تل أبيب: أدى تعطيل إسرائيل المتعمد لنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) داخل البلاد إلى حدوث فوضى في الخدمات المعتمدة عليه بالنسبة للمواطنين، حيث تظهر العديد من المناطق الإسرائيلية أنها في مصر وبلدان محيطة، بحسب وسائل إعلام عبرية.

وقامت إسرائيل بالتشويش على أنظمة الملاحة لـ"تحييد التهديدات"، خاصة مع التأهب لهجمات صاروخية من إيران أو وكلائها في المنطقة، ووفقاً لموقع "سكاي نيوز" فإن هذا التشويش قائم منذ اندلاع الحرب في مناطق معينة لكنه امتد ليشمل تل أبيب ومعظم أنحاء إسرائيل مؤخرا.

ودخلت إسرائيل، الخميس، حالة التأهب القصوى، استعدادا لهجوم انتقامي محتمل بعد مقتل قيادات في الحرس الثوري الإيراني بدمشق في وقت سابق من الأسبوع.

مخاوف من انتقام إيراني
ويأتي التشويش بعد أيام قليلة من اغتيال جنرال إيراني نسبته إسرائيل، والذي تعهدت طهران بالانتقام منه ومع ذلك يبدو أن هذه الاضطرابات هي امتداد لعمليات التشويش المستمرة على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) في الشمال وسط تصاعد الصراع في تلك المنطقة

منذ أشهر، كان سكان شمال إسرائيل يعانون من التعطيل المتعمد لنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي كجزء من القتال في المنطقة.

لكن يبدو هذا الصباح أن جهود التشويش هذه امتدت الآن إلى الجزء الأوسط من البلاد.

نيفي زئيف في الأسكندرية
واشتكى العديد من الإسرائيليين على مدار الفترة الماضية بظهور نتائج البحث عن المواقع التي يدخلونها عبر GPS في سياراتهم أو عندما يرسلون مواقعهم عبر الواتساب، أنها تظهر في مصر أو لبنان.

وقد فوجئ السائقون في بئر السبع وكذلك مستخدمو التطبيقات المستندة إلى نظام الـ GPS اليوم الخميس عندما كانوا في أحد "أحياء القاهرة"، وقال أحد الأشخاص أنه كان ينوي الذهاب إلى نيفي زئيف بالنقب لكنه وجد النظام يوجهه إلى مدينة الإسكندرية في مصر، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.

وقالت وسائل الإعلام إن ذلك جاء في ظل التخوف من رد فعل إيراني ضد إسرائيل على تصفية مسؤولين كبار والتهديدات التي أطلقتها طهران مؤخرا، وأوضح الإعلام العبري إنه بسبب هذا التخوف الشديد حدثت اضطرابات شديدة في أنظمة الملاحة GPS بإسرائيل.

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية أنه لأول مرة يحدث خلل من هذا النوع في أنظمة تحديد المواقع في بئر السبع ومستوطنات أخرى في النقب.

ولم يتضح مدى الخطورة التي تنطوي على هذا التشويش بالنسبة للبلدان المحيطة لإسرائيل والتي تظهر فيها هذه الأماكن التي قد تكون مستهدفة من ميليشيات تابعة لإيران مثل ميليشيا الحوثي التي أطلقت عشرات الصواريخ على إسرائيل خلال الأشهر الماضية.

تقنية GPS والاستخدام العسكري
وبحسب تقديرات مؤسسة راند البحثية في مجال الأمن والدفاع، فإنه يمكن للقوى العسكرية استغلال إشارات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) بعدة طرق، ويمكنهم استخدام بيانات الموقع لتوجيه القوات البرية، كما تفعل الولايات المتحدة، كما يمكنهم استخدام البيانات للمساعدة في تحديد موقع السفن الحربية أو ملاحة الطائرات.

ومع ذلك، فإن الاستخدام الأكثر تهديدًا لإشارات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) المعترضة قد يكون على الأرجح زيادة دقة الذخائر التي يتم إطلاقها من الجو أو الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز.

على سبيل المثال، يعد صاروخ سكود المعروف بعدم دقته أحد أنظمة الأسلحة التي يمكن جعلها أكثر فتكا من خلال إدخال تكنولوجيا نظام تحديد المواقع العالمي (GPS).

ووفقاً لحسابات مؤسسة راند، فإن إضافة التوجيه الأساسي لنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) إلى أحد مشتقات سكود أو نسخة من صاروخ نو دونج 1 الكوري الشمالي يمكن أن يحسن دقة الصاروخ الإجمالية بنسبة عشرين إلى خمسة وعشرين بالمائة.

وترى مؤسسة راند أن نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) هو عامل يسهل توجيه الصواريخ.