تل أبيب: في ظل استمرار التوتر على الحدود الإسرائيلية - اللبنانية، يستعد رؤساء البلديات الإسرائيلية في البلدات الواقعة في المناطق الشمالية، لإطلاق معركة شعبية لإلزام الحكومة بحسم الموقف والتوجه إلى حرب أو إلى اتفاق سياسي يقضي بإبعاد "قوات الرضوان"، وحدات النخبة في "حزب الله"، عن الحدود وإنهاء النزاع الحدودي بين البلدين.

ووفقاً لتقرير "الشرق الأوسط" جاء هذا التهديد في أعقاب التحركات غير العادية التي يجريها الجيش في المنطقة، بعد تهديدات إيران بالانتقام لاغتيال قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" المسؤول عن جبهات سوريا ولبنان وفلسطين العميد محمد رُضي زاهدي.

سيناريوهات الرد
فمع أن إسرائيل تقدر بأن احتمالات أن يكون هناك رد إيراني مباشر باتجاه إسرائيل يقارب الصفر، فإن هناك قناعة بأنه سيكون هناك رد من طرف آخر، قد يكون ميليشيا إيرانية تعمل في العراق أو في سوريا، أو الحوثي في اليمن، وهي تستبعد حتى أن يتحمل مهمة الرد "حزب الله" اللبناني.

ولذلك يستعد الجيش لمجابهة هذا التهديد، فقد رفع نسبة الاستنفار حتى نهاية الأسبوع الحالي وباشر في سلسلة عمليات تحصين وتدريبات على مرأى الجمهور في الشمال.

خط بارليف جديد
أقام الجيش الاسرائيلي ما يشبه خط بارليف الشهير الذي أقامه رئيس أركان الجيش، حايم بارليف، في فترة حرب الاستنزاف مع مصر نهاية سبعينات القرن العشرين، وهو عبارة عن تحصينات عسكرية على طول قناة السويس من الجهة الشرقية، التي كانت محتلة، مغطاة بكثبان رملية عملاقة، علماً أن قوات العبور المصرية قامت بنسفه في حرب 1973.

وبدل الكثبان الرملية، أقيمت تلال صخرية على خط بارليف مع لبنان.

كما تم تعزيز الجدار العازل المصنوع من الإسمنت على طول الحدود مع لبنان، فضلاً عن إعلان نحو 30 بلدة في الشمال مناطق عسكرية يحظر التواجد أو العمل فيها، إلا بتصريح خاص من الجبهة الداخلية.

وتم تمديد المنحة المعطاة لنحو 80 ألف مواطن تم إخلاؤهم من بيوتهم في تلك البلدات وتمويل سكناهم في فنادق في مركز البلاد.

قصف مدمر في حرب صغيرة
وكذلك إجراء تدريبات خاصة لقوات لواء جولاني، بحيث تستفيد من الأخطاء التي تم ارتكابها خلال حرب اجتياح قطاع غزة حالياً.

وبحسب مصادر عسكرية، فإن الجيش يضع خطة لقصف مدمر بحرب قصيرة على عكس غزة، تشمل اجتياحاً لمناطق في الجنوب اللبناني، مع إبقاء العيون مفتوحة على سوريا لمجابهة خطر هجوم من الميليشيات المرابطة فيها.

وتضيف هذه المصادر أن "حزب الله" أقوى عدداً وعدةً من "حماس" و"الجهاد" في غزة، ففي الحزب 100 ألف مقاتل، ما بين جندي منظم وجندي احتياط ، في حين التقدير عن "حماس" و"الجهاد" في غزة 40 ألفاً معاً، ولديه 150 ألف صاروخ ويخطط لإرسال 3- 4 آلاف صاروخ في اليوم إذا ما نشبت الحرب (عدد الصواريخ في غزة 15 ألفاً، بحسب التقديرات الإسرائيلية). ويملك "حزب الله" أيضاً شبكة أنفاق تحت المناطق السكنية، لكنه يحارب في الجبال والغابات بالأساس. وأنفاقه أقوى وأكثر صلابة.