&نورة بنت محمد الكعبي

&تشهد دولة الإمارات هذا الأسبوع حركة ثقافية وفنية نشطة، وفعاليات تتنوع بين الفنون التقليدية والمعاصرة، محورها بناء تكوين الإنسان، ورفع مستوى تطلعاته، وتنمية مهاراته الثقافية والمجتمعية، وتعزيز الإحساس بجمال وروعة الفنون، لأنّ الفن مظهر من مظاهر الحركة الثقافية، ينبغي ترسيخه بين شرائح المجتمع بمختلف فئاته، فشخصية الإنسان لا تكتمل إلا بتذوق قيم الفن والجمال.


تستضيف الإمارات «فن أبوظبي»، الذي يحتفل بالذكرى العاشرة لتأسيسه ... 10 أعوام رسّخ خلالها مكانته عنصراً ثابتاً على أجندة المبدعين والفنانين والموهوبين، ينشر الجمال في أرجاء عاصمتنا، ويستقطب أبرز الفنانين الملهمين من دول العالم، يعرضون إبداعاتهم وممارساتهم ومدارسهم الفنية والفكرية... منصة فنية وثقافية تعكس قوة مجتمع الفن في الإمارات، تتيح التواصل بين الأجيال، وتمهد الطريق لبناء فنانين جدد، يتشربون من مدارس وأنماط فنية منوعة.
ولأنّ هذا العام هو «عام زايد» نحتفي فيه بمئوية الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فإن الأعمال الفنية المشاركة في فن أبوظبي أيضاً تبرز إرث وقيم وحكمة زايد، وفكره ورأيه في مختلف الحياة.


وللفن الإسلامي نصيب وافر من اهتمامنا، حيث نستضيف مهرجان البردة في نسخته الأولى يوم الأربعاء 14 نوفمبر. منصة ثقافية أخرى تسهم في إثراء وصون الفنون الإسلامية، وترسيخ مكانة الإمارات منبراً ثقافياً يظهر جماليات الفن الإسلامي ويعيد للثقافة الإسلامية روحها ورونقها. يجمع المهرجان نخبة من المبدعين والفنانين وصنّاع القرار في جلسات حوارية لتبادل الآراء ووجهات النظر، والمساهمة في رسم مستقبل الفنون الإسلامية، وتطوير مشاريع إبداعية مشتركة، تعزز مشاركة الأجيال الشابة في صناعة الفن الإسلامي من خلال ابتكار أنماط فنية جديدة تمزج بين الماضي والحاضر، وتفتح آفاقاً واسعة للإبداع والابتكار. كما نقدم أمسية فنية مميزة في حفل تكريم الفائزين بجائزة البردة، هذه الجائزة التي تحتفل بمرور خمسة عشر عاماً على تأسيسها، تعد من أقدم الجوائز المعنية بالثقافة والفنون الإسلامية في المنطقة، وقد كرمت طوال مسيرتها أكثر من 290 فناناً، وجمعت باقة من الأعمال الفنية المميزة في مجالات الزخرفة، والخط والشعر، لتؤكد على دور الإمارات، راعية للحركة الإبداعية في مجال الفنون الإسلامية.
أسبوع دبي للتصميم، محفل آخر تحتضنه دولتنا هذا الأسبوع، يجمع 120 مؤسسة، و230 فعالية منتشرة في مختلف أنحاء الإمارة، تثري مشهد التصميم الحديث، وتصقل مهارات المواهب الفنية والمحلية، وتطلعهم على إبداعات العالم وتجاربهم وأفكارهم، وتخلق تواصلاً ثقافياً بين الشعوب، وتنشر الإبداع وفنون التصميم في المجتمع المحلي.


وقبل أيام قليلة، شهدنا افتتاح «مركز جميل للفنون» في دبي، أول متحف للفنون المعاصرة في المدينة... منصة تستثمر في الإبداع، تضم صالات عرض، ومركزاً بحثياً، تقدم برامج الإقامة الفنية، توفر فرصاً تدريبية للموهوبين، هدفها بناء كادر فني وطني متسلح بخبرات عالمية، قادر على الإسهام في المشهد الثقافي من خلال ابتكار أعمال تشكل رافداً أساسياً للفن المعاصر.. متفائلون بقدرة مركز جميل للفنون على إحداث نهضة قوية في الفن المعاصر من خلال تعاون وشراكات استراتيجية، بدأها بمذكرة تفاهم مع وزارة الثقافة وتنمية المعرفة تهدف إلى الارتقاء بالوعي المجتمعي بدور الفنون في الحياة، واحتضان أعمال الفنانين التشكيليين الإماراتيين وتشجيعهم على تنظيم معارضهم الفردية، وتحفيز مشاركتهم في المعارض الجماعية للتعريف بهم عربياً وعالمياً.
كما احتضنت إمارة الشارقة افتتاح بينالي فكرة للتصميم الجرافيكي، الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، مئات المصممين المبدعين من 20 دولة حول العالم، يجتمعون لبحث تأثير التصميم الجرافيكي على حياتنا، وكيف نوظفه لدعم المشهد الثقافي والفني في الدولة.
تكامل فريد في المبادرات والمشاريع، واستثمار لا يقدر بثمن في الفن والإبداع، يرفع رصيدنا الثقافي والفني، ويعزز قوتنا الناعمة ودبلوماسيتنا الثقافية، ويعلي شأن دولتنا بين الأمم، ويرسم صورة ناصعة لدولتنا في أذهان الشعوب، كما تبدعها أنامل فنانينا.

&&