أبوجا: عاد الزعيم النيجيري الشيعي ابراهيم زكزكي المحتجز منذ 2015، الذي سمح القضاء بسفره إلى الهند لتلقي العلاج، إلى بلاده الجمعة بعد جدل حول مسألة علاجه، كما قال أنصاره.

زكزكي مؤسس "الحركة الإسلامية في نيجيريا"، موقوف مع زوجته زينة ابراهيم منذ ديسمبر 2015 بعد قمع تظاهرة أسفر عن مقتل المئات.

قال عضو الحركة عبد الرحمن ابو بكر لوكالة فرانس برس إنّ زكزكي (65 عاما) وزوجته ابراهيم "اُبعدا بوساطة عناصر الأمن" فور وصول طائرتهما الى مطار ابوجا تجنبًا لمراسلي الإعلام المنتظرين. لم يصدر تعليق رسمي من السلطات النيجيرية عن مكان الزوجين.

وغادر الزوجان نيجيريا الاثنين بعدما سمحت محكمة بالسفر إلى الخارج لتلقي العلاج تحت إشراف الحكومة النيجيرية بعد سلسلة من التظاهرات الدامية التي نظمتها "الحركة الإسلامية في نيجيريا".

والخميس، قال زكزكي إنّه تم إبلاغه وزوجته بمغادرة الهند. قالت السلطات النيجيرية إنّ زكزكي سيمثل أمام محكمة بعد عودته من الهند.

أوقف زكزكي وزوجته في ديسمبر 2015 بتهمة تتعلق بـ"الارهاب" بعد أعمال عنف في زاريا خلال إحياء ذكرى عاشوراء. واتهم الجيش النيجيري حينذاك الحركة بأنها حاولت اغتيال قائده.

وتقول منظمة العفو الدولية ومنظمة أخرى مدافعة عن حقوق الإنسان إن 347 مشاركا في المواكب الحسينية معظمهم عزل، قتلوا ودفنوا في مقابر جماعية بأيدي عسكريين، لكن الجيش نفى ذلك.

بعد ذلك اعترف تقرير رسمي لولاية كادونا بأن الجيش تصرف بشكل مفرط في مواجهة ما حدث، وأن العسكريين المتورطين يجب أن يعاقبوا، لكن لم تتم ملاحقة أحد.

تظاهرات دامية
ونظمت هذه الحركة التي تستلهم الثورة الإيرانية، وتقول إنّ لديها ملايين المناصرين في شمال نيجيريا، تظاهرات شبه يومية في الأشهر الأخيرة في العاصمة أبوجا للمطالبة بإطلاق سراح زعيمها.

ويقول محامون إنّ زكزكي (65 عاماً) فقد عينه اليمنى، وقد يفقد اليسرى. وفي جسمه شظايا من رصاصات أصيب بها عام 2015.

وفي بيان صدر بعد عودة زكزكي، أعلنت "الحركة الاسلامية في نيجيريا" إنها "ستواصل نضالها لضمان حصول زعيمنا على العلاج الطبي المناسب الذي يستحقه".

وفي 22 يوليو، قُتل ما لا يقلّ عن ستة متظاهرين وصحافي وشرطي في أعمال عنف اندلعت أثناء مسيرة طالبت بالافراج عنه.

وبعد ذلك بأيام، حظرت الرئاسة النيجيرية الحركة التي تتحدث عن مقتل 20 شخصا، فيما صنّفتها الشرطة تنظيماً "إرهابياً".

وفي أواخر أكتوبر، تظاهر مناصرون للحركة بكثافة في أبوجا، وأدت عملية القمع العنيف إلى 47 قتيلاً، بحسب الحركة ومراقبين، في حين تحدثت السلطات عن مقتل ستة أشخاص.

في ديسمبر 2016 أمرت محكمة فدرالية بإطلاق سراح زكزكي وزوجته. لكن الحكومة لم تمتثل للقرار، ووجّهت إليهما تهمًا جديدة.

و"الحركة الاسلامية في نيجيريا" التي ظهرت كحركة طلابية عام 1978 قبل أن تتحوّل إلى تنظيم ثوري لا تزال قريبة من طهران وتثير غصبا كبيرا في نيجيريا، حيث لا يخفي السنة ولاءهم للسعودية.

ويشكل الشيعة أقلية صغيرة في شمال نيجيريا حيث الغالبية من المسلمين السنة. وتشير تقديرات الى أنّ عدد الشيعة لا يتجاوز أربعة ملايين شخص في نيجيريا. ويبلغ عدد السكان 190 مليون نسمة مناصفة تقريبا بين الجنوب بغالبيته المسيحية والشمال باكثريته المسلمة.