نيويورك: واجه الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيلا من الانتقادات بعد تشكيكه في "ولاء" اليهود الذين يصوتون للديموقراطيين في الانتخابات، لكنه كشف كذلك عن الاستياء الذي يشعر به بعض اليهود الأميركيين من الديموقراطيين.

وأثار الرئيس الأميركي هذا الجدل الجديد مساء الثلاثاء في إطار هجماته المتكررة منذ كانون الثاني/يناير على النائبتين الديموقراطيتين إلهان عمر ورشيدة طليب اللتين تدعوان إلى مقاطعة اسرائيل بسبب سياستها حيال الفلسطينيين.

وقال ترمب "بالنسبة لي، فإن تصويت أي يهودي لديموقراطي يدل على نقص كامل في المعرفة أو عدم ولاء كبير".

وردا على سؤال عن هذه التصريحات قبل أن يتوجه إلى ولاية كنتاكي الأربعاء، أكد ترمب من جديد أن اليهود الذين يصوتون للحزب الديموقراطي "يفتقدون إلى الولاء للشعب اليهودي ويعبرون عن نقص كبير في الولاء حيال اسرائيل".

وأضاف أن "الديموقراطيين بعيدون في الواقع جدا عن اسرائيل ولا أفهم كيف يمكنهم أن يفعلوا ذلك".

ومنذ مساء الثلاثاء، تهاجم شخصيات من الأميركيين اليهود -- يبلغ عددهم نحو خمسة ملايين شخص صوت ثمانون بالمئة منهم للديموقراطيين في انتخابات منتصف الولاية في 2018 حسب معهد بيو لاستطلاعات الرأي --، هذا المفهوم "للولاء" وتتهم الرئيس بتأجيج معاداة السامية عبر استخدامه.

وكتب جوناثان غرينبلات رئيس رابطة مكافحة التشهير المنظمة النافذة التي تعمل على مكافحة معاداة السامية أن الرئيس "لم يقل بشكل واضح حيال من يفتقد اليهود إلى +الولاء+ لكن الاتهامات بعدم الولاء تستخدم ضد اليهود منذ فترة طويلة".

من جهتها، رأت هالي سويفر مديرة المجلس الديموقراطي اليهودي لأميركا أن دونالد ترمب "لا يملك حق أن يقول لليهود ألأميركيين من هو أفضل لهم ويطالبهم بالولاء".

وسجل سيل من الانتقادات على موقع تويتر الأربعاء، أولا تحت وسم #لا ولاء لترمب ثم تحت وسم #ملك اسرائيل، بعدما عبر ترمب عن اعتزازه بوصفه "ملك اسرائيل" من قبل معلق لإذاعة محافظة، بسبب دفاعه الثابت عن الدولة العبرية.

وقال ترمب "ما من رئيس على الإطلاق قام بأي شيء يقترب مما قمت به لإسرائيل، من مرتفعات الجولان والقدس وإيران وغيرها".

"ليس كتلة موحدة"

مع ذلك وبمعزل عن الجدل الأخير، &يقول العديد من يهود نيويورك القريبين تقليديا من الحزب الديموقراطي، خصوصا بشأن ضرورة الدفاع عن المهاجرين، إنهم يشعرون باستياء متزايد من مواقف بعض أعضاء هذا الحزب.

وقال بن مزراحي المتقاعد البالغ من العمر ثمانين عاما، لوكالة فرانس برس إن الرئيس ألأميركي "ما كان يجب أن يدلي" بهذه التصريحات، موضحا "لا أحب إقحام اليهود في مناقشات حول الأحزاب السياسية".

وأضاف الرجل الذي كان في طريقه إلى مركز يهودي في مانهاتن "لكن الحقيقة هي أن بعض اليهود وحتى الذين صوتوا مثلي للديموقراطيين، خاب أملهم من الحزب الديموقراطي"، منتقدا قادة هذا الحزب لعدم تحركهم في مواجهة مواقف "قريبة من معاداة السامية" من قبل بعض أعضائه.

وقال شمويل أشير المسؤول عن البورصات في جامعة بالتيمور أن الحزب الديموقراطي يعبر "منذ فترة طويلة" عن مواقف أكثر تأييدا للفلسطينيين، لكن الأمر "أصبح أوضح منذ بضعة سنوات".

ومع أنه مسجل بصفته ناخبا ديموقراطيا، قال هذا اليهودي المتشدد انه مستعد لدعم دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في تشرين الثاني/نوفمبر 2020.

وبرر أشير دعمه لترمب "بإجراءين مهمين" اتخذهما ترمب منذ وصوله إلى البيت الأبيض هما نقل سفارة الولايات المتحدة في اسرائيل من تل أبيب إلى القدس والانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي الإيراني، محققا بذلك مطلبين للحكومة الاسرائيلية.

أما سوزان بادفيلد وهي موظفة متقاعدة، فهي حازمة في تأييدها للديموقراطيين. لكنها تعترف بأن اليهود "لا يشكلون كتلة موحدة" ومنقسمون بشأن ترمب مثل بقية البلاد. وقالت إن "كل اليهود الذين أعرفهم ويصوتون لترمب، يفعلون ذلك بسبب (دفاعه عن) اسرائيل".

وبانتظار معرفة ما إذا كان هذا الاستياء يمكن أن يؤثر على تصويت اليهود في الانتخابات الرئاسية في 2020، هناك أمر واحد أكيد وهو أن ترمب يبدو مصمما على تأجيج الجدل حول هذه القضايا كما أظهر عندما طلب من اسرائيل منع دخول إلهان عمر ورشيدة طليب إلى أراضيها.