عماد المفوز

أكد سعود الفغم، رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للرياضات اللاسلكية والتحكم عن بعد، أن أهداف الاتحاد تذهب إلى خلق جيل جديد من الشباب بجنسيه يستطيع التعامل مع رياضة وتقنية الريموت كونترول، ومواكبة المشروعات العملاقة التي تقدمها المملكة هدية للعالم كمشروعات القدية ونيوم والبحر الأحمر، بحيث تصبح رؤية واعدة، وتأكيد أن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وعضده الأيمن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، قادمة بقوة نحو العالمية في المجالات كافة وليس في الرياضة فقط.

وقال الفغم في حوار هو الأول من نوعه لـ«الشرق الأوسط»: حرصنا على تطوير جميع المنافسات والمسابقات التي تتعلق بالرياضة اللاسلكية ونشر ثقافة الريموت كونترول، وتحديد نقاط البيع والمواقع الرياضية، وصيانة الأجهزة ونشرها على مستوى مناطق المملكة بدعم مباشر من المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية السعودية، ونائبه الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، اللذين يوليان جلّ اهتمامهما للارتقاء بالرياضة السعودية على جميع الصعد، ويكفي لنا كاتحاد تصنيع أكبر طائرة رياضية بالعالم بأيدٍ سعودية بنسبة 100 في المائة، وهذا يؤكد أن السعوديين قادرون على قبول التحدي.

وتابع: الهدف الاستراتيجي الذي نعمل عليه هو استقطاب أكبر شريحة من طلاب المدارس لممارسة هذه الرياضة، وهناك تعاون كبير بيننا وبين وزارة التعليم والجامعات والمعاهد المهنية، وحتى شرائح المجتمع الكبار والصغار. ونحن على ثقة كبيرة في انتشار الرياضة اللاسلكية، وبالنسبة لنا هي مسألة وقت، وخلال المرحلة المقبلة سيكون الإقبال أكثر في ظل الجوائز المالية الكبيرة التي تقدم للفائزين.

سعود الفعم قال الكثير عن هذه الرياضة التي اعتُمد لها اتحاد جديد في الأشهر القليلة المقبلة وعُيّن بقرار رسمي رئيساً لمجلس الإدارة..

. فإليكم الحوار التالي:

> في البدء، ماذا قدمتم منذ تسلمكم مهام رئيس الاتحاد السعودي للرياضات اللاسلكية والتحكم عن بعد؟

- قدمنا الكثير من الأعمال التي تواكب تطور الرياضات اللاسلكية رغم أننا بدأنا من الصفر وعملنا حوكمة للاتحاد، وكذلك موقع إلكتروني رسمي للاتحاد، ومن أبرز ما قمنا به هو 39 فعالية و21 بطولة، واستحدثنا قوانين وأنظمة لكل لعبة، وتم إنشاء المواقع الرسمية وطريقة التسجيل وآلية العضويات، بحيث يستطيع كل عضو أن يسجل عضويته دون اشتراط الحضور، وعالجنا مشكلات الفسوحات التي تساعدنا على إقامة أي بطولة، إضافة إلى كل هذا تمت صناعة أكبر طائرة رياضية بالعالم وطول أجنحتها 5 أمتار، وتستطيع الطيران كالطائرات العادية بجهاز نظام التحكم الريموت كونترول.

> حدثنا عن النقاط المهمة التي تم التركيز عليها بعد تسلمكم مهام الاتحاد؟

- من أبرز النقاط التي حرصنا عليها والتي تم التركيز عليها منذ تسلم المهام في الرياضة اللاسلكية، هي نشر ثقافة الريموت كونترول وتحديد نقاط البيع والمواقع الرياضية وصيانة الأجهزة، ونتمنى أن نحقق هذه الأهداف التي سيكون لها شأن كبير في مستقبل هذه الرياضة التي أصبحت مطلباً في هذا العصر مع تطور التكنولوجيا، وأنا على ثقة كبيرة في أننا بتكاتف وتعاون أعضاء الاتحاد والممارسين ودعم الهيئة العامة للرياضة سنصل إلى الطموحات للارتقاء بهذه الرياضة.

> وماذا عن تشكيل لجان الاتحاد؟

- تم تشكيل لجان متخصصة في كل لعبة تتكون من المحترفين والممارسين لرياضة الطائرات الهليكوبتر والسيارات، وكذلك تم تشكيل اللجنة الفنية واللجنة القانونية.

> وكيف يتم تقييم الفائزين بالمراكز الأولى؟

- اتحادنا لديه ثلاث فئات رئيسية: الطائرات، والسيارات، والقوارب. فالطائرات لها ثلاثة أنواع أساسية: «النفاثة والمروحية والهليكوبتر» وإذا تحدثنا عن النوعين الأول والثالث فقانوناهما متقاربان، لهما 17 حركة ويقيس الحكام عليها بطريقة تطبيق الحركات، ومن خلال ذلك يتم تقييم المشاركين، ومن ثم تحديد مراكزهم.

> كيف ترى دعم هيئة الرياضة واللجنة الأولمبية السعودية لاتحاد الرياضات اللاسلكية؟

- حقيقة، لولا الله... ثم دعم المستشار تركي آل الشيخ ونائبه الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه؛ فهما قياديان رائعان وداعمان مباشران للاتحاد، ويذللان الصعوبات كافة التي تواجهنا حين تعترضنا أثناء العمل، ونجد منهما دعماً مادياً ولوجيستياً ومعنوياً بشكل لا يوصف، وهذا أمر يجعلنا في اختبار للإبداع والنجاح، ونحن نسير بخطى ثابتة لتحقيق أهداف الهيئة العامة للرياضة بما يتوافق مع «رؤية 2030»، إضافة إلى ذلك موافقة المستشار على تصنيع أكبر طائرة رياضية في العالم، وتمت تسميتها بـ«طائرة هيئة الرياضة»، وهذا المشروع أخذ منا كعمل خمسة أشهر؛ إذ تم صناعتها بأيدٍ سعودية كاملة 100 في المائة، وتم تدشينها في اليوم الوطني للمملكة، وحالياً الطائرة موجودة في بنبان.

> وقّع الاتحاد السعودي للرياضات اللاسلكية والتحكم عن بعد، اتفاقية تعاون مع جامعة الملك سعود تختص بصناعة السيارات «ريموت كونترول» وتطويرها تماشياً مع «رؤية المملكة 2030» لتوطين التصنيع وقطع الغيار... حدثنا عنها؟

- حسب رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وتوجيه المستشار تركي آل الشيخ الخاصة بتوطين الصناعة الرياضية تم الاتفاق مع جامعة الملك سعود بتصنيع سيارة تعمل بالريمونت كونترول وقطع الريموت كونترول، ونحن بدأنا في هذه الصناعة، وعملنا قطع غيار السيارات بمجهود الاتحاد الذاتي وتم تصنيع أيضاً طائرة وقطع غيارها، وهذا العمل تم بأيدٍ سعودية كاملة، وهذا هو توجه الاتحاد خلال المرحلة المقبلة، ونحن فخورون بذلك بلا شك.

> ماذا عن الدورات التدريبية التي قام بها الاتحاد؟

- عملنا، ولله الحمد، أول دورة تدريبية لتعليم أساسيات الطائرات اللاسلكية في المملكة، وتخرجت دفعة وعددهم أربعة متدربين، ولا بد ألا يتعدى أربعة متدربين؛ حتى يستطيع المدرب إيصال الفكرة بالكامل، أيضاً لدينا ثلاث فئات في تصنيع الطائرات، المبتدئون الذين يتعلمون أبجديات صناعة طائرات الريموت كونترول، والنوع الثاني الأكثر منهم احترافية المتوسطو الصناعة، والنوع الثالث من التدريب هم المحترفون الذين يتميزون بالخبرة والمعرفة لأدوات قطع الغيار.

> ما أبرز المواقف التي صاحبت الفعالية، هل لك أن تذكرها؟

- في إحدى المشاركات الخاصة بالطائرات، وبالتحديد بطولة المملكة التي قدمت فيها جوائز كبيرة شارك معنا أصغر مشارك، ومع الحماس سقطت طائرته ولم يتحمل الصدمة؛ فأجهش بالبكاء، وعندما أخبرنا وكيل الهيئة العامة للرياضة عن هذا الموقف طلب حضور هذا الطفل مع زميله وتم تعويضه وتكريمه، وكذلك صرف جوائز لهما، وتعتبر هذه لفتة جميلة من وكيل هيئة الرياضة السعودية على دعمه لهذه الرياضة التي يحبها الصغير والكبير.

> حدثنا عن استراتيجية الاتحاد لتطوير ونشر الرياضات اللاسلكية؟

الاتحاد معتمد على ثلاث استراتيجيات أساسية، التعلم ونشر ثقافة رياضة الريموت كونترول، وتجهيز البنية التحتية بقدر ما نستطيع، وإنهاء المشكلات الإدارية والقانونية التي تخص فسوحات الطائرات والسيارات والريمونت كونترول؛ كونها كانت مقيدة والآن تم الانتهاء من جميع الفسوحات التي على أثرها نستطيع إقامة البطولات والمسابقات، وكان آخرها السيارات قبل شهرين تمت معالجة الفسوحات الخاصة بهم.

> ما الشروط الواجب توفرها في ممارس الرياضات اللاسلكية، وهل هي مكلفة؟

- رياضة اللاسلكية لا توجد فيها شروط وتقام المسابقات حسب قوانين الاتحاد الدولي الموجودة؛ فأي متسابق لا بد أن يأخذ دورات تدريبية خاصة بالطائرات، وإذا كان لديه معلومات فعليه الذهاب للمدرب المعتمد في الاتحاد من أجل عمل اختبار، وبالنسبة لتكلفة الطائرات فهي ليست مكلفة، تبدأ أسعارها من 900 ريال وربما تصل 300 ألف ريال؛ فكل واحد حسب قدرته، وينطبق ذلك على السيارات، فأنواعها مختلفة وأسعارها على حسب قدرة الشخص، وأذكر أن أحد المتسابقين سقطت طائرته بعد الإقلاع بدقيقة ونصف الدقيقة، وتهشمت وسعرها ما يقارب 60 ألف ريال.

> ما المعوقات التي تعترض الاتحاد في سبيل التعريف بهذه الرياضة؟

- لا توجد أي معوقات، ولله الحمد، لكن المشكلة التي نواجهها هي أن الطائرة خلال المنافسات تحتاج إلى مواقع مختلفة ومتنوعة، بمعنى نحتاج إلى مساحة كبيرة؛ كون ممارسة الرياضات اللاسلكية ممنوعة في الأحياء، حسب القوانين الدولية، وتمارس في الأماكن المخصصة لها.

> استهداف المدارس هل هو هدف استراتيجي لنشر الرياضة؟

- بكل تأكيد؛ فالمدارس هدف استراتيجي لنشر هذه الرياضة ونشر التصنيع الرياضي، وهنالك تعاون متبادل بينا وبين المدارس والجامعات، وكل فئة لها المحتوى وطريقة التدريب، فالمرحلة الابتدائية تختلف عن المرحلة المتوسطة، وكذلك بقية المراحل حتى الجامعة والمعاهد المهنية يختلف المحتوى.

> تم اعتماد نماذج الطائرات والسيارات والهليكوبتر، حدثنا عن هذه النماذج وكيف نستطيع الاستفادة منها؟

- التوجه القادم في هذه النماذج هو خلق جيل جديد يعرف كيف يتعامل مع استخدام الريموت كونترول بكل تقنية، وهذا هو الهدف الأساسي من عمل الاتحاد، خصوصاً أن هناك الكثير من المشروعات العملاقة سواء في القدية والبحر الأحمر ونيوم، إضافة إلى المشروعات الجديدة سيستخدم فيها الريموت كونترول، وهدفنا هو تعلم النشء والشباب ما هو الريموت كونترول وكيفية استخدامه ومن الأشياء المميزة التي صادفتنا وجدنا شاباً صغيراً، اسمه عمر شبيب، لا يتعدى عمره 14 عاماً والده يعمل مهندساً في شركة «أرامكو»، وهذا الشاب لديه ابتكار في صنع الطائرات اللاسلكية وشارك في مهرجان الجنادرية، وعمل عرضاً للطائرات التي قام بصنعها بحضور رئيس الحرس الوطني، وأمام نائب رئيس هيئة الرياضة الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، وكذلك وكيل هيئة الرياضة عبد الإله الدلاك، وتم تكريم هذا الشاب وعرضنا طائراته أمام الزوار كناحية معنوية، ونتطلع كما ذكرت لك إلى دعم الكوادر الوطنية كافة، ونحن حريصون على تطوير هذه الرياضة.

> هل تشكل هذه الرياضة خطورة على ممارسيها؟

لا تشكل أي خطورة في حال تم اتباع الإجراءات الخاصة بالأمن والسلامة، بحيث وقت المنافسات تكون الطائرة أمام اللاعب، وفي مجال الطيران، وتكون هناك مسافة جيدة بين اللاعبين، أضف إلى ذلك متابعة المشرفيين خلال المنافسات والمسابقات، فأي خطأ ينبّه المتسابق من أجل عدم الوقوع فيه.

> هل بالفعل تم افتتاح مراكز تدريب نسائية للرياضة اللاسلكية والتحكم عن بعد في الرياض وجدة والمنطقة الشرقية، وهل يوجد كوادر نسائية لتدريب الشابات؟

- حتى هذه اللحظة لا يوجد مراكز تدريب نسائية، لكن أقمنا أكثر من 6 بطولات للعنصر النسائي، ونحن في طور تدريب العنصر النسائي، وكان التفاعل ممتازاً جداً، ونتطلع إلى إقامة الكثير من البطولات المقبلة، وبإذن الله سنعمل على إنشاء مراكز تدريب، ولدينا كوادر وعضوات، وعملنا بطولات، وهذه ستضيف الخبرات خلال المرحلة المقبلة.

‏> هل هناك خطط مستقبلية لإقامة مبادرات عدة للتوسع في المدارس والأسواق وداخل الأحياء؟

- لدينا ثلاث مبادرات أساسية: «مبادرة التعليم» وتستهدف التعليم بشكل عام المدارس والجامعات، و«مبادرة التصنيع» وتستهدف المعاهد المهنية والجامعات والناس الذين يرغبون في هذا المجال، و«مبادرة الأحياء السكنية» التي تخص الأسواق ونشر ثقافة هذه الرياضة.

> وماذا عن مشاركاتكم الخارجية؟

- شاركنا في الكثير من البطولات، منها بطولة الكويت وحقق فيها عبد الهادي عزوز المركز الثالث في بطولة رياضة الهليكوبتر، وبطولة أستراليا وحقق لاعبونا نتائج جيدة بعد التأهل للمراكز النهائية، وتعتبر هذه المشاركات إنجازاً بالنسبة لنا بعد أن حققوا النتائج المطلوبة منهم، رغم أنها أول مشاركة دولية نشارك فيها.

> هل باستطاعتكم استضافة بطولات عالمية؟

- نعم، لدينا الإمكانات لاستضافة أي بطولة، وسبق أن أقمنا بطولة عالمية بالمنطقة الشرقية وشارك فيها عدد كبير من المتسابقين من دول الخليج وغيرهم من الدول الأخرى، وحصدنا جوائز للفائزين بمقدار 100 ألف ريال، وهذا المبلغ يعتبر كبيراً لرياضات اللاسلكية، أيضاً استضفنا بطولة المملكة الأولى للرياضات اللاسلكية، التي تعتبر أعلى جائزة بطولة رياضية في العالم وقيمة الجوائز 600 ألف ريال، وبتوجيه من المستشار تركي آل الشيخ، وتعتبر الأكبر على مستوى بطولات العالم، والتركيز على مشاركة الشباب السعودي وللعلم حين شاركنا في بطولة أستراليا لم يكن فيها أي جوائز مالية، وحتى رسوم المشاركة تم دفعها من قبلنا، وكانت جوائز الفائزين دروعاً تذكارية فقط.

> كم التكلفة الإجمالية للطائرات والهليكوبتر والسيارات؟

- تعتبر رابع رياضة من حيث التكلفة المالية تتراوح الأسعار على حسب نوعية الطائرات، وربما تتعرض الطائرة إلى السقوط، وكما ذكرت آنفاً أن واحداً من المشاركين سقطت طائرته بعد الإقلاع بدقيقة وتهشمت، وكانت تكلفتها 60 ألف ريال.

> كم عدد البطولات التي استضفتموها حتى هذه اللحظة؟

- ما يقارب 29 بطولة و39 حدثاً وفعالية، وكل بطولة تم توثيقها بالتاريخ والصور وللمعلومية في الإجازات الأسبوعية تكون هناك بطولات متنوعة على مستوى مناطق المملكة، وكانت أول فعالية شارك 25 شخصاً، وبعد رابع فعالية وصل العدد 300 شخص، وهذا يؤكد أن هناك رغبة لهذه الرياضة، وفي اليوم الوطني حضر أكثر من 500 شخص، رغم أن القدرة الاستيعابية كانت 350 شخصاً، وكانت أبرز المشاركات مع الحرس الملكي ومدينة الملك سعود الطبية ومدارس الرياض، وشاركنا في يوم الإعاقة في مدينة الملك فهد الطبية وشركة «أرامكو».