في ذلك اليوم خرجت أصيلة عن بكرة أبيها لتشارك في الحفل. واستمعنا لقراءات شعرية لبلند الحيدري وتشيكايا أوتامسي. كان حفلا متميزا رائعا. وتلقينا رسائل من رؤساء الدول الذين كانوا يتعاطفون مع سنغور مثل فرانسوا ميتيران وماريو سواريث ".

وبخصوص العام الحالي ،،تقرر تنظيم أسبوع إفريقي تخللته ثلاث ندوات كبيرة حول موضوع "الإبداع الإفريقي في الأوطان وفي المهجر"، إضافة إلى تنظيم مهرجان الموسيقى الإفريقية على مدى الأسبوع، ومعرض إبداعات الأفارقة في أصيلة. كما تقرر إحداث جائزة الموسيقى تمنح لفنان أفريقي سواء كان مقيمادفيذافريقبا ام خارجها.

وربط بن عيسى بين هذا الحدث الجديد، الذي قال إنه سيتجدد كل عام، وبين الاهتمام الخاص الذي صارت تحظى به إفريقيا بالنسبة للدبلوماسية المغربية، مشيرا على الخصوص إلى زيارة العاهل المغربي الملك محمد السادس لأربعين دولة إفريقية في ظرف عامين.

وأشار إلى أن دور أصيلة لا يقتصر فقط على تنظيم الحفلات والندوات، وإنما تهدف إلى مد الجسور بين المملكة المغربية وباقي العالم عبر النخب والمفكرين والمبدعين، وأن توصل إلى العالم رسالة المحبة والتسامح والاعتدال وقبول الآخر. وقال "هنا يتحاور الجميع، من إفريقيا، من البلاد العربية، من أوروبا، من أميركا اللاتينية، يلتقون ويتعارفون. هذا هو ما يجب أن نفتخر به. فموسم أصيلة كان سباقا، منذ أن بدأ في 1979، في فتح ما أصبح يسمى الآن بحوار الحضارات والثقافات".

وكافأ منتدى اصيلة هذه السنة العديد من أبناء المدينة الذين تألقوا بكفاحهم و مثابرتهم. ونالت جائزة الأم المثالية الزهرة الرفاص، التي أجبرتها الظروف على مغادرة المدرسة لتتعلم حرفة الخياطة والطرز لمساعدة أسرتها. لكن شغفها بالدراسة لم ينقطع أبدا حيث عاودت الدراسة من جديد بعد ان كبر جل أبنائها، فحصلت على شهادة التكوين في النحو وقواعد اللغة العربية، وشهادة تجويد القرآن الكريم من مسجد محمد الخامس في طنجة.

وهي أم لخمسة أطفال، سناء حاصلة على الدكتوراه في اللغة العربية ، و شاعرة وإطار بمدرسة الملك فهد للترجمة، طارق حصل قبل أسبوعين على دكتوراه في الطب، تخصص طب الشغل، وعنده دكتوراه كذلك في علوم الحياة والأرض. عماد مجاز في علم البصريات، وهو الآن نظاراتي وفنان موسيقي. هناء مترجمة دكتوراه في الترجمة، ياسمين طالبة في السنة الثانية أدب إنجليزي.

أما جائزة المرأة العاملة فكانت من نصيب رشيدة العاطي التي حالت ظروف عائلية صعبة دون متابعة دراستها، لكنها خرجت لطلب العلم في سن ال45 من عمرها بعد تخرج أبنائها السبعة. والتحقت بمسجد السوريين في طنجة، حيث درست العلوم الدينية وتخرجت منه سنة 2007، وختمت القرآن الكريم بمسجد محمد الخامس في طنجة، وما زالت تتابع دراساتها في المجلس العلمي بطنجة في تخصص القراءات السبع. وتواظب على مساجد مدينة أصيلة وضواحيها لتعليم النساء والفتيات.

وحصل عبد القادر بوستة على جائزة صياد السمك، أما الإمام والفقيه الخياط أحمد البقالي فنال جائزة صانع السنة، ونال الرياض هشام البركي اللاعب السابق في فريق الجيش الملكي المغربي و بوانتاز أوسلي في فرنسا وفريق العروبة في السعودية والأهلي الإماراتي ، على جائزة رياضي السنة عن تأسيس فريق الجمعية الرياضية لأصيلة والتي حققت إنجارات كبيرة خلال السنة الأولى من تأسيسها.

أما جائزة البيئة فتقاسمتها تجزئة الحسنية رقم 232 وزنقة السوسان عن النظافة والعناية بالبيئة، فيما كانت جائزة السنة للمجتمع المدني من نصيب نادي شباب الدغاليين لكرة القدم. ونال بطل الكيك بوكسينج وليد السهروردي جائزة طفل السنة.&

وبخصوص جوائز "محترف كتابة الطفل، الذي يشرف عليه أحمد العمراوي على مدار السنة، فكانت جائزة شغف الكتابة من نصيب فتيحة حنيف، ومنحت جائزة الخيال للطفلة هبة دريوش، وجائزة التمكن من اللغة للطفل محمد البعليش.

كما سلمت جوائز التفوق الدراسي لستة طلبة وطالبات من أصيلة تألقوا في امتحانات الباكالوريا في مختلف التخصصات.
&