روما: استعاد المهاجرون الذين أنقذتهم سفينة "أوبن آرمز" أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط، أنفاسهم في جزيرة لامبيدوسا جنوبي إيطاليا الأربعاء والتي تمكنوا من الرسو فيها ليلاً.

والتحق المهاجرون الـ147 بمهاجرين آخرين في مركز استقبال في هذه الجزيرة الصغيرة برغم أنّه مصمم لاستقبال أقل من مئة شخص بانتظار نقلهم إلى وجهات أخرى.

وكان لويجي باتروناجيو، مدعي عام أغريجيني، قرر بعد تفتيش الشرطة القضائية وطبيبين للسفينة التابعة لمنظمة إنسانية اسبانية، إنزال المهاجرين على الجزيرة السياحية الواقعة بين تونس وإيطاليا.

وقوبل الإعلان بصيحات الفرح على متن السفينة. وأظهرت مقاطع الفيديو التي بثها أشخاص من السفينة المهاجرين والنشطاء يتعانقون ويصفقون.

وأفادت صحافية من يومية "إيل باييس" الإسبانية أن البعض على متن السفينة غنوا أغنية "بيلا تشاو" الإيطالية لدى دخول السفينة الميناء. بعد نزولهم الواحد تلو الآخر، وخضوعهم لفحص طبي سريع، أُخذ المهاجرون إلى مركز استقبال في حافلات صغيرة.

وأثار الانتظار قبالة الساحل القريب منذ الخميس حالة من اليأس بين المهاجرين المحتجزين على متن السفينة، حتى أن 15 منهم، بعضهم لا يرتدون سترات نجاة، ألقوا بأنفسهم في الماء لمحاولة الوصول سباحة إلى لامبيدوسا.

وقال متحدث باسم المنظمة غير الحكومية إنه تم "إنقاذهم" من قبل خفر السواحل الإيطالي ونقلهم إلى الجزيرة.

وفد فرنسي

أعلنت باريس الأربعاء إرسال وفد من المكتب الفرنسي لحماية اللاجئين (اوفبرا) لدراسة وضع مهاجري "اوبن آرمز" التي التزمت باستقبالهم.

وكانت السلطات الإيطالية رفضت استقبال هؤلاء المهاجرين على الرغم من تعهد ست دول أوروبية هي فرنسا وألمانيا ولوكسمبورغ والبرتغال ورومانيا وإسبانيا باستضافتهم.

وأمضى بعض هؤلاء المهاجرين الذين أنقذتهم المنظمة غير الحكومية قبالة ساحل ليبيا، 19 يومًا على متن السفينة، وهي الفترة نفسها التي أمضاها المهاجرون الذين أنقذتهم منظمة "سي واتش 3" في أواخر كانون الأول/ديسمبر قبل أن ينزلوا في مالطا في 9 كانون الثاني/يناير.

وفي مواجهة رفض وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني السماح لهم بالنزول، كانت مدريد قررت الثلاثاء إرسال سفينة عسكرية إلى لامبيدوسا لنقل المهاجرين إلى مايوركا، على بعد حوالي ألف كيلومتر من صقلية.

وصرح أوسكار كامبس مؤسس "أوبن آرمز" بعد إبلاغه قرار المدعي العام "بعد 19 يومًا، سننزل اليوم في لامبيدوسا ، سيتم تجميد حركة السفينة مؤقتًا، لكنه ثمن على أوبن آرمز أن تدفعه لقاء ضمان حصول المهاجرين على الرعاية".

أوشن فايكنغ لا تزال في البحر

اتخذ المدعي العام الإيطالي قرارًا بوضع سفينة "أوبن آرمز" تحت الحراسة القضائية في إطار التحقيق ضد مجهول بتهمة خطف أشخاص، وإغفال ورفض تنفيذ إجراءات رسمية، وهو ما قال ماتيو سالفيني على فيسبوك إنها تستهدفه مباشرة.

وبذلك لم يعد هناك سوى سفينة أوشن فايكنغ الإنسانية قبالة سواحل ليبيا من حيث تنطلق القوارب المتهالكة المحملة بالمهاجرين.

وتسعى السفينة التي تستأجرها منظمتا "اس او اس مديتيرانيه" وأطباء بلا حدود" إلى إنزال 356 مهاجرًا في ميناء آمن.

وتقف السفينة في مضيق صقلية بين مالطا ولامبيدوسا. ويتوجب عليها توفير مواردها بعدما منعتها سلطات مالطا في اللحظات الأخيرة من التزوّد بالماء والوقود.

وفي ظل غياب إجماع أوروبي على استقبال المهاجرين الذين تنقذهم سفن المنظمات غير الحكومية، فإن مصيرهم يخضع بانتظام لمفاوضات طويلة وصعبة بين الدول.

وقالت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية سيبت ندياي إنّ "هذه الحالات تذكّرنا بشكل حاد بأهمية التوصل إلى آلية لإدارة مسائل الهجرة على المستوى الأوروبي".
&