&خالد السليمان

شاهدت صورا من اجتماع وزير الثقافة بمجموعة من المثقفين في «حوي» أحد البيوت الطينية القديمة بحي الطريف بالدرعية، ففاح عبق التاريخ من تلك الصور وشممت رائحة الماضي الذي عاشه أجدادنا حتى عهد ما زال العديد من كبار السن يتذكرونه ويجسد ذاكرة طفولتهم، وأنا على يقين من أن شعورا خاصا غمر جميع حضور ذلك الاجتماع وألقى بظلاله على كل ما دار من حوارات ونقاشات وأفكار واقتراحات طرحت فيه!

أيضا شهدت الدرعية نهاية الأسبوع الماضي مهرجانا للسيارات الكلاسيكية، ورغم أنه للأسف فاتني وكثيرين غيري حضوره بسبب ضعف الترويج له، إلا أنه بدا جليا من الصور والمقاطع التي تم تداولها في وسائل التواصل الاجتماعي لفعالياته أنه كان مهرجانا ساحرا لم يقتصر على عرض السيارات الكلاسيكية وحسب، بل تجاوزه إلى خلق أجواء مطلع القرن الماضي بكل ما فيه من مقتنيات أثرية، ولعلي هنا أقترح فكرة تمديده لأيام أكثر أو يكون دائما على غرار سوق «المسوكف» في عنيزة، وتكون فعالياته أشمل لخلق أجواء قرية تراثية كاملة تأخذ زوارها في رحلة عبر الزمن ليعيشوا لحظات تعرفهم بحياة أجدادهم وتكون جسرا لتثقيف الأجيال الجديدة بالماضي وهمزة وصل بين الماضي والحاضر!

ولأن الدرعية تملك اليوم كل مقومات تكامل البيئة التراثية، فإن استثمارها ثقافيا وسياحيا وترفيهيا مضمون الربح لمجتمع مشتاق لماضيه ومعتز بحاضره ومتوثب لمستقبله!