عبده خال

هذا اليوم هو يوم 14 فبراير أصبح شعاراً للمحبة، يتبادلون فيه البشر الهدايا للتعبير عن حبهم لبعضهم.

وقد انتقل من هيئته الأولى وهي الانتصار للدين المسيحي على الوثنية ليكون في هيئته الراهنة معبراً عن حب رومنسي بين طرفين.

وفالنتاين تعددت شخوصه واختلفت مواقعه وإن ثبت شيء فهو قصة القديس الذي جابه عنت وقسوة الإمبراطور الروماني، ويحمل كتاب (الأسطورة الذهبية)، قصة هذا القسيس الذي دافع عن فكره في مجتمع وثني، وعندما شاع خبره طلبه الإمبراطور الروماني كلوديس الثاني لاستجوابه، ووجد كل منهما فرصة محاولة جذب الآخر بما يؤمن به.. فالإمبراطور يريد جذبه إلى الوثنية لينجو من الموت إلا أن القسيس رفض العرض فتم تنفذ حكم الإعدام به.

وعبر جريان الزمن حدثت تغيرات واختلافات على جوهر القصة الدينية، لتتحول إلى صورة من صور الحب تم تأسيسها على أرضية أن القديس فالنتاين كان يزوج المتحابين رغماً عن المنع الإمبراطوري الروماني، ومن هذه القاعدة تشذرت الواقعة لتقف عند قصة حب.

ويقال إن أول من حوّل القصة الدينية إلى قصة الحب الرومانسي ما جاء في قصيدة Parlement of Fouls التي كتبها جيفري تشوسر في عام 1382 حينما كتب تشوسر: "وفي يوم القديس فالنتاين حين يأتي كل طائر بحثًا عن وليف له".

وبغض النظر عن تشقق القصة وتناثرها بين الأسطوري والرومانسي، فقد ثبّت العالم هذا اليوم يوماً للحب، وأن كل طائر يأتي -في هذا اليوم- بحثاً عن وليف له. ولأن بيننا وبين القصة مئات السنوات فمن الأجمل أن تتحول قصة القتل إلى قصة حب.

ولأن العالم أحوج للحب بدلاً من القتل فجميل أن نتحول إلى هذا الاتجاه، فالحياة موحشة بما يحدث من حرب وقتل، إن الحب يجمع ولا يفرق.