الرباط: لم يتأخر سعد الدين العثماني، أمين عام حزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة المغربية، في الرد على سلفه عبد الإله ابن كيران، الذي وجه له انتقادات قاسية بسبب القانون الإطار لإصلاح منظومة التربية والتكوين، حيث أكد أن حزبه "حزب مؤسسات وليس حزب أفراد".

وقال العثماني ، في ندوة رؤساء فرق حزب العدالة والتنمية بالمعارضة على مستوى مجالس الجهات ومجالس العمالات والأقاليم والجماعات والغرف المهنية، أمس، في الرباط، إن مبادئ الحزب مسطرة "في قوانينه، وأول مبدإ هو الوطنية بمفهومها الشامل الذي يدمج المرجعية الإسلامية والوطن والملكية الدستورية وعلى رأسها جلالة الملك".

وأضاف العثماني في رد غير مباشر على ابن كيران الذي اتهم الأمانة العامة للحزب بالتخلي عن مبادئه "نتمسك بالمبادئ ونعض عليها بالنواجد وندافع عنها بطريقة مستميتة، والحزب لم يتخلى قط عن مبادئه".

واستدرك العثماني مبينا أن هذه المبادئ "ينبغي ان تكون واقعية ونمارسها ونتصرف فيها بالمعقول والنزاهة والاستقامة وخدمة مصلحة المواطنين"، مشددا على أن أعضاء الحزب بينوا انهم "متشبثون بهذه المبادئ وأوفياء لها ومستمرون عليها".

وزاد رئيس الحكومة مبينا أن الذين يهاجمون حزبه "لا يهاجمونه في عمق التدبير ، ولكن دائما في قضايا هامشية تتعلق بأمور شخصية، ولن تنجح هذه الهجومات حتى لو استعملوا فيها جميع الأسلحة الثقيلة التي يملكون".

وأكد العثماني "سنقى صامدين، والهجومات على الحزب تتصاعد وتبنى على أمور باطلة ومغلوطة او مضخمة، دليل على أن الحزب يقوم بدوره في الواقع، وعندما تتعرض لحملات من هذا النوع يعني أنت تضر لوبيات معينة وأصحاب المصالح غير المشروعة".

وزاد العثماني بنبرة لا تخلو من تحدي "سنتصدى للمصالح غير المشروعة على حسب قدراتنا بأفق وطني"، مجددا التأكيد على أن هناك مؤسسات" تتخذ القرارات وعلى الجميع ان يلتزم بتلك القرارات".

واستشهد العثماني ببيت شعري للدفاع عن نفسه ضد ابن كيران، حيث قال: قال الشاعر قديما: رأي الجماعة لا تشقى البلاد به ## رغم الخلاف ورأي الفرد يشقيها".لافتا إلى أنه "ممكن أن تتخذ المؤسسة قرارا وتخطئ فيه، لكن المسؤول هي المؤسسة ويجب أن نلتزم بقراراتها ونحترم المؤسسات".

ومضى العثماني موضحا "إذا لم تكن قواعد العمل، هذه هي الديمقراطية وقواعدها: المسؤولية بالانتخاب والآراء حرة والقرارات للجهات التي تنص عليها قوانين الحزب، وإذا لم نطبق هذه الثلاثية لن تكون هناك ديمقراطية".

واعتبر العثماني أن حزب العدالة والتنمية "حزب مؤسسات ويجب أن يعتز بمؤسساته، ومن دون مؤسسات كل شيء سيتشتت، ولن يبقى حزب وستصبح الآراء والأهواء تتراقص".

ودعا العثماني أعضاء حزبه إلى الالتفاق حول المؤسسات والامتثال لقراراتها، حيث قال: "إذا تمسكنا بالقانون سيبقى الحزب قويا قادرا على مواجهة التحديات. ونحن نعرف بأن الظروف صعبة دوليا وإقليميا ،وصعبة نسبيا على المستوى الوطني"، في إشارة الى الضغوط التي يواجهها الحزب في مسؤولية تدبير الحكومة وقيادة التحالف الذي يضم ستة احزاب سياسية.