&

أحمد الرضيمان &&

إن ولاء منطقة حائل -كغيرها من مناطق المملكة- كالجبال الرواسي، لا يغيره حاقد ولا حاسد ولا مغرض، فالحسدة والمغرضون كناطحٍ صخرة يوما ليوهنها، فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل

أهالي منطقة حائل -وأنا أحدهم- لا تسعهم الفرحة هذه الأيام، ابتهاجا بمقدم إمام المسلمين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لمنطقتنا (حائل).

صحيح أن منطقة حائل -كغيرها من مناطق المملكة- هي ملء سمع وبصر خادم الحرمين الشريفين، وإن لم يزرها، يتابع أخبارها، ويدعم مشاريعها، ويسهر على راحة أهلها وطمأنينتهم، ويسعى إلى نموها وازدهارها، لكن زيارته لها رغم كثرة أعماله وارتباطاته المحلية والإقليمية والدولية، دليل قوي على محبته لشعبه، وأنه يقدم راحتهم على راحته.

وأهالي المنطقة يبادلونه الحب، ويقدمون أرواحهم وأموالهم فداء لندائه، ووالله لو خاض بهم البحر نصرة للدين ودفاعا عن الوطن لخاضوه معه، ما تخلف منهم رجل واحد.

إن محبتنا وطاعتنا لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، هو أمر نتعبد الله به، امتثالا لقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)، وقول النبي، عليه الصلاة والسلام: (خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ) أي: تدعون لهم، ويدعون لكم، والنصوص الشرعية في طاعة ولي الأمر بالمعروف كثيرة جدا، ذكرها البخاري ومسلم في صحيحيهما.

وقد أحسن الشيخ ابن باز -رحمه الله- في قوله: (آل سعود -جزاهم الله خيرا- لهم اليد الطولى في نصر الحق، فالواجب محبتهم في الله، والدعاء لهم بالتوفيق)، وقوله: (العداء للدولة السعودية عداء للحق، عداء للتوحيد).

ولذلك فإن محبتنا لقيادتنا هي قُرْبَة نتقرب بها إلى الله، وبيعتنا لهم بيعة شرعية نلقى الله بها صادقين وافين ثابتين غير ناكثين، وبلادنا السعودية هي خير البلاد، ونحن لا ندعي العصمة لبلادنا من أي خطأ، ولكن الذي نجزم به أنه لا نظير لها في العالَم اليوم من جهة نصرة الشريعة، وقد صدق شيخنا ابن عثيمين -رحمه الله- في قوله: (أُشهد الله تعالى على ما أقول، وأُشهدكم أيضاً أَنني لا أَعلم أَن في الأرض اليومَ من يُطبِّق شريعة الله ما يطبقه هذا الوطن - أعني: المملكة العربية السعودية).

فأهلا بك يا خادم الحرمين الشريفين بين جبلي طيء، التي انطلق منها عروة بن مضرس الطائي، حتى جاء رسول الله -عليه الصلاة والسلام- في مزدلفة فقال له: (جِئْتُ يَا رَسُولَ اللهِ مِنْ جَبَلَيْ طَيِّئٍ، أَكْلَلْتُ مَطِيَّتِي، وَأَتْعَبْتُ نَفْسِي، وَاللهِ مَا تَرَكْتُ مِنْ جبلٍ إِلَّا وَقَفْتُ عَلَيْهِ، هَلْ لِي مِنْ حَجٍّ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَدْرَكَ مَعَنَا هَذِهِ الصَّلَاةَ، وَأَتَى عَرَفَاتٍ قَبْلَ ذَلِكَ، لَيْلًا أَوْ نَهَارًا، تَمَّ حَجُّهُ، وَقَضَى تَفَثَهُ)، فكان سؤاله هذا مباركا ونافعا، إذ أجاب عنه الرسول -صلى الله عليه وسلم- بما ينفع البلاد والعباد وييسر لهم نسكهم.

إن ولاء منطقة حائل -كغيرها من مناطق المملكة- كالجبال الرواسي، لا يغيره حاقد ولا حاسد ولا مغرض، فالحسدة والمغرضون كناطحٍ صخرة يوما ليوهنها، فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل، ولاؤنا لآل سعود واجب شرعي، لا نلتفت لقنوات الفتن، ولا لدعاة الضلال، بل نحن مع قادتنا سِلما لمن سالَمهم، حربا لمن حاربهم.

إن منطقة حائل حظيت بالعناية والرعاية من قادة هذه البلاد، ابتداء من الملك عبدالعزيز -رحمه الله- الذي عيّن فيها أميرا من خيرة رجاله، وهو الأمير العبقري عبدالعزيز بن مساعد، رحمه الله، والذي مكث أميرا لحائل مدة خمسين عاما، منذ عام 1341 حتى عام 1390، وقد تولى بعده عدة أمراء أخيار، ينفذِّون تطلعات القيادة في خدمة المواطنين، وها نحن الآن نسعد بإمارة أميرنا الأمير عبدالعزيز بن سعد، ونائبه الأمير فيصل بن فهد، اللّذين يبذلان جهودا كبيرة في خدمة المنطقة وأهلها، نسأل الله أن يوفقهما لكل خير.