&أثارت صحيفة واشنطن بوست باستضافتها للإرهابي وقاتل الصحافيين اليمنيين محمد علي الحوثي استياء واسعا في الأوساط السياسية والحقوقية والصحفية اليمنية والعربية والأميركية، وأبدا مسؤولون يمنيون في الحكومة اليمنية ودبلوماسي أميركي سابق صدمتهم إزاء السماح لأخطر الشخصيات الإرهابية باستخدام واشنطن بوست منصة لتبرير جرائم الحركة الحوثية الإرهابية التي وضعتها منظمة مراسلون بلا حدود في المرتبة الثانية بعد داعش في استهداف الصحفيين خلال الثلاث السنوات الماضية.

&وقوبلت الخطوة التي أقدمت عليها الصحيفة بغضب اليمنيين وضحايا جرائم الحرب الإنقلابية التي يقودها زعيم جماعة الحوثي الإرهابية وشقيقه الإرهابي محمد الحوثي، كما عبر عدد كبير من أقارب وأسر عشرات الصحافيين اليمنيين المختطفين والمخفيين قسرا عن إدانتهم لقيام الصحيفة بمنح المسؤول عن جرائم اختطاف وإخفاء أبنائهم الصحافيين في سجون الجماعة الحوثية الإرهابية.

يا له من عار

وتعليقا على طلب الصحيفة الإرهابي محمد الحوثي الكتابة فيها قال وزير الخارجية اليمني خالد اليماني: إن الإرهابيين الإيرانيين بالوكالة يجدون الآن طرقًا في الصحافة الأميركية يا له من عار! وتساءل باستغراب واستنكار قائلا: من يتصور أن يرى مجرم حرب مثل محمد علي الحوثي يزيف لغة السلام في صحيفة واشنطن بوست؟ مضيفا أنه لا يمكن تحقيق السلام الحقيقي إلا من خلال نزع سلاح ميليشيات الحوثي واستعادة الشرعية.

وأوضح اليماني في سلسلة تغريدات على حسابه في توتير: أنه لا يمكن لمن يسفك دماء اليمنيين، ومن انقلب على مخرجات الحوار الوطني، واختطف الدولة بقوة السلاح، ورفض جهود السلام في جنيف1 وبييل، ورفض التوقيع على اتفاق الكويت الذي شارك في صياغته، ورفض مبادرات مبعوث الأمم المتحدة حول الحديدة، وتغيب عن مشاورات جنيف الأخيرة - أن يتشدق باسم السلام».

واشنطن بوست غبية

بدوره قال السفير الأميركي السابق في اليمن جيرالد فرستاين عبر تغريده على حسابه في تويتر: «من المخجل أن تنشر صحيفة الواشنطن بوست لمحمد علي الحوثي هذا المقال المليء بالحماقات والدوافع السخيفة والأكاذيب الصريحة»، وأضاف «هذا المقال يجعل الصحيفة تبدو غبية وساذجة بشكل لا يصدق»

أما الناشط اليمني المقيم في لندن براء شيبان فعبر عن صدمته لرؤية صحيفة الواشطن بوست وهي تنشر مقالا للإرهابي محمد علي الحوثي، مشيرا إلى أنه المسؤول الشخصي عن وفاة عشرات الصحافيين اليمنيين في سجون جماعته واختطاف الكتاب والأكاديميين وإغلاق وسائل الإعلام في صنعاء.

وكتبت الناشطة اليمنية - الأميركية سمر اليافعي على حسابها في تويتر «بصفتي أميركية يمنية، أشعر بالفزع والانزعاج والاشمئزاز التام من هذا المقال، إذا كان جمال خاشقجي علي قيد الحياة اليوم، فإنه لن يقبل ذلك كما كان ضد الحوثيين وانقلابهم في اليمن» ولفتت إلى أن محمد الحوثي يسجن عشرات الصحافيين اليمنيين وقتل العشرات منهم تحت التعذيب ومن العار على واشنطن بوست منحه منصة.

إلى ذلك وجه الصحفي اليمني مأرب الورد على حسابه في توتير تساؤلات لواشنطن بوست قائلا: كيف تنتقدون سقوط الضحايا وتجويع اليمنيين ثم تمنحون أحد المسؤولين عن ذلك فرصة الكتابة؟ مشيرا إلى أن محمد علي الحوثي مسؤول عن انتهاكات حقوق الإنسان واختطاف وتعذيب الصحفيين والمدنيين ويجب محاسبته في نهاية المطاف مثل غيره من مجرمي السلالة التي ينتمي إليها.

وأضاف الورد: من المؤسف إقدام واشنطن بوست على منح مجرم حرب كمحمد الحوثي فرصة الكتابة فيها لتحسين صورته وإدعاء السلام الزائف وهو الذي أوصت لجنة خبراء عقوبات مجلس الأمن بإدراجه بقائمة العقوبات، لافتا إلى أن هذه الخطوة تقوّض مصداقية صحيفة واشنطن بوست في تناولها لضحايا الحرب والمجاعة مع استضافة مسؤول عن هذه المأساة.

طعنة للصحافة

من جهته وجّه الصحفي اليمني محمد الضبياني وهو شقيق أحد الضحايا اليمنيين الذين استخدمتهم جماعة الحوثي دروعا بشرية، انتقادات لاذعة لصحيفة واشنطن بوست، مشيرا إلى أنها ارتكبت خطيئة كبيرة لا يغسلها ماء المحيط، بسماحها للمجرم الإرهابي وأحد قادة ميليشيا الحوثي للحديث عن حرية الصحافة، مُذكرا بأن هناك العشرات من الصحفيين في سجون جماعة الحوثي الإرهابية، فضلا عن قتل عشرات الصحافيين على يد الحوثي قصفا وقنصا وتعذيبا حتى الموت، مخاطبا الصحيفة: أنتم تطعنون الصحافة في الخاصرة.

وتابع الضبياني في سلسلة تغريدات على حسابه في تويتر «حين تستضيف واشنطن بوست محمد الحوثي لكتابة مقال لديها، وهو قيادي في أكبر جماعة إرهابية تدميرية طائفية في العالم، فهذا دليل أن حملة الصحيفة على المملكة العربية السعودية مدفوعة بمصالح الصحيفة ومن تمثلهم وليس بما تدعي أنها قيم تدافع عنها».

وقال الصحافي اليمني محمد الضبياني إن انحياز صحيفة واشنطن بوست لميليشيا الحوثي الإرهابية التي تتخذ العنف والقتل والاختطاف والقمع والتمييز العنصري والسلالي طريقا لتحقيق أجندتها، أمر مخجل ويدعو للشفقة، وتساءل كيف لها أن تسمح لرجل ارتكب الفظائع وجرائم ضد الإنسانية بحق اليمنيين أن يتحدث عن السلام ؟!

مكافأة قاتل الصحافيين

في السياق ذاته قال الصحفي اليمني عبدالله إسماعيل: إن نشر واشنطن بوست مقالا للإرهابي محمد الحوثي رئيس الحرس الثوري في اليمن يعد مكافأة له من الصحيفة مقابل مسؤوليته عن قتل 26 صحفيا بعضهم تحت التعذيب واختطاف 300 صحفي وإخفاء وتعذيب 16 صحفيا يمنيا» مشيرا إلى أهمية أن يدرك الجميع أن قضية خاشقجي لا تتعلق بكونه صحفيا وأن صحيفة واشنطن بوست أبعد ما تكون عن الانتصار للصحفيين والصحافة، مشيرا إلى أنها تحصن في صفحاتها قاتل الصحافيين اليمنيين وأكبر متسبب في كارثة هي الأكبر على وسائل الإعلام في اليمن.