&صفوق الشمري& & &&

من الممكن جعل الأمراض أكثر مناعة وتحويلها لأسلحة تبيد أقواما، و من الممكن إنتاج بشر بصفات معينة ونقص صفات معينة، مثال جنود لا يشعرون بالعاطفة والشفقة، ولا يحسون بالألم كأنهم روبوتات قاتلة

«أنا لا أعرف السلاح الذي سيستخدمه الإنسان في الحرب العالمية الثالثة، لكن أعرف أنه سيستخدم العصا والحجر في الحرب العالمية الرابعة» البرت أينشتاين.
«ليس هناك شيء قادر على تدمير الجنس البشري مثلما قد يفعله البشر بأنفسهم».


الأسبوع الماضي تغير تاريخ البشرية، حدث مهم يشابه اكتشاف الطاقة النووية، واخترت الطاقة النووية تحديدا لأن فيها الشر الكبير وأيضا الخير، لا ننكر أن هذا الغضب والاحتجاج الذي حدث في الوسط العلمي العالمي وربما الصدمة، مبرر للغاية، الجميع كان خائفا من فتح صندوق الشرور (الباندورا)، إنه أول تجربة بشرية للتعديل الجيني، ادعى باحث صيني أنه أنتج طفلتين معدلتين وراثيا!


طبعا طريقة التعديل الوراثي معروفة وليست صعبة، ويتم تدريب الباحثين والعلماء في كل العالم عليها، لكن كانت تستخدم في نطاق الأبحاث والحيوانات، لكن العالم الصيني هي جيانكوي، قام بما لم يتجرأ على القيام به أي عالم في العالم، وأطلق الرصاصة الأولى وفتح صندوق الشرور الذي حاول الجميع عدم لمسه، طبعا كل العاملين في الوسط العلمي والوراثي وأخلاقيات الطب حول العالم أدانوا هذا العمل، مجلس الأخلاقيات الطبي في المدينة التي عمل فيها التعديل الوراثي بدأ تحقيقا، وحتى مسؤولو المستشفى أنكروا الموضوع، كبار العلماء الصينيين أدانوا الموضوع، حتى الجامعة التي ينتمي لها العالم الصيني أنكرت علمها وعلاقتها بالموضوع، هناك 122 عالما صينيا أصدروا بيانا أدانوا التجربة.&
للعلم التجربة هي عبارة عن تعديل جيني للجنينين حتى يجعلهم مقاومين لمرض الإيدز! قد يقول قائل لما هذا الغضب لتجربة من أجل هدف نبيل، لكن الموضوع أكبر من هذا، إنه مثل اختراع الديناميت لنوبل، ممكن تفجر الناس، وممكن تفجر الصخور لشق الطرق وبناء خطوط القطارات، الموضوع أن هذا التعديل حصل دون رقابة أخلاقية أو قانونية، الموضوع تقنيا ليس صعبا، ممكن أي عالم بالجينات والتعديل الجيني والطب التجديدي والخلايا الجذعية أن يفعله، لكن لم يرد أحد أن يفتح باب كل الشرور، تصور أنك تعطي التقنية النووية لكل الناس وتقول (كل واحد هو وضميره كيف يستخدمها!).
ولا يعتقد أحد أني وكثيرا من أمثالي ضد التطور والعلاج، بل أنا شخصيا من كبار المؤيدين والداعمين لتقنية كرسبر التي استخدمت في التعديل الوراثي، بل جعلناها مادة ضرورية في المناهج للطلاب الذين ندرسهم، وأنا من المتحمسين لاستخدامها الاستخدام الصحيح تحت رقابة علمية وقانونية، لكن إمكانية أن تتحول هذه التقنية لتهديد الجنس البشري وتفصيله هي ما نخشاه.


قبل 11 شهرا كتبت مقال (الطب الذي سيغير العالم)، ولكن الأهم كتبت مقالا قبل 6 أشهر توقعت أن يحدث ما حدث بالتفصيل في مقال (السعوديين من أصول إسبانية)، تكلمت عن تقنية كرسبر وتحدثت عن السيناريو الذي حصل الأسبوع الماضي بتفاصيل دقيقة، لدرجة أن من بعض قراء المقال رجع يسألنا: أنت تقرأ المستقبل، ومعاذ لله أن أضرب الطالع، لكن التفاصيل كانت متشابهة لدرجة أن البعض بدا يسأل إن كنت على علم بالموضوع أو تسرب لي، طبعا لا، وللأسف حدث منا حذرنا منه، وربما القارئ لو قرأ المقال لا يعرف إذا كان المقال كتب قبل 6 أشهر أو هذا الأسبوع.&
للأسف أصبح من الممكن إبادة البشرية بسهولة بالتلاعب بالفيروسات والأمراض، وسأكرر نفس العبارة التي كتبتها للأسف (قد يبدأ إنتاج أبناء على حسب الكتالوج). نظريا وببساطة عمليا، فقد يتم طلب الأبناء بصفات معينة، شعر أشقر وعيون زرق لأبوين أسمرين، لكن هذه ليست كل الحكاية، من جهة من الممكن جعل فيروسات تصيب أجناسا معينة، وقد يكون من الممكن جعل الأمراض أكثر مناعة وتحويلها لأسلحة تبيد أقواما، وقد يكون من الممكن إنتاج بشر بصفات معينة ونقص صفات معينة، مثال جنود لا يشعرون بالعاطفة والشفقة، ولا يحسون بالألم كأنهم روبوتات قاتلة، ونعم على الجهة الأخرى من الممكن جدا استخدام تقنية التعديل الجيني لعلاج مئات الأمراض الوراثية، لكن السؤال الأهم من يحدد الغرض والهدف من التقنية؟ في حالة قام العالم فلان في أقاصي الدنيا بتجربتها على مزاجه على البشر. وكذلك من الذي يضمن لنا أن يأتي أحد المجانين ذوي الأفكار الشاذة ويستخدم التقنية لإبادة شعب أو تكوين جنس معين؟ هتلر أراد الدم الآري النقي مثلا.&


عندما تكون في نفس المجال وفي نفس المعمعة فإنك تعرف الإمكانات وتعرف المخاطر، وعندما تتحدث عن شيء يعتقد البعض في خارج المجال أنك تبالغ، لكن ما أكملنا 6 أشهر إلا وحدث، وستسمعون مستقبلا أشياء تشبه الخيال العلمي، وليس كل ما يعرف يقال، وللأسف إذا وصل الموضوع للسوق السوداء، خصوصا أن تقنية كرسبر ليست بهذا التعقيد، لكن تحتاج مختصا، فكان الله في عون البشرية. لم يرد أحد يكون هو البادي بفتح صندوق الباندورا، لكن ها هو فتح! وكما هو معروف أن الشر والخير موجودان منذ بدء الخليقة. لسنا في طور حجر التقنية، لأننا نعتقد أن التطور والتقنية مثل الموجة العالية لا يمكن مواجهتها، لكن ممكن ركوبها والتعديل في التوازن عليها، لكن يجب وضع قوانين وأنظمة عالمية مشددة للاستخدام، لن نحرم المرضى من إمكانات علاج مئات الأمراض، لكن يجب أن نمنع فناء البشرية بيد أحد أبنائها.

&