&محمد اليامي&

يصادف اليوم الذكرى الرابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في مسيرة كانت وستظل حافلة بالتطورات والمتغيرات على مختلف الأصعدة، وهي أربع سنوات بالفعل كانت مختلفة عن كثير من السنوات أو ربما العقود التي مرت على المجتمع السعودي من حيث سرعة وأهمية الإصلاحات التي تمت فيها، وحجم الفساد الذي تم القضاء عليه، والأحلام والآمال التي أطلقت وبدأ تنفيذ بعضها بالفعل، والبقية الأجمل تأتي بإذن الله.


جدد السعوديون الولاء والحب والوفاء متطلعين لمزيد من العطاء والنماء، وهذا ليس سجعا لغويا بقدر ما هو حقيقة ماثلة اليوم وأثبتتها مواقف الشعب في ظروف معينة، وحفرها الجنود البواسل على صخور جبال السروات في الحد الجنوبي، ولهج بها الأطفال قبل الشيوخ.

والتطلع إلى «المزيد» والحديث عنه سمة كرّسها الملك سلمان وطبّقها ولي عهده الأمين، وما الحوارات والمناقشات، وحتى التعديلات التي جرت وتجري وستجري حول برامج التحول 2020 والرؤية السعودية 2030 إلا شواهد عصرية على نوع العلاقة التي تربط السعوديين بولاة أمرهم.

المتأمل في علاقة الحاكم والمحكوم في السعودية سيرى كيف تحقق «ولاية الأمر» كمفهوم راسخ في وجدان الإنسان المسلم الاصلاح والعدل، وكيف هي كلمتي «المنشط والمكره» عنوانان أساسيان في «البيعة» التي في أعناقنا جميعاً، والتي من دونها أعناقنا جميعا.

اختبر السعوديون «مكاره» كثيرة في تاريخهم الحديث، وأثبتوا دوما أنها لا تزيدهم إلا ترابطا وتوحدا، وأثبتوا للعالم أجمع أن ما يقولونه من مشاعر الحب والولاء في «المنشط» هو حقيقة واقعية وليس استهلاكا إعلاميا أو تزلفا، وهم صدقوا في بيعتهم كما صدق الملك وولي عهده في رعايتهم ووضع مصالحهم ومصالح بلادهم فوق كل، وأي اعتبار.

لقد سابق الملك سلمان بن عبدالعزيز الزمن في أربع سنوات، وغير أشياء كاد السعوديون وربما العالم معهم يعتقدون أنها لا تتغير في السعودية، وأثبت أن مؤسسة الحكم في السعودية تحافظ على أصالتها ومبادئها الأساسية، لكنها منفتحة على التحديث والتطوير وتغيير النمطي والسائد طالما بقيت في وسطيتها واعتدالها.

يجدد السعوديون اليوم بيعتهم لولي الأمر وازدادت مكانة وأهمية المملكة العربية السعودية على الساحة الدولية، وازدان تاريخها بمزيد من المواقف الصلبة، وكثير من الوضوح تجاه ما يمس مصالحها ثم مصالح أشقائها، وحتى مصالح أصدقائها.

يجددون وهم يرون بلادهم تتجدد على أكثر من صعيد، وتعيد صياغة التنمية، تنمية الإنسان، والمكان، وتروم مزيدا من القوة، القوة التي تستمدها من هذه العلاقة المتينة بين القيادة والشعب، ومن شحذها لهمم جديدة بحثا عن قمم أخرى.

كل عام وكل ذكرى بيعة، وكل يوم وملكنا بخير، يقودنا وولي عهده إلى مواجهة تحدياتنا بأنفسنا، وصناعة مستقبلنا برؤيتنا، ومزيد من البناء بأيدي الأبناء الذين يضعهم ويضع مستقبلهم وتعليمهم وحصولهم على الفرص بعدالة تشعل التنافس الشريف نصب عينيه لحظة بلحظة.

«موطني قد عشت فخر المسلمين .. عاش المليك للعلم والوطن».