يشتكي السوريون في ما تعرف بالمناطق المحررة التي تسيطر عليها المعارضة السورية من حالات اعتقال بحق ناشطين وملاحقتهم، ويتحدثون عن حالات فلتان أمني، مما يضعهم بين تحديات كثيرة، من الصعوبة بمكان استيعاب تبعاتها ما بين قصف النظام والتفجيرات واستحالة الحياة اليومية.

إيلاف: كان آخر الاعتقالات اعتقال الناشطة رانيا الحلبي (أم جابر) في مدينة عفرين من دون معرفة الأسباب، وتعرّضها لوعكة صحية جراء التوقيف، ونقلها إلى مستشفى في مدينة أعزاز، كما اعتقل جمعة الخطاط، وقيل إنه كان يدعو إلى اعتصام من دون معلومات كثيرة متوافرة مع تناقض الحديث عن الجهة التي قامت باعتقاله.&

كذلك تم اغتصاب سيدة مربية ومدرسة لغة عربية تبلغ (61 عامًا) في إدلب من قبل مجموعة قامت بتعذيبها حتى فارقت الحياة.

لتبيان ما يجري اتصلت "إيلاف" بالعقيد الركن فاتح حسون القيادي في الجيش السوري الحر، الذي قال "بصراحة هذه المنطقة يوجد فيها العديد من الأجهزة الشرطية والأمنية المختصة والفاعلة، والتي تعمل بجد ليل نهار، ولا يمكن القول إن عمليات الاعتقال فيها تتم بشكل عشوائي أو تعسفي، فهذه المنطقة خارجة من أجواء الحرب منذ فترة قريبة، وتعاني العديد من المشكلات التي لا يمكن حلها خلال فترة زمنية وجيزة، بالتالي فإن أي عملية اعتقال تقوم بها هذه الأجهزة لا يمكن أن تكون بلا سبب يستدعي ذلك، فمن حق الجهات المختصة الموجودة اتخاذ كل الإجراءات التي تضمن الاستقرار للمنطقة حالها كحال أي جهاز أمن يريد ضمان الاستقرار في أي منطقة في العالم مع مراعاة الأمور القانونية والظرف".

عصابات&
من ناحية أخرى،&أضاف حسون "هناك العديد من الحوادث التي جرت في المنطقة نفسها، وكانت من فعل مجموعات أو عصابات بغرض الابتزاز والمال، وما إلى ذلك من دوافع، وقد وقع إجرام هذه المجموعات على الجيش الحر والأجهزة الأمنية والقيادة السياسية في المنطقة مثلهم مثل الآخرين".&

وأشار إلى "ما ينقص&المنطقة لتكون نموذجًا جيدًا للعيش هو المزيد من الوقت والجهد، فهناك العديد من الاعتقالات التي طالت خلايا لداعش أو خلايا للنظام، وذلك لكون المنطقة لم تستقر بشكل فعلي، ولم تهدأ العمليات الإرهابية التفجيرية، سواء من طرف الـ &PKK أو داعش أو نظام الأسد، الأمر الذي يحتاج من القوى الأمنية في المنطقة جهدًا مضاعفًا للوصول إلى نموذج يحتذى به".

وشدد على أنه في ما يتعلق بالمناطق المحررة التي تسيطر عليها القوى الثورية، فـ"الأمر (نموذج جيد للعيش)، ويحاول العديد من القوى الظلامية منعه، وأولها نظام الأسد وعملاء بي كي كي، لكن بالتأكيد مع كل ذلك فهناك قوى ثورية تعمل ليل نهار بدعم من الأخوة في تركيا للحيلولة دون وصول المناطق المحررة إلى الفوضى، وإحلال الأمن والاستقرار فيها، وهذا سيظهر جليًا بعد تشكيل الحكومة السورية الموقتة الجديدة، ووجود مقر للائتلاف الوطني السوري المعارض يتابع كل ذلك".
&