&& كلمة الاقتصادية

من الصعب العثور على جهة تعتقد أن إيران ستصمد في وجه الموجة الثانية من العقوبات الأمريكية القاصمة. فباستثناء "عنتريات" علي خامنئي ونظامه الإرهابي الطائفي، ليس على الساحة من يعتقد بأن العقوبات يمكن أن تمر على إيران مر السحاب. إنها العقوبات الأقوى في حق نظام الملالي، وهي تلغي كل الاتفاقات التي تمت بين خامنئي وإدارة باراك أوباما السابقة، بما في ذلك بالطبع، الإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة، وتصدير النفط، والسماح بالتعاملات المالية على الساحة العالمية. بل هي قوية لدرجة أنها تمنع بيع وشراء كميات كبيرة من العملة الإيرانية نفسها. إنها عقوبات محكمة غير قابلة للتراخي، مع استثناء ثماني حكومات لفترة وجيزة منها، لكيلا تتأثر دولها سلبا من هول هذه العقوبات. الهدف الرئيس من العقوبات الأمريكية يبقى كما هو عليه.

على نظام خامنئي أن يغير من سلوكياته العدوانية والإرهابية والتخريبية، وأن يوقف تدخله في شؤون بلدان أخرى، وأن ينتبه إلى مصلحة شعبه الذي يتصدر قائمة المتضررين من وجود النظام نفسه.&

على الملالي أن يعرفوا أنهم سيُخنقون اقتصاديا وماليا. وكل هذا لمصلحة الشعب الإيراني. الأموال التي سرقت من هذا الشعب تذهب أمام أعين العالم إلى تمويل الإرهاب وتكوين العصابات وتخريب البلدان. فلم يعد العالم يستطيع تحمل هذا، ولا سيما بعدما حصل النظام الحاكم في طهران على الفرصة تلو الأخرى ليكون جزءا من محيطه وعالمه. لكنه أثبت في النهاية، أنه لا يستطيع إلا أن يكون إرهابيا طائفيا ومخربا ظالما لشعبه. الشلل أصاب الاقتصاد الإيراني في الواقع في أعقاب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الهش، الذي جاهد أوباما لتوقيعه قبل خروجه من البيت الأبيض. أما مع العقوبات الجديدة، فإن الشلل سينتشر ليشمل قطاعات حيوية توفر بالفعل أموالا لتغذية استراتيجية الشر الإيرانية. ببساطة إنها تقطع الإيرادات المالية، وهذا هو المطلوب.&

بالطبع لن تتأثر الإمدادات الغذائية والزراعية والأدوية وغيرها. فالعقوبات (كما قالت واشنطن) لا تستهدف الشعب الإيراني، بل هي في الواقع لمساعدة هذا الشعب لتغيير السلطة الظالمة التي تحكمه قسرا. لا أحد سيغير الوضع في إيران سوى شعبها الذي يعاني الأمرين ليس الآن، بل منذ وصول الملالي إلى الحكم قبل أربعة عقود، وجلبوا معهم الخراب. لا تهاون من الجانب الأمريكي مع أي جهة عالمية تسعى إلى القفز على العقوبات، وخصوصا بعض البلدان الأوروبية التي لا تزال تعيش حكوماتها أوهام إصلاح نظام أثبت على مر السنين أنه ليس قابلا للإصلاح. من هنا، علينا أن ننتظر الشلل تلو الآخر في هذا القطاع وذاك على الساحة الإيرانية.

لنترك جانبا "عنتريات" صارت مادة للسخرية من الجميع وأولهم الشعب الإيراني نفسه. ما تواجهه إيران حاليا مصيبة يستحقها النظام بجدارة. وكان عليها أن تواجهها منذ سنوات، إلا أن أوهام أوباما وحكومات أوروبية كانت سائدة لفترة من الزمن. لا حل إلا بتغيير السلوك الإرهابي الطائفي في البلاد. وهذا التغيير لن يقبل إذا كان تجميليا أو صوتيا أو إعلاميا. ينبغي أن يكون جذريا. أن ينقل البلاد إلى مكانة طبيعية في الإقليم وعلى الساحة الدولية. وكل هذا يصب في مصلحة مستقبل الإيرانيين أولا وقبل كل شيء. إنهم أول الضحايا وأكثرهم تضررا من هذا النظام الخارج عن القانون الإنساني.
&