الرباط: لم يتأخر عبد الإله ابن كيران، أمين عام حزب العدالة والتنمية المغربي السابق، في التعبير عن موقفه من تعامل حزبه مع التصويت على القانون الإطار لإصلاح التعليم، حيث وجه انتقادات حادة لأمانة الحزب بقيادة سعد الدين العثماني، حملها فيها مسؤولية "الفضيحة والكارثة والمصيبة"، كما سماها.

وقال ابن كيران في فيديو بثه في وسائل التواصل الاجتماعي الليلة الماضية، إن تمرير القانون الإطار لإصلاح التعليم "كارثة على التعليم العمومي في المغرب، لأن الجزء الأعظم من الشعب لا يعرف الفرنسية، وليس له الإمكانيات ليشرح لأبنائه بالفرنسية ويوفر له الدروس الإضافية".

وأضاف رئيس الحكومة السابق أن "اللغة العربية مسألة مبدأ، وهذه أضحوكة الزمان، حزب له مرجعية إسلامية يتنازل عن العربية في التعليم، ويحل محلها لغة الاستعمار، هذه مصيبة وفضيحة"، وذلك في انتقاد غير مسبوق منه لإخوانه في قيادة الحزب، معتبرا أن الحزب "لم تكن له الجرأة لإسقاط هذا القانون".

&

&

وزاد ابن كيران مهاجما موقف نواب حزبه في عملية التصويت "حتى التصويت الذي كان في اللجنة، سيأتي وقت لتقولوا لنا كيف صوت الناس؟ مفهوم أن تكون ضغوط في السياسة، لكن هناك حدود لا يجب أن يتراجع عنها الإنسان"، مؤكدا أن المسألة تتعلق ب"المبادئ والرجولة، ونحن لسنا أول من مورست عليه الضغوط، فقد مورست على الاتحاد الاشتراكي والاستقلال".

ولم تقف انتقادات ابن كيران لحزبه عند هذا الحد، بل ذهب إلى القول: "أنا في حالة من التذمر لأن ما وقع يا العثماني (رئيس الحكومة) كبير جدا، هذا أول خطأ جسيم منذ تولينا رئاسة الحكومة في 2011 إلى اليوم"، مشددا على أن الدستور لم يعترف "عبثا باللغة العربية كلغة رسمية أولى في البلاد".

ومضى مهاجما إخوانه في الحزب "تمرير القانون الإطار من المجلس الوزاري إلى البرلمان، هذا معناه أنه قرآن منزل، لا هذا غير صحيح"، وأضاف "المجانية والتعاقد تراجعتم عنها وفرنسة التعليم لم تتراجعوا عنها"، معتبرا أن ما جاء في القانون الإطار "ليس تناوبا لغويا، بل هو أضحوكة وسخرية من الشعب".

وأشار ابن كيران إلى أنه "سيقال غذا بأننا صادقنا على القانون الإطار، وإذا قلنا لهم بأننا امتنعنا فسيقولون بأن ذلك ليس بموقف"، لافتا إلى أن هناك أملا في أن يتم "تغيير هذا القرار في الجلسة العمومية، لكن لا أظن ذلك مع الأسف"، وذلك في إمعان واضح من ابن كيران في انتقاد أمانة الحزب التي أوعزت لأعضاء الفريق البرلماني بالتصويت بالامتناع على النقطتين الخلافيتين.

في غضون ذلك، قدم إدريس الأزمي الإدريسي، رئيس الفريق البرلماني لحزب العدالة والتنمية بمجلس النواب، استقالته من رئاسة الفريق للأمين العام للحزب سعد الدين العثماني، وذلك في أولى تداعيات تمرير القانون الإطار لإصلاح التعليم داخل حزب رئيس الحكومة.

وتفيد المعطيات المتداولة بأن قرار الأزمي، الذي يعد أحد المقربين من ابن كيران، بأن القرار جاء عشية خرجة ابن كيران القوية ضد أمانة الحزب، والتي كان الأزمي من الأصوات التي عارضت من داخلها التصويت بالامتناع عن المادتين الخلافيتين في القانون الإطار لإصلاح التعليم، وكان يطالب بالتصويت ضد القانون برمته، كما دعا لذلك ابن كيران.

ويرتقب أن يشهد حزب العدالة والتنمية تفاعلات جديدة بسبب القانون المثير للجدل، بعد خروج ابن كيران المتوقع ،والذي سيمنح معارضي القانون الإطار من داخل الحزب دفعة معنوية للتعبير عن موقفهم المعارض لتوجه الأمانة العامة .