إيلاف من لندن: فيما دعت الحكومة العراقية اليوم الدول إلى تكثيف جهودها لاستلام رعاياها المنخرطين ضمن صفوف تنظيم داعش من الأطفال المُودَعين مع أمهاتهم المحكومات في سجونه وكذلك الأحداث الذين انتهت مُدَّة محكوميتهم فقد أعلنت عن ترحيل 437 طفلا منهم الى 10 دول.

وقالت وزارة الخارجيّة العراقية إنها وعبر الدائرة القانونية تقوم بجهد عالٍ مع الجهات المُختصَّة وهي مجلس القضاء الأعلى ووزارة العدل والأجهزة الأمنيّة لحسم ملفّ ترحيل أطفال الدواعش إلى بلدانهم.

وأشار المتحدث الصحافي بإسم الخارجية محمد الصحاف في بيان صحافي الاثنين تابعته "إيلاف" الى ان قيادة الوزارة استثمرت اللقاءات الثنائيّة وتوجيه بعثاتها العاملة في الخارج إلى دعوة جميع الدول التي لديها رعايا مُنضمّون لتنظيم داعش الإرهابيّ من نساء وأطفالهن وأحداث ممّن انتهت مُدّة محكوميتهم أن تُنسّق مع العراق عن طريق القنوات الدبلوماسيّة لأجل استلامهم .. مؤكدا ان هذا يعكس رغبة السلطات العراقـيَّة الجادّة والحقيقـيّة بالتعاون الكامل في هذا الصدد.

وأضاف أنه بالتنسيق مع السفارة الروسية لدى بغداد قامت السلطات العراقية قبل ايام بترحيل 33 طفلاً من أطفال المتهمات الروسيات إلى جمهورية روسيا الاتحادية . واضاف ان هذه العمليّة قد جرت بعد اتخاذ الإجراءات القانونيّة اللازمة في ما يخصُّ التأكُّد من رعويتهم وتوفير الضمانات القانونيّة لحماية حُقوقهم.

الجدير بالإشارة الى أنَّ وزارة الخارجيّة كانت قد شاركت في عدد من عمليّات ترحيل الأطفال من مختلف الجنسيّات وعددهم 473 طفلا ومنها : الروسيّة والطاجيكيّة والأذريّة والألمانيّة والفرنسيّة والجورجيّة والبيلاروسيّة والفنلنديّة والأوكرانيّة والتركيّة.

أطفال داعش ينفذون الاعدام بعدد من ضحايا التنظيم

&

دعوة الدول لتكثيف جهودها واستلام رعاياها الاطفال

ودعت الخارجية العراقية جميع الدول إلى تكثيف الجُهُود لاستلام رعاياها المنخرطين ضمن صفوف تنظيم داعش الإرهابيّ من الأطفال المُودَعين مع أمهاتهم المحكومات لدى دوائر الإصلاح العراقية إضافة إلى الأحداث الذين انتهت مُدَّة محكوميتهم.

وكان مجلس القضاء العراقي الاعلى قد أعلن في 29 مايو الماضي عن تسليم 188 طفلا تركيا خلفهم تنظيم داعش الى حكومة بلادهم. وقال المجلس في بيان إن "من بين هؤلاء بالغين بنسبة قليلة أدينوا بتهم تجاوز الحدود وانتهاء فترة الإقامة".

وأشار إلى أن "عملية التسليم جرت بإشراف القضاء الذي رافقهم حتى ركوب الطائرة التي تقلهم إلى بلادهم". وجرت عملية التسليم بحضور ممثل عن وزارة الخارجية العراقية وآخر عن سفارة تركيا في بغداد ومنظمات دولية كاليونيسيف.

وأعلن العراق في ديسمبر 2017 دحر تنظيم داعش لكنه لا يزال يجري محاكمات لمتهمين بالانتماء للتنظيم الارهابي من رجال ونساء وأطفال بينهم أجانب.

وقدرت منظمة هيومن رايتس ووتش عدد الأطفال الذين تحتجزهم السلطات العراقية وحكومة إقليم كردستان بنحو 1500 طفل بشبهة انتماء والديهم إلى تنظيم داعش، بينهم 185 أجنبيا على الأقل أدينوا بتهم متصلة بالإرهاب.&

يذكر ان العديد من هؤلاء الأطفال كانوا بالكاد في سن الدراسة عندما انتقل بهم آباؤهم إلى ما تُسمى أرض "الخلافة الإسلامية" الموهومة في العراق وسوريا في حين شهدت تلك الأراضي ميلاد الآلاف منهم هناك.

ويعد أطفال أتباع وأنصار التنظيم هم الفئة الأكثر ضعفاً من بين بقايا التنظيم البشرية في العراق وسوريا أي ما تبقى من 40 ألف مقاتل أجنبي وأسرهم الذين جاؤوا من أكثر من 80 دولة للمساعدة في بناء الخلافة الموهومة، والكثيرون منهم محتجزون الآن في مخيمات الإيواء ومختلف السجون في شرق سوريا والعراق وليبيا.

&ومؤخرًا وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" أطفال عناصر تنظيم داعش بـ"القنابل الموقوتة".. مؤكدة ضرورة أن تكون هناك استراتيجية واضحة للتعامل معهم لافتة إلى أن كثيرين منهم ولدوا في ظل "دولة الخلافة" وأنه كان هناك عدد كبير منهم في سن صغيرة عندما استولى التنظيم على مساحات واسعة من العراق وسوريا.

ورغم أنهم أطفال فإن حكوماتهم ترفض التعامل معهم ليجدوا أنفسهم في مخيمات وسجون بائسة دون أدنى اهتمام.. وقد استخدم التنظيم الأطفال جواسيس وكشافين وطهاة وزارعي قنابل وأحياناً مفجرين انتحاريين ومقاتلين كما أظهرت ذلك أشرطة بثها التنظيم لأطفال صغار وهم ينفذون عمليات قطع رأس وإطلاق نار على سجناء والبعض منهم عاشوا سنوات يتلقون دروساً متطرفة على يد عناصر التنظيم والأكبر سناً منهم كانوا يتلقون تدريبات عسكرية.