&رد رئيس الحكومة اللبنانية الضجة في شأن عدم ضم وزير شؤون النازحين صالح الغريب إلى مؤتمر بروكسيل حول أزمة اللجوء السوري، فأعلن رفضه البيان الذي أصدره الأخير احتجاجا على استثنائه من الوفد، وحسم الأمر بقوله أن رئيس الحكومة ذاهب إلى المؤتمر ويمثل لبنان ويتحدث باسمه.

الـ11 بليون ومرحلة الخلاف

وأكد الحريري بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال أن موقفه والرئيس عون واحد من ملف مكافحة الفساد ورئيس مجلس النواب نبيه بري يدعمنا فيه، وأنه لن يكون هناك من غطاء لأي مرتكب كائنا من كان، أو تسييس. واعتبر أن إثارة ملف إنفاق الـ11 بليون دولار (بين 2006 و2009 ) حصلت في فترة الخلاف السياسي الحاد وأن "حزب الله" او تيار "المستقبل" ليسا متجهين لاتهام بعضهما البعض بالفساد".

وأوضح الرئيس الحريري للصحافيين أنه رغب بلقاء رئيس الجمهورية بعد عودته من المملكة العربية السعودية حيث التقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أول من أمس، ووضعته في أجواء زيارتي والتحضير لمؤتمر بروكسل الذي يعتبر أساسا لدعم النازحين في لبنان، وعرضت معه عددا من الملفات المطروحة على طاولة مجلس الوزراء. وأكد الحريري أن ما يهمه هو "تشجيع إخواننا في دول الخليج للعودة الى لبنان كما كانوا عليه في السابق، بعد قرار المملكة رفع الحظر عن مجيء رعاياها الى لبنان، وإن شاء الله ستتخذ الدول الأخرى قرارات من هذا النوع في أسرع وقت ممكن. وقد عمل فريق كبير من لبنان على إنجاز الاتفاقيات المشتركة التي سنتفق على اجتماع للجنة اللبنانية -السعودية لتوقيعها. وستكون هناك أيضا ملفات اقتصادية أخرى لدعم لبنان. إننا نسير قدما في كل هذه الامور".

اضاف: "أما في ما خص مؤتمر بروكسل، فإننا ذاهبون إليه لأننا نعاني من أزمة النازحين الذين نريد عودتهم البارحة قبل اليوم. لكن هناك واقعاً علينا التعامل معه و يتمثل بان النازحين موجودون في لبنان وعلينا بالتالي أن نعمل لتتم مساعدتهم ودعم القرى الموجودين فيها وكذلك مقيميها من لبنانيين. وسنناقش في بروكسل إمكانية تطوير الموقف في ما يخص عودة النازحين، الأمر الذي لا يتم بين ليلة وضحاها لكننا على تواصل دائم مع المعنيين. وستكون فرصة أساسية هناك للتداول معهم أكان مع وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني أو غيرها من رؤساء مشاركين".

وقال إنه تناول مع عون "الملف الاساس المتمثل بمحاربة الفساد والهدر حيث أن موقفي وموقف فخامة الرئيس واحد، كما ان الرئيس نبيه بري يدعمنا في ذلك، ولن يكون هناك من غطاء لأي شخص مرتكب كائنا من كان. فكلنا في لبنان أحزاب ومدركون ان بعض الناس منتم او قريب لبعض هذه الاحزاب او تلك. ونحن، فخامة الرئيس، الرئيس بري وأنا، وكل الاحزاب السياسية اتخذنا قرارنا باننا لن نغطي اي شخص مرتكب".

ثم دار حوار حيث سئل الرئيس الحريري عن عدم مشاركة الوزير صالح الغريب في مؤتمر بروكسل، فاجاب: ان رئيس الوزراء ذاهب الى بروكسل وهو يمثل لبنان ويتحدث باسمه ويهتم بالشؤون ذات الصلة. لقد حصل لغط في هذا الموضوع، ولكن هذا لا يعني أني أرغب بذهاب أو عدم الذهاب الوزير، ولا اريد للغط السياسي أن يحصل، وهذا الملف ممنوع أن يكون هناك خلاف سياسي فيه، وما حدا يلعب على هذا الوتر. لسوء الحظ، ثمة بيان صدر ولن اقبل بالامر.

وسئل إذا كان راضيا عن الشكل القائم لحملة محاربة الفساد، خصوصا وان ثمة كلاما عن تسييس؟ فاجاب: "ليس من تسييس للأمر، عمر هذه الحكومة شهر واحد، وهي ستحارب الفساد. سيقع أناس في قبضة القضاء، وهذا هو الملف الاساسي الذي لا نريد ان يسيسه أحد. فطائفة من يرتشي هي الرشوة وهو بالتالي، ليس مسلما او مسيحيا او غير ذلك. سنواجه الأمر، قد يحاول البعض أن يربط ذلك بالسياسة، الا أني تداولت به مع كل الافرقاء السياسيين وكلنا متفقون عليه وان شاء الله سائرون قدما فيه.

وسئل: وسئل إذا هناك غطاء سياسي في ملفات الـ11 بليون دولار والتوظيفات المخالفة للقانون وما حصل في وزارة الاتصالات؟ أجاب: "ليس هناك من غطاء، الحساب سيتحول الى مجلس النواب الذي سينظر بدوره بما يدعى أنها ارتكابات. دعونا نكون واقعيين في هذا الملف. في السابق كان هناك خلاف سياسي حاد بين كل الأفرقاء، وخاصة بين 8 و14 آذار. بعد تقلد الرئيس عون السلطة، خلطنا الاوراق وبتنا نشاهد التفاهمات الجيدة لمصلحة البلد. ففي ملف الـ11 مليار كنا نسمع كلاما مختلفا، اما الآن انجز قطع الحساب. وحتى من كان يتحدث عن الـ 11 بليون بدأ يلاحظ ان كل الكلام الذي اثير في السابق كان مسيسا في جزء منه. سنرفع الموازنة وقطع الحساب الى مجلس النواب وستكون هناك شفافية تامة. والمرتكب سيثبُت أنه مرتكب وكذلك بالنسبة من هو ليس مرتكبا. هذا ليس تحديا سياسيا من فريق لآخر. بالأمس، كان الأمر كذلك كما كان هناك خلاف سياسي بين الافرقاء، وكنا لسوء الحظ لا ندرك كم سيؤثر هذا الموضوع على البلد. أما اليوم، فإننا نعمل جميعا كأفرقاء سياسيين بإيجابية لحل كل الأمور من دون تسييس".

وعما إذا كان حزب الله لا يسيس هذه المسألة (إثارته للحسابات المالية وال11 بليون دولار)؟ قال: "عقدت مؤتمرات صحافية وانتهينا منها، واليوم ثمة هدوء في هذا الموضوع، ويتم العمل على ان هناك موازنة يجب أن تنجز وقطع حساب يجب أن يحول إلى مجلس النواب ونقطة على السطر. إن حزب الله أو تيار "المستقبل" ليسا متجهين لاتهام بعضهما البعض بالفساد، بل متجهان الى إنهاء الفساد، مع "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" ومع كل الافرقاء. وبالنسبة إلي، فإن أي مؤتمر صحافي يتناول الفساد هو حام له، فمن يريد محاربة الفساد يعمل بصمت ووفقا للقانون. وما كنا متفقين عليه لجهة رفع اليد عن أي مرتكب.

وعندما قيل له أن التقشف ينطبق فقط على الصحافيين كأن الهدر كان يكمن في مرافقتهم للوفود الرسمية،أجاب: "لا، تريدوننا أن نتقشف (نحن) نتقشف".