بياريتس:&شهدت قمة مجموعة السبع مفاجأة كبرى مع وصول وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الأحد إلى بياريتس بجنوب غرب فرنسا حيث التقى الرئيس إيمانويل ماكرون الذي يحاول إقناع الرئيس الأميركي دونالد ترمب بخفض التصعيد مع طهران.

والتقى ظريف مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان ووزير المالية برونر لو مير قبل الاجتماع في مقر بلدية بياريتس مع ماكرون، وقد حضر دبلوماسيون ألمان وبريطانيون جزءا من اللقاء.

وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن المحادثات بين ظريف والمسؤولين الفرنسيين كانت "إيجابية" و"ستستمر".

وفي ختام الاجتماعات، غادر ظريف بياريتس بالطائرة.

وأوضحت الرئاسة "تم كل شيء في غضون ساعات قليلة. ومنذ أصبح ذلك ممكنا، أبلغنا الدول الأوروبية والأميركيين".

وأضافت أن ماكرون أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترمب بذلك شخصيا، مؤكدة أن مجيء ظريف كان "بالاتفاق" مع الولايات المتحدة.

وردا على سؤال حول مجيء ظريف إلى بياريتس، أجاب ترمب "لا تعليق".

وكتب ظريف على تويتر "التقيت إيمانويل ماكرون على هامش قمة مجموعة السبع في بياريتس بعد مناقشات مفصلة" مع لو دريان ولو مير. وقام بنشر صورتين للاجتماع.

واعتبر أن "الطريق صعب، لكنه يستحق المحاولة".

وأوقف الإيرانيون في يوليو الالتزام ببعض التعهدات المدرجة في اتفاق فيينا حول ملفهم النووي، ردا على انسحاب الولايات المتحدة في أيار/مايو 2018 من الاتفاق وفرضها عقوبات مجددا على إيران.

ويسعى ماكرون لإقناع واشنطن بتخفيف العقوبات المفروضة على النفط الإيراني لقاء معاودة إيران الالتزام بتعهداتها بموجب الاتفاق، وبدء مفاوضات حول برنامجها الصاروخي.

لكن مجال المناورة لا يزال محدودا بمواجهة رئيس أميركي مصمم على ممارسة أقصى الضغوط، رغم قوله في الوقت نفسه إنه مستعد للتحدث مع طهران.

"لم أناقش ذلك"

بعد مأدبة عشاء السبت اعتبرها عدة مشاركين إيجابية بالنسبة لإيران، اعتقد ماكرون أنه قادر على الإعلان الأحد عن اتفاق القادة السبعة، بمن فيهم ترمب، للتحدث إلى إيران بصوت واحد.

وقال عبر شبكة "إل سي إيه/تي إف 1" الفرنسية "اتفقنا على ما سنقوله لإيران. هناك رسالة من مجموعة السبع حول أهدافنا، واتفاقنا عليها يجنبنا الانقسامات".

لكن بعد ساعتين نسف ترمب هذا الإعلان بقوله "أنا لم أناقش ذلك".

بالنسبة للأوروبيين، فإن الضغوط وحدها لا تكفي لأن العقوبات تخنق الاقتصاد الإيراني.

وقال مصدر دبلوماسي أوروبي "ترمب يريد اتفاقا ونعمل على توفير الشروط للوصول إلى هناك".

خلاف حول التجارة

كذلك أثار ترمب خيبة أمل شركائه على صعيد التجارة إذ استبعد أي خفض للتصعيد في حربه التجارية مع الصين.

وقالت المتحدثة باسمه ستيفاني غريشام ساخرة إنه "يأسف فقط لعدم رفعه الرسوم الجمركية أكثر"، بعدما كان الرئيس أدلى بتصريحات ألمح فيها إلى أنه يأسف لمضيه بعيدا إلى هذا الحد.

وفي موضوع سجالي آخر، أيد ترمب بشكل واضح رئيس الوزراء البريطاني الجديد بوريس جونسون في معركته مع الأوروبيين حول بريكست.&

وقال خلال لقائهما الأول حول مائدة إفطار "إنه الرجل المناسب للمهمة" واعدا بعقد "اتفاق تجاري كبير جدا" بعد انسحاب لندن من الاتحاد الأوروبي.

من جهته أعلن جونسون أن البلدين سيتوصلان إلى"اتفاق تجاري رائع فور إزالة العقبات".

أما بشأن موضوع الساعة الطارئ وهو حرائق غابة الأمازون، اتفقت الدول السبع على "مساعدة الدول المتضررة بأسرع ما يمكن"، وفق ما أعلن ماكرون الأحد.&

"من المبكر إعادة روسيا"

اتفق القادة السبعة على "تعزيز الحوار والتنسيق" بشأن الأزمات الراهنة مع روسيا، معتبرين أنه "من المبكر جدا" إعادة روسيا إلى المجموعة، وفق ما قال مصدر دبلوماسي.

واستُبعدت روسيا من مجموعة الثماني عام 2014 بعد اجتياحها شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها لاحقا. لكن ترمب يؤيّد إعادتها إلى المجموعة، على عكس نظرائه.

كما ناقش ماكرون وترمب وجونسون الأحد مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ورئيس الوزراء الإيطالي المستقيل جوزيبي كونتي ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الأوضاع الاقتصادية العالمية التي تُظهر مؤشرات تباطؤ مقلقة في ألمانيا والصين والولايات المتحدة. &

دعم الساحل

ودعا ماكرون وميركل إلى "توسيع" التحالف الذي يدعم في إفريقيا دول منطقة الساحل ليشمل بلدانا اخرى، وإلى "تعزيز" الدعم المالي لهذه المجموعة.

وفي ختام اجتماع عقدته مجموعة السبع خصّص لإفريقيا، عبّر ماكرون عن ضرورة "تغيير الحجم والأسلوب"، فيما قالت ميركل إنّ "الوضع لا يكف عن التدهور" في منطقة الساحل.

إلى ذلك على بعد عشرات الكيلومترات، لا ينوي معارضو مجموعة السبع وقف تعبئتهم بعد أن عقدوا قمة مضادة وتجمعا في نهاية الأسبوع.&

ونزل مئات المتظاهرين الأحد أيضاً إلى شوارع بايون في "مسيرة صور" قاموا خلالها بانتزاع صور ماكرون من مقرات البلديات، معتبرين أنه "رئيس جمهورية الملوِّثين".&