كشفت صحيفة إسرائيلية عن إسقاط قوات الجيش الليبي طائرتين إسرائيليتي الصنع، كانتا تقاتلان إلى جانب قوات حكومة الوفاق التي تدير السلطة في العاصمة طرابلس. وقال خبراء في الشأن الليبي إن الطائرات حصلت عليها حكومة فايز السراج من تركيا.
&
إيلاف من القاهرة: قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إن حكومة الوفاق الليبية حصلت على ثلاث طائرات مسيرة إسرائيلية الصنع، مشيرة إلى أن قوات "الجيش الليبي" أسقطت اثنتين منها.

وتساءلت الصحيفة عن كيفية وصول هذه الطائرات إلى ليبيا في تقرير لها بعنوان: "إسقاط طائرات إسرائيلية مسيرة في ليبيا.. كيف وصلت إلى هناك؟".

وأضافت الصحيفة أنه "وفقا لتقارير، فإن الطائرتين المسيرتين كانتا جزءا من منحة مكونة من ثلاث وحدات أعطتها تركيا لحكومة الوفاق المعترف بها دوليا، والتي تقاتل من أجل منع قوات حفتر من السيطرة على طرابلس".

وأوضحت أن الطائرة "Orbiter 3 UAV" التكتيكية، من صنع شركة "Aeronautics" الإسرائيلية، وفيها نظام مدمج خفيف الوزن لاستخدامه من قبل مسؤولي الأمن العسكري والأمن الداخلي.

وكشفت الصحيفة أن الطائرة تمتاز بنطاق تشغيل يصل إلى 150 كم، ويمكن أن تبقى مدة تصل إلى سبع ساعات بالجو في مهام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع.

من جهتها، نفت شركة "Aeronautics" الإسرائيلية المصنعة لـ "Orbiter-3" علمها بحادثة إسقاط نسختين من طائرتها في ليبيا.

وقال عوني الزبيدي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بنغازي، إن تركيا تدعم "الميلشيات" في طرابلس بكافة أنواع السلاح، مشيرًا إلى أن "الميلشيات" تعتمد بشكل أساسي على الدعم التركي بالأسلحة والتدريب والطائرات المسيرة، التي تحصل عليها تركيا من إسرائيل، ثم تمنحها إلى قوات حكومة فايز السراج و"الميلشيات" التي تقاتل معه.

وأضاف لـ"إيلاف" أن تركيا تعمل على خلط الأوراق من خلال تسليم "الميلشيات" أسلحة إسرائيلية الصنع، ما أجل الزج بإسرائيل وأميركا في اللعبة، وإجبارهما على دعم قوات السراج بقوة، وهزيمة قوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.

ولفت إلى أن الرئيس التركي أعلنها أكثر من مرة أنه يدعم "الميليشيات" المسلحة، بدعوى وجود اتفاقيات بينهما، وتعاون عسكري، منوها بأن التدخل التركي السافر في ليبيا يهدف إلى استمرار حالة الفوضى حتى يمكنه الاستمرار في نهب ثروات الشعب الليبي.

وقال الخبير العسكري الليبي، محمد الرماح، إن تركيا تسلم قوات فايز السراج والميليشيات المناطقية أسلحة مختلفة، سواء الطائرات المقاتلة أو الطائرات المسيرة أو الدبابات أو العربات المدرعة والأسلحة المتوسطة والخفيفة، مشيرًا إلى أن السفن التركية تنقل إلى حكومة طرابلس الأسلحة وتعود محملة بالبترول.

وأضاف لـ"إيلاف" أن تركيا تسلم إلى "الميليشيات" أسلحة متطورة جدًا، وتقوم بعمليات تدريب واسعة لها، عبر خبراء أتراك، منوهًا بأن الأسلحة التي تسلمها تركيا إلى "الميليشيات" أغلبها تركية الصنع، بالإضافة إلى أسلحة أخرى أميركية الصنع، مثل الصواريخ المضادة للطائرات، كما تسلم "الميليشيات" أسلحة إسرائيلية الصنع ومنها الطائرات المسيرة.

ولفت إلى أن أردوغان يسعى إلى تحقيق مجموعة من الأهداف من خلال التدخل في ليبيا، أولها شغل الجيش التركي، حتى لا يضطر إلى الانتقام منه، بعد ارتكاب العديد من الانتهاكات بحق قياداته وعناصره على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة العام الماضي، بالإضافة إلى شغل الرأي العام التي عن الفساد والفشل الذي يعاني منه، فضلًا عن نهب ثروات ليبيا، كما يحصل في سوريا.

وكان "الجيش الوطني الليبي" بقيادة المشير، خليفة حفتر، أعلن نهاية الشهر الماضي، إسقاط طائرة مسيرة تركية لقوات حكومة الوفاق الوطني قرب طرابلس، متهما تركيا وقطر بالوقوف وراء الجماعات المسلحة في ليبيا.

وأوضح المكتب الإعلامي لـ "الجيش الوطني الليبي" أن إسقاط الطائرة المسيرة جرى في سماء طريق المطار بالعاصمة، مضيفا أن الدرون التركي كان يحاول استهداف مواقع لقوات حفتر.

ويأتي هذا التطور تزامنا مع تصعيد المواجهة العسكرية بين الطرفين جنوب طرابلس وخاصة في منطقة مدينة غريان، التي أعلنت حكومة الوفاق عن طرد مقاتلي جيش حفتر منها، الأمر الذي ينفيه الطرف الآخر، متحدثا عن تقدم له بالاتجاه العاصمة الليبية.

وفي سياق متصل، جدد "الجيش الوطني الليبي" اتهاماته لكل من تركيا وقطر بدعم الجماعات المسلحة "الإرهابية" في البلاد.

وقال المتحدث الرسمي باسم "الجيش الوطني الليبي"، اللواء أحمد المسماري، إن هنالك "تدخلا تركيا قطريا لصالح المليشيات في طرابلس".

واتهم المسماري تركيا بأنها تقدم دعما مباشرا للجماعات المسلحة في معركة طرابلس "من البحر والجو والبر"، زاعما أن القوات التركية وفرت غطاء جويا بطائرات مسيرة خلال "اقتحام المليشيات مدينة غريان".

وتعهد في هذا السياق بتكثيف العمليات ضد تركيا في داخل البلاد، قائلا إن الأهداف التركية في ليبيا تعتبر أهدافا معادية، فيما أعلن عن إصدار أوامر باستهداف السفن التركية في المياه الإقليمية الليبية وبحظر رحلات الطيران من أي مطار ليبي إلى تركيا، وبالقبض على كل الأتراك الموجودين في البلاد.

واعتبر المتحدث باسم قوات حفتر أن "الأراضي الليبية تتعرض لغزو تركي"، وتابع مهددا: "سنستهدف أي نقطة على الأرض تتعامل مع تركيا".

وتدور بالعاصمة الليبية طرابلس ومحيطها، منذ الرابع من أبريل الماضي، معارك متواصلة بين قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير حفتر، وقوات تابعة لحكومة الوفاق، برئاسة فايز&السراج، خلفت مئات القتلى وآلاف الجرحى حسب منظمة الصحة العالمية.

رابط التقرير الأصل في صحيفة "جيروزاليم بوست":
https://www.jpost.com/Israel-News/Israeli-made-drones-shot-down-in-Libya-597942
&