إيلاف من لندن: أحيت الأمم المتحدة الاثنين في اليوم العالمي للعمل الانساني ذكرى الهجوم على فندق القناة في بغداد في 19 أغسطس عام 2003 والذي أدى إلى مقتل 22 شخصًا وإصابة 150 آخرين، بمن فيهم الممثل الخاص للأمين العام في العراق ، مشيرة إلى أنّ 4500 عامل اغاثة انسانية قتلوا أو أصيبوا أو اختطفوا خلال 16 عاما تلت التفجير، موضحة أن الأسر النازحة التي تعيلها إناث هي أكثر الفئات ضعفًا في العراق.

وفي هذه الذكرى التي تصادف السنوية العاشرة لليوم العالمي للعمل الإنساني تكرِّم الأمم المتحدة مساهمة ما يقرب من ربع مليون موظفة إغاثة ممن يُقدّمنَّ المساعدة الإنسانية إلى المحتاجين والنساء، اللواتي يعملنَّ في مجال إنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة الإنسانية.

عزم على الوفاء بوعد الامم المتحدة للانسانية

وأكدت أليس وولبول نائبة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق بمناسبة الذكرى السنوية لتفجير مقر البعثة في العراق في كلمة تسلمت "إيلاف" نصها، أن المنظمة الاممية عاقدة العزم ومصممة على التمسك بميثاق الأمم المتحدة والوفاء بوعدها للإنسانية.

&واشارت إلى أنّه قبل ستة عشر عاماً، دُمرَ مقر الأمم المتحدة في بغداد بقنبلة كبيرة، ولقي إثنان وعشرون من زملائنا مصرعهم وجرح أكثر من 150 آخرين في ذلك التفجير وكان من بين الذين قتلوا المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة سيرجيو دي ميلو، حيث "نحيي هذه الذكرى كل عام بحزن عميق ونشعر تماماً برحيل كل أولئك الذين سقطوا ومعاناة كل المصابين".

وأضافت "نتساءل، مرة أخرى، كيف حدث ذلك؟ فموظفو&الأمم المتحدة الدوليون من جميع أنحاء العالم جاؤوا إلى بغداد تاركين خلفهم بلدانهم وأُسرهم ليعيدوا بناء بلد مدمر،&وموظفو&الأمم المتحدة المحليون يعملون على مساعدة بلدهم لاسترداد عافيته بعد النزاع وجميعهم يحاولون، بموارد محدودة وعزم لا محدود ان ينفذوا مهمتهم النبيلة.. كيف سقطوا ضحايا للعنف الذي حاولوا إيقافه؟".

وأكدت أن التفجير الذي حدث في بغداد في شهر أغسطس&2003 "شكل تغييراً كبيراً في التعامل العالمي مع العاملين في المجال الإنساني. لقد شهد العراق تفجيرات أخرى كثيرة على مدى الأعوام التي تلت 2003. ولقد شهد موظفو الأمم المتحدة والعاملون في مجال تقديم المساعدة الإنسانية في العراق وأماكن أخرى عدم استقرار ومخاطر كبيرين بسبب عملهم في الميدان، ومنذ ذلك الحين شهدت السنوات التي&تلته هجمات متعددة في مختلف أنحاء العالم استهدفت العاملين في مجال تقديم المساعدات الإنسانية وزملاء مدنيين آخرين يعملون من أجل السلام".

وأوضحت انه منذ أغسطس 2003، تعرض أكثر من 4,500 فرد من العاملين في المجال الإنساني للقتل او الإصابة او الاعتقال او الاختطاف او منعوا من تنفيذ مهامهم المنقذة للحياة. أي بمعدل 280 حالة اعتداء ضد العاملين في المجال الإنساني في كل عام، او خمسة اعتداءات في كل أسبوع فيما سجل العام الماضي ثاني أعلى عدد من الاعتداءات على العاملين في المجال الإنساني على الإطلاق إذ تعرض أكثر من 405 منهم إلى اعتداءات وقتل 131، وأصيب 144 وتعرض 130 للاختطاف فيما مجموعه 226 حادثة منفصلة".

وقالت المسؤولة الاممية في كلمتها "اليوم، وبمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، فحري بنا ان نتذكر، أيضاً، زملاءنا في الأمم المتحدة في بعثات ميدانية أخرى ممن ضحوا بأنفسهم: في تفجير مقر الأمم المتحدة في العاصمة الجزائرية عام 2007 او تفجير مقر الأمم المتحدة في أبوجا، نيجيريا عام 2011 او - &وأن نأتي على ذكر&ما حدث مؤخراً - مصرع ثلاثة من زملائنا من موظفي أمن الأمم المتحدة قبل أقل من عشرة أيام مضت بهجوم بسيارة مفخخة في مدينة بنغازي في ليبيا".

وبينت أنها تنتهز هذه الفرصة اليوم لتكريم ذكرى موظف التنسيق الذي كان يعمل في البعثة على مستوى المحافظة عامر القيسي الذي تعرض للاختطاف والقتل عام 2016.

ونوهت في الختام قائلة "إننا إذ نقف هنا اليوم، فإننا نجتمع ونحن عاقدو&العزم ومصممون على التمسك بميثاق الأمم المتحدة والوفاء بوعدنا للإنسانية، فدعونا نحيي ذكرى التضحيات التي قدمها اصدقاؤنا وزملاؤنا ونشيد بالخدمات التي قدموها للسلام. ويستمر عملنا".

4500 عامل إغاثة قتلوا أو أصيبوا أو اختطفوا

وقالت البعثة الاممية في العراق "يونامي" في تقرير اليوم تسلمت "إيلاف" نصه، إن لليوم العالمي للعمل الإنساني في العراق أهمية خاصة حيث تم تحديده في ذكرى الهجوم الذي وقع في 19&أغسطس 2003 على فندق القناة في بغداد، في العراق والذي أسفر عن مقتل 22 شخصًا، بمن فيهم الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق سيرجيو فييرا دي ميلو.

وأشارت إلى أنّه على مدار الأعوام الستة عشر الماضية قُتل أكثر من 4،500 شخص من العاملين في المجال الإنساني أو أصيبوا أو احتُجزوا أو خُطفوا أو مُنعوا بأي طريقة أخرى من القيام بعملهم. منوهت إلى أنّ أكثر من 90 في المائة من جميع الهجمات في مختلف أنحاء العالم كانت على موظفين محليين، وفي عام 2009 حدّدت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 19 أغسطس يوماً عالمياً للعمل الإنساني.
&
بطلات مجهولات في الخطوط الأمامية لأصعب وأخطر الأماكن&

وقالت مارتا رويدس، منسقة الشؤون الإنسانية في العراق، "بصفتي عضوًا في القيادة النسائية العُليا للأمم المتحدة حيث عملت في عدد من سياقات الطوارئ، فإن إحياء ذكرى اليوم يُعدُ أمراً مهماً بالنسبة لي شخصيًا.. لقد رأيت بنفسي التضحيات التي يتعين على المنظمات الإنسانية والمجتمعات تقديمها من أجل مساعدة المتضررين من الأزمات في بعض أكثر الأماكن خطورة في العالم".

وتُشكِّل العاملات في المجال الإنساني أكثر من 40 في المائة من إجمالي موظفي الإغاثة في جميع أنحاء العالم. وبشكل غير رسمي، فإن الأرقام أعلى من ذلك بكثير، لأن النساء غالبًا ما يكنَّ البطلات المجهولات في الخطوط الأمامية لأصعب وأخطر الأماكن في العالم. وبوصفهن عضوات من المجتمعات المحلية المتضررة، فإنهنَّ ينشطنَ في كل جانب من جوانب الاستجابة الإنسانية، من إدارة الكوارث إلى إيصال إمدادات الطوارئ؛ ومن توزيع المواد الغذائية إلى توفير الرعاية الطبية.

الأسر النازحة التي تعيلها إناث أكثر الفئات ضعفًا في العراق

وبينت الامم المتحدة ان مشاركة النساء في الاستجابة الإنسانية تجعل عمليات الإغاثة أكثر فعالية من حيث الوصول الإنساني. وفي العديد من البيئات، تتمتع النساء العاملات في المجال الإنساني بفرص فريدة للوصول إلى النساء والفتيات ويمكنهن تقديم الدعم والخدمات الحيوية للأشخاص الذين قد يتعذر الوصول إليهم، حيث تعمل مشاركة المرأة على تحسين الاستجابة الإنسانية للعنف الجنسي، والذي يزيد خلال حالات الطوارئ ويمكن أن يكون هذا أمراً حاسماً بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في أزمات إنسانية طويلة الأمد، مثل النازحين في العراق حيث تعد الأسر النازحة التي تعيلها إناث من بين أكثر الفئات ضعفًا في العراق لا سيما تلك التي يُعتقد بأن لها صلات بتنظيم داعش فهنَّ يتحدين صعابا كبيرة وضغطا مجتمعيا هائلا لتوفير مأوى&وغذاء وملابس وتعليم لأُسرهن.

وأوضحت رويدس انه "في هذا اليوم الإنساني العالمي، ننتهز هذه الفرصة لعرض العمل الدؤوب لبعض النساء المثاليات في المجتمع الإنساني في العراق. إن تفاني هؤلاء النساء - سواء&كُنَّ موظفات في الأمم المتحدة أو عاملات في المنظمات غير الحكومية أو موظفات محليات أو النساء العراقيات العاديات اللواتي&يحاولنَّ مساعدة بلدهنَّ في إعادة البناء - إنه بالفعل أمر يستحق الثناء".
&
اليوم العالمي للعمل الإنساني

في عام 2008، حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 19 أغسطس يومًا إنسانيًا عالميًا لرفع مستوى الوعي بالمساعدة الإنسانية في جميع أنحاء العالم والإشادة بالأشخاص الذين يخاطرون بحياتهم لتقديم المساعدة حيث كان هذا تكريمًا للأشخاص الـ 22 الذين فقدوا أرواحهم في هجوم عام 2003 على فندق القناة في بغداد في العراق، بما في ذلك الممثل الخاص للأمين العام للعراق سيرجيو فييرا دي ميلو.. وتم الاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني لأول مرة في 19 أغسطس 2009.

&

الممثل السابق في العراق للأمين العام للامم المتحدة قتل في تفجير مقر البعثة الدولية في بغداد

&
أمن عمال الإغاثة

كان العام الماضي هو ثاني أسوأ سجل على الإطلاق، وهو الأسوأ خلال السنوات الخمس الماضية من حيث أمن عمال الإغاثة. في عام 2018، بلغ عدد الضحايا 405 ضحايا، حيث قُتل 131 شخصاً من عمال الإغاثة، وجُرح 144 شخصاً، كما تم اختطاف 130 شخصا في مختلف أنحاء العالم.&

وكانت من بين البلدان التي شهدت معظم الحوادث الأمنية: جنوب السودان وسوريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية. وحتى الآن في عام 2019، تعرض حوالي 156 شخصاً من موظفي الإغاثة للهجوم بسبب وظيفتهم، حيث قتل 57 شخصًا وجُرح 59 شخصاً وخطف 40 آخرون. ومن المحتمل أن يكون العدد الفعلي أعلى بكثير بسبب عدم الإبلاغ. كما إن الافتقار إلى البيانات المصنفة حسب نوع الجنس يجعل من الصعب تقديم أرقام دقيقة عن عدد النساء المتضررات من العاملات في المجال الإنساني).&
&
حول حملة #WomenHumanitarians العالمية

وتقول الامم المتحدة انه مع وجود 24 قصة حول 24 امرأة على مدار 24 ساعة، تتخطى حملة اليوم العالمي للعمل الإنساني لعام 2019 لحظات في الحياة اليومية للنساء العاملات في المجال الإنساني لإظهار كل من أوجه التشابه والاختلاف من خلال طقوس حياتنا اليومية. يتم استخدام هاشتاك #WomenHumanitarians لحملة هذا العام.