نشر الجيش الأميركي دراسة تاريخية عن حرب العراق لم يرغب في نشرها مسبقا، لكونها تنتقد قرارات بعض كبار الضباط، وتوضح أهم الدروس المستفادة من الصراع الذي دام 8 أعوام بدءا من الغزو الأميركي عام 2003، وانتهاء بالانسحاب عام 2011، حيث فشل الجيش قبيل انسحابه في تدريب القوات العراقية وتسليحها وتجهيزها، وهو الأمر الذي أسفر عن ظهور الجماعات المسلحة مثل تنظيم داعش فيما بعد.

جاء ذلك في تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، موضحة أن الجنرال «ريموند توماس أوديرنو» كلف، أثناء توليه رئاسة أركان الجيش الأميركي، فريقا من ضباط الجيش بإعداد الدراسة من جزأين، وكانت محاولة نشر هذه الدراسة أُحبطت سابقا، نتيجة قلق كبار الضباط من تأثيرها في سمعة ضباط بارزين ودعم الكونجرس للخدمة.
&

استنتاجات مهمة&

ووفقا للصحيفة، فقد توصلت الدراسة إلى استنتاجات مهمة بشأن فشل الولايات المتحدة في تدريب القوات العراقية، وقيود حرب التحالف، كذلك عدم ردع إيران وسورية عن توفير الملاذ والدعم للجماعات المسلحة، كما قدمت الدراسة رواية صادقة حول تأثير انسحاب القوات الأميركية من العراق عام 2011، وما أعقب ذلك من ارتفاع في معدلات العنف والتوترات الطائفية، وظهور داعش في نهاية المطاف.

وقالت إن «موجة التعزيزات التي أرسلها الرئيس الأسبق جورج بوش الابن إلى العراق عام 2007، نجحت في خفض مستويات العنف بالبلاد، لكن الرئيس السابق باراك أوباما، ورئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي، فشلا في التوصل إلى اتفاق بشأن تمديد وجود الجيش الأميركي، مما قلل فرص إرساء دعائم الاستقرار السياسي في البلاد.

الافتقار إلى الموارد&

وبينت الدراسة أيضا أن العلاقات بين قيادة الجيش الأميركي في العراق، والسفارة الأميركية انحدرت إلى مستوى من «القصور الوظيفي» مع اقتراب موعد سحب الجنود، ما أسهم في تقويض فرص النجاح المستقبلية، حيث كشفت أن الخطط الأولية التي وضعها الجيش الأميركي لم تتوقع سحب الجنود الأميركيين بالكامل عام 2011، وافترضت أن جهود تدريب الجيش العراقي ستتواصل، لكن مكتب التعاون الأمني في السفارة افتقر للموارد والسلطات اللازمة لسد الفجوة، وتوفير المساعدة الأمنية للعراقيين.
&

الانقسامات الطائفية&

ولفتت الدراسة إلى أنه «بينما كان الجيش الأميركي يقاتل في العراق فإنه أخفق في فهم جانب مهم يتعلق بالانقسامات الطائفية للبلد، ومال بدلا من ذلك إلى إلقاء اللوم على قادة العراق المشرفين عليهم».

وأشارت الدراسة إلى إخفاقات كثيرة رافقت الحرب التي استمرت لثماني سنوات، والتي تضمنت قصورا بين قادة الجيش الأميركي في إدراك الأبعاد الطائفية والاجتماعية والسياسية في البلد التي من شأنها أن تولد كثيرا من العنف، وقالت إن «العملية الديمقراطية ليس بالضرورة أن تؤدي إلى تحقيق الاستقرار، حيث اعتقد القادة الأميركان أن الانتخابات العراقية لعام 2005 كان يتوقع لها أن يكون لها تأثير إيجابي في تهدئة الأوضاع ولكن فاقمت هذه الانتخابات بدلا من ذلك التوترات العرقية والطائفية».

&
دروس الحرب&

يذكر أن الدراسة التي جاءت بعنوان «الجيش الأميركي في حرب العراق» أشرف على بدايتها رئيس أركان الجيش السابق الجنرال ريموند أوديرنو، في العام 2013 واستمر العمل بها تحت إشراف رئيس الأركان الحالي الجنرال مارك ميلي، وقد تأخر إصدارها إلى العلن منذ أن اكتملت عام 2016، حيث اكتملت بـ 1300 صفحة مع رفع السرية عن 1000 وثيقة.

وأكد رئيس أركان الجيش الأميركي الحالي الجنرال مارك ميلي، أن: الدراسة كانت بمثابة محاولة أولى للتشبث بدروس الحرب على العراق وإن دراسات أخرى ستظهر مستقبلا عن دور الجيش في حرب العراق.