محمد آل الشيخ

الوحيد الذي لا يخطئ هو ذلك الذي لا يعمل، والوطن فوق الجميع؛ كما أن الوطنية تسمو على كل انتماء؛ ونحن اليوم في أمس الحاجة للتكاتف وتفويت الفرص على أولئك الأعداء المتربصين بالمملكة في خارجها وهم كثر، وكما قلت وأقول دئما إن الوطن يعلو ولا يعلى عليه، وكل مواطن وقف على الحياد في كل صراعاتنا مع أعداء الوطن ومناوئيه فهو يقف حكمًا ضد وطنه.

وقضية جمال خاشقجي لم تكن إلا ذريعة استغلها الأعداء لتحقيق غايات وأهداف ليست موجهة ضد الأشخاص ولكنها موجهة ضد الكيان حكومة وشعبا؛ وقد رأينا ما فعله هؤلاء المتآمرون بدول عربية، وهي النتيجة أمام أعينكم تنقلها الفضائيات، أرواح تُزهق، وحرائق تشتعل، وبيوتًا تهدم، وأمن ينتهك.

الوقوف خلف قيادتنا في المنشط والمكره هو بيت القصيد اليوم، بل هو القصيدة برمتها.

وأنا على ثقة لا يخالجها شك أن خادم الحرمين وولي عهده الشاب يملكان القدرة والإمكانات، والتفاف شعبهما حولهما، بما هو كفيل بتفويت الفرصة على من يصطاد في الماء العكر، والمملكة منذ عبدالعزيز وحتى سلمان بن عبدالعزيز مرت بها من التحديات والمواقف والعقبات الكأداء الكثير والكثير جدا، ومع ذلك وقفت مملكة عبدالعزيز وشمخت في حين عصفت الرياح بجميع من تحدوها.

والمملكة ليست دولة طارئة، فهي متجذرة ليست في الأرض فحسب وإنما في قلوب مواطنيها ومشاعرهم كما أن الملك ينحدر من أرومة عمرها قرابة الثلاثمائة سنة، وهذا ما لا يدركه المعارضون لها في الداخل والخارج، ومن يقرأ تاريخ حقبها الثلاث الأولى والثانية والثالثة سيجد أنها مرت بتحديات من الداخل والخارج، فالدولة الأولى سقطت بسبب الغزو الذي جاء من الخارج، لكنها عادت وقامت في عهد الإمام تركي بن عبدالله، واستمرت، حتى دب الخلاف بين أفراد من الأسرة المالكة، واستغلها آخرون، وبقوا على أنقاضها دول هشة لا شرعية لها ولا جذور، وحينما تصدى لهم الملك عبدالعزيز في الحقبة الثالثة التف عليه شعب الجزيرة، وعند فتحه للعاصمة الرياض كان يقود قرابة الأربعين رجلا، غير أن سنده الحقيقي الذي حقق له النصر الأول كانت شرعية أسرته،

وخلال مسيرة الوحدة واجه من التحديات والصعاب ما ذللها جميعًا، حتى تكون (الوطن) الذي نرفل اليوم في خيراته.

حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وحفظ ولي عهده سمو الأمير محمد بن سلمان، وأنا على ثقة أننا سنبقى وتلف الرياح كل من يتربصون بنا وبرجالات هذا الوطن.

&