نصر المجالي: تشهد كواليس وأروقة الاتحاد الأوروبي مشاورات واتصالات على مستويات عليا تختص بالاتفاق النووي الإيراني، ومنح طهران طريقا للخروج من المأزق والعودة لالتزاماتها، بينما حذرت بريطانيا بأن ثمة "فرصة ضئيلة" لإنقاذ الاتفاق.&

وفي تصريحات في بروكسل على هامش مشاركته في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي يوم الأحد، شدد وزير الخارجية البريطاني جيرَمي هنت على أن ثمة "فرصة ضئيلة" لإنقاذ الاتفاق النووي الذي وقعته الدول الكبرى مع إيران.

ويسعى اجتماع بروكسل إلى إيجاد سبيل لإقناع إيران والولايات المتحدة بتخفيف التوترات وبدء حوار وسط مخاوف من أن الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بات على وشك الانهيار.

طريق خروج

ونبه هنت "إنه ما زال أمام إيران عام على الأقل لتطوير سلاح نووي"، وقال إنه مع نظرائه الأوروبيين يبحثون عن منح إيران طريقا للخروج بما يمكنها من العودة إلى التزاماتها في الاتفاق الذي وقعته قبل أربع سنوات.

وعلى الرغم من عدم اتفاقه مع قرار واشنطن "أقرب حلفاء لندن" بالخروج من الاتفاق وفرض عقوبات جديدة على إيران، قال هنت إن نشاطات إيران التي تربك استقرار المنطقة كانت السبب الرئيسي وراء هذه المشكلة.

وكانت ايران قررت في مايو الماضي، تعليق تنفيذ بعض التزاماتها في الاتفاق، ما دفع واشنطن إلى فرض مزيد من العقوبات الاقتصادية عليها. وفي تحد لتحذير من الأطراف الأوروبية الموقعة على الاتفاق بضرورة مواصلة إيران الالتزام الكامل به، رفعت طهران نسبة تخصيب اليورانيوم لأعلى من مستوى 3.67 في المئة الذي يجيزه هذا الاتفاق.

بيان ثلاثي

ودعت فرنسا وألمانيا وبريطانيا، وهي الدول الأوروبية الثلاث الموقعة على الاتفاق النووي الإيراني العام 2015، في بيان مشترك الأحد، إلى "وقف تصعيد التوتر واستئناف الحوار" في هذا الملف، مؤكدة دعم الاتفاق النووي، ولكن "استمراره يبقى رهناً بوفاء إيران الكامل بالتزاماتها"، لافتة إلى "ضرورة أن تصدر من جميع الأطراف مؤشرات إلى حسن النية".

وقالت الدول الثلاث في بيان أصدرته الرئاسة الفرنسية: "نحن قلقون لخطر تقويض الاتفاق تحت ضغط العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة، وبعد قرار إيران عدم تنفيذ العديد من البنود المحورية في الاتفاق".

هجمات الخليج

وأضافت: "من جهة أخرى، فإن دولنا الثلاث قلقة بشدة حيال الهجمات التي شهدناها في الخليج العربي وخارجه، وكذلك حيال تدهور الأمن في المنطقة. نعتقد أن الوقت حان للتحرك في شكل مسؤول، والسعي إلى وسائل لوقف تصعيد التوتر واستئناف الحوار".

وتابع بيان الدول الثلاث: "إذ نواصل دعمنا للاتفاق النووي، فإن استمراره يبقى رهناً بوفاء إيران الكامل بالتزاماتها"، لافتة إلى "ضرورة أن تصدر من جميع الأطراف مؤشرات إلى حسن النية".

تصريح لو دريان

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان إنه يجب على أوروبا أن تظل موحدة في محاولة الحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني، مضيفاً أن على طهران العدول عن قرارها بعدم الالتزام ببنود في الاتفاق.&

الناقلة البريطانية التي حاولت زوارق إيرانية اعتراضها&


وقال للصحافيين في مقر انعقاد اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل "يجب على الأوروبيين الحفاظ على وحدتهم في هذه المسألة"، وأضاف أن قرار إيران تقليص التزامها بالاتفاق، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة العام الماضي، بمثابة "رد فعل سيئ&على قرار سيئ".

رد بانتقام

يشار إلى أنه رغم المساعي الغربية "الودية" تجاه طهران، قال الرئيس الايراني حسن روحاني بحسب موقع الحكومة الايرانية "لقد بدلنا استراتيجيتنا عبر الانتقال من الصبر الى الانتقام (...) سنرد على كل خطوة يتخذها الطرف الاخر"، واضاف "إذا خفضوا من التزاماتهم في الاتفاق، سنخفضها ايضاً. وإذا احترموا التزاماتهم تماماً، سنفعل المثل".

وأضاف روحاني أن بلاده مستعدة لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة إذا رفعت واشنطن العقوبات وعادت إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بعد انسحابها منه العام الماضي.

طهران بين مرونة الاتحاد الاوروبي وتصلب واشنطن&

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن بهروز كمالوندي المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية قوله إن طهران ستعود إلى وضع ما قبل الاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى العالمية إذا لم تفِ الدول الأوروبية بالتزاماتها.

رد بومبيو&

ورفض وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو فكرة روحاني خلال مقابلة مع صحيفة (واشنطن بوست) بوصفه أنه "العرض نفسه الذي طرحه على جون كيري وباراك أوباما"، مشيراً إلى وزير خارجية ورئيس الولايات المتحدة السابقين.&

وقال "الرئيس ترمب سيتخذ بوضوح القرار النهائي. ولكن هذه طريق سارت فيها الإدارة السابقة وأدت إلى (الاتفاق النووي الإيراني) الذي ترى هذه الإدارة والرئيس ترمب وأنا أنه كارثة".

لا عقاب لظريف

يذكر أنه ظهر خلال الأسبوع الأخير مؤشران إلى احتمال أن الولايات المتحدة تشير إلى زيادة الاستعداد للدبلوماسية، وفي هذا السياق، قال مسؤولون أميركيون لـ "رويترز" إن واشنطن قررت في الوقت الحالي عدم معاقبة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على الرغم من تصريح وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين في 24 يونيو &أن عقوبات أميركية ستصدر بحق ظريف خلال أيام، وقال مسؤولون أميركيون الأحد إنهم منحوا ظريف تأشيرة لحضور اجتماع في مقر الأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع.

وقال بومبيو لـ(واشنطن بوست) إنه منح هذه التأشيرة ولكنه فرض قيوداً على تحركات ظريف أثناء وجوده في نيويورك ولن يُسمح له إلا بالتنقل بين مقر الأمم المتحدة والبعثة الإيرانية التي تبعد عن المقر ست بنايات ومقر إقامة السفير الإيراني بالأمم المتحدة.