مشاري الذايدي

أن يصفَ حساب قناة «الجزيرة» القطرية رجلاً سعودياً تكفيرياً مبيحاً لجرائم «القاعدة» و«داعش»، بأنه «معتقل رأي سياسي» فهذا متوقع و«شنشنة» معروفة من «أخزم» «الجزيرة» وتوابعها.

بيد أن المذهل، بل الآثم، أن يجاري إفك الجزيرة ألسنة من الغربيين والغربيات، من صحافيين ومن يسمون الحقوقيين، ثم ينتهي قطار الإفك عند بعض ثعالب السياسة الشعبويين من يساريين وغيرهم.

مؤخراً نشر حساب قناة «الجزيرة» على «تويتر» تغريدة، ونشر مع التغريدة تقريرا تلفزيونيا، كما أشار تحقيق ضافٍ لـ«العربية نت» عن الأمر، عن شخص سعودي محبوس بتهم خطيرة، هو وليد السناني، جاء في تغريدة الجزيرة: «الشيخ وليد السناني أحد أبرز المعتقلين السياسيين في السعودية، وهو رهن الاعتقال في سجن الحائر منذ 23 عاماً».

الأمر، كما أشار التقرير الغني، لم يقف عند «الجزيرة»، فيا للعجب، وللمرة المائة، نجد انطباع أناس «الجزيرة» هو ذاته، لدى جماعة «القاعدة» و«النصرة» و«داعش»، حذو النعل بالنعل، كما جاء في الوصف النبوي.

تنظيم داعش وصف وليد بـ«أحمد بن حنبل هذا العصر»، بحسب الإصدار المرئي الذي أخرجته الذراع الإعلامية للتنظيم والمعروفة باسم «ترجمان الأساورتي».

حسناً، وليد السناني، حسب كلامه وكتاباته ومقابلاته التلفزيونية، مدان بالتالي:

تكفير الدولة السعودية، تكفير أفراد الجيش والأمن، تحريم أداء التحية العسكرية، تحريم أداء تحية العلم، تحريم حمل الجنسية الوطنية، مساندة «القاعدة» و«النصرة» بكل وضوح. نشر فتاوى التكفير والتحريض على القتال ضد الدولة وقواها الأمنية والعسكرية على مدار الساعة بكل مكان وزمان، من دون كلل وملل.

له رسائل مكتوبة، وفتاوى منطوقة، وله مقابلة شهيرة مع المذيع السعودي داود الشريان، موجودة، وتغني عن كل قول، فالرجل، للأمانة، لم يخف شيئا.

هذا كيف يقال عنه «معتقل رأي سياسي»؟

جاء على لسانه في لقاء تلفزيوني في 2015 قائلا: «الجنسية باطلة وما أنزل الله بها من سلطان، هذه المواطنة تعطي الحقوق حتى وإن كان رافضياً (شيعياً) أو إسماعيلياً أو مسيحياً».

وفي لقاء آخر قال: «أنا مؤيد لكل ما تقوم به (القاعدة). لو كنت سببا في أحداث (القاعدة) لكان شرفا لي لأنها ثورة إسلامية».

وقال عن عمليات تنظيم القاعدة في السعودية التي استهدفت مجمعات سكنية في 2003 - 2004 بالرياض: «أغلب سكان مجمع المحيا كفار ومنهم مرتدون وواجب قتلهم».

هذا هو معتقل الرأي السياسي عند «الجزيرة»، ومن يروج دعايتها - ليس «القاعدة» و«داعش»، فهذا طبيعي - بل من نشطاء وناشطات أميركا وأوروبا، الذين يسيّرون جمعيات حقوق الإنسان وحرية الصحافة.
عاشت حرية الرأي!