فاتح عبد السلام

اطلعتُ‭ ‬قبل‭ ‬يومين‭ ‬على‭ ‬تقرير‭ ‬اللجنة‭ ‬النيابية‭ ‬لتقصي‭ ‬الحقائق‭ ‬الخاص‭ ‬بمحافظة‭ ‬نينوى‭ ‬،‭ ‬المرفوع‭ ‬لرئاسة‭ ‬البرلمان‭ ‬العراقي‭ ‬،‭ ‬ولا‭ ‬أدري‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬هي‭ ‬النسخة‭ ‬الرسمية‭ ‬فعلاً‭ ‬،‭ ‬لكن‭ ‬تفاصيلها‭ ‬تعطي‭ ‬صورة‭ ‬عن‭ ‬الوضع‭ .‬

عدد‭ ‬أعضاء‭ ‬لجنة‭ ‬التقصي‭ ‬ثلاثة‭ ‬وأربعون‭ ‬نائباً‭ ‬،‭ ‬وقامت‭ ‬بمقابلة‭ ‬أربعة‭ ‬وعشرين‭ ‬مسؤولاً‭ ‬إدارياً‭ ‬وعسكرياً‭ ‬وأمنياً‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوقوف‭ ‬على‭ ‬الوضع‭ ‬الامني‭ ‬اولاً‭ ‬وانعكاساته‭ ‬على‭ ‬الحالة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والخدمية‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬التقرير‭ .&&‬إنّها‭ ‬قراءة‭ ‬مهمة‭ ‬،لا‭ ‬يمكن‭ ‬بأي‭ ‬حال‭ ‬من‭ ‬الاحوال‭ ‬تجاهلها،‭ ‬لوضع‭ ‬الموصل‭ ‬بعد‭ ‬تحريرها‭ ‬وتدميرها‭ ‬معاً‭ ‬،‭ ‬وتجمع‭ ‬الشهادات‭ ‬التي‭ ‬أدلى‭ ‬بها‭ ‬قادة‭ ‬كبار‭&&‬للوحدات‭ ‬العسكرية‭ ‬والامنية‭ ‬في‭ ‬الموصل‭ ‬على‭ ‬انهم‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬اعداد‭ ‬المقاتلين‭ ‬ونقص‭ ‬التجهيزات‭ ‬الفنية‭ ‬مثل‭ ‬الكاميرات‭ ‬الحراري‭ ‬واجهزة‭ ‬التفتيش‭ ‬الالكتروني‭ ‬وسوى‭ ‬ذلك‭ ‬،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬الحاجة‭ ‬لقوات‭ ‬خاصة‭ ‬مدعومة‭ ‬جواً‭ ‬لتطهير‭ ‬اوكار‭ ‬داعش‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تصل‭ ‬اليها‭ ‬اقدام‭ ‬الجنود‭ ‬وآلياتهم‭ ‬العادية‭ .‬

يركز‭ ‬التقرير‭ ‬على‭ ‬الحاجة‭ ‬لإكمال‭ ‬نقص‭ ‬الفرق‭ ‬العسكرية‭ ‬بمقاتلين‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬المحافظة‭ ‬،‭ ‬لأنهم‭ ‬أدرى‭ ‬بجغرافيتها‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬انّ‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬تقلّل‭ ‬من‭ ‬الاثر‭ ‬السلبي‭ ‬للبطالة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬الاراء‭ ‬تؤكد‭ ‬أنها‭ ‬سبب‭ ‬جوهري‭ ‬في‭ ‬تفشي‭ ‬التنظيمات‭ ‬الارهابية‭ ‬بين‭ ‬الشباب‭ .‬

العراقيون‭ ‬لا‭ ‬يثقون‭ ‬بنتائج‭ ‬أيّ‭ ‬تحقيق‭ ‬رسمي‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬عدة،‭ ‬لأنّهم‭ ‬لا‭ ‬يرون‭ ‬اجراءات‭&&‬تنفيذية‭ ‬ذات‭ ‬مسؤولية‭ ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬الخلل‭ . ‬وبلا‭ ‬شك‭ ‬سيتم‭ ‬انتظار‭ ‬قرارات‭ ‬البرلمان‭ ‬بخصوص‭ ‬هذا‭ ‬التقصي‭ . ‬ولا‭ ‬ندري‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬لجنة‭ ‬التقصّي‭ ‬ستتحرى‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المحافظات‭ ‬أم‭ ‬إنّها‭ ‬رمية‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬رام‭. ‬