&علي القطان

يستقبل أهالي الأحساء السعودية شهر رمضان بكثير من البهجة والفرح، واستذكار عاداتهم الرمضانية المستلهمة من تراثهم المحلي، حيث تطرز تلك التقاليد المشهد الرمضاني بروح تراثية عابقة بالماضي.

والأحساء الواقعة شرق السعودية واحة تَعُجُّ بالتراث. وقد دخلت ضمن قائمة الـ«يونيسكو» للتراث العالمي وفي رمضان يصبح خزينها من التراث، إلى جانب العادات القديمة ذخيرة لفلكلور رمضاني ممتع.

عيون الأحساء التي عرفت بها منذ زمن بعيد، تصبح في رمضان ملاذاً لمئات الشباب الذين يقصدونها قبيل الإفطار أو في الأمسيات لتلطيف الجو الذي يميل للحرارة، ويتوجه الكثير من الشباب في محافظة الأحساء الذين يبلغ عدد سكانها أكثر من مليوني نسمة إلى العيون الشهيرة التي أُهّلت من أجل التروي بالسباحة وسط المياه الكبريتية التي تشتهر بها، مثل «عين الحارة» و«عين أم سبعة» و«عين الجوهرية» وغيرها، وعادة ما يكون التوجه لممارسة السباحة في هذه العيون قبيل آذان المغرب وموعد الإفطار، في حين يفضّل آخرون التوجه بعد صلاة الفجر لاتقاء الزحمة المعتادة في النهار.

وتفتح العيون أبوابها في أوقات مختلفة طوال اليوم وتلقى كل الاهتمام من النظافة والتأهيل الدائم والصيانة من قبل هيئة الري والصرف التابعة لوزارة المياه، وهناك من يتجه إلى العيون الخاصة في المزارع، حيث يقضي ساعات طويلة ويتناول وجبة السحور.

من جانبه، يقول المهندس عبد الله الشّايب، وهو مختص في التراث: «لرمضان في الأحساء نكهة خاصة لا يعادلها أي نكهة، خصوصاً لدى أبناء المحافظة، حيث إن الأحساء لا تزال تتمتّع بالمحافظة على الموروث التي ورثته على مدى مئات السنين، مثل التزاور بين الجيران والأقارب، وكذلك تبادل الأطباق والأكلات الشعبية، وأيضاً صلة الرحم وزيارة كبار السن والمرضى، وغيرها من العادات التي تحيى خلال هذا الشهر الفضيل».

يُذكر أن الأحساء انضمت في يوليو (تموز) 2018، إلى قائمة التراث العالمي للـ«يونيسكو»، وفي فبراير (شباط) 2019، حوّلت «بحيرة الأصفر» التي تعتبر أكبر تجمّع مائي وسط الكثبان الرّملية في منطقة الخليج إلى محمية طبيعية. واختيرت الأحساء في مارس (آذار) 2019، عاصمة للسياحة العربية.

وتحفل الأحساء بالكثير من المواقع التراثية والأثرية، بينها جبل القارة أبرز المعالم السياحية الطبيعية في الأحساء، وأكثر المواقع التاريخية شهرة، بالإضافة إلى وادي صبصب الأخضر، وبحيرة الأصفر، وجبل الأربع، وجبل الملح الكبير، ومسجد جواثا التاريخي، وسجن البارون العثماني، وقصر إبراهيم الشهير، ومسجد القبة الذي يقع في الركن الجنوبي الغربي للقصر، وقصر المجصة جنوب بلدة الطّرف، وقصر «صاهود» في مدينة المبرز، وقصر «خزام» الذي كان أول الحصون التي سقطت في يد الملك عبد العزيز ليلة الخامس من جمادى الأولى سنة 1331هـ (1910)، بالإضافة إلى سوق القيصرية التراثية التاريخية الشهيرة.