& جولييت كاييم

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الخميس الماضي، عن اقتراح جديد للهجرة، يتم الترويج له باعتباره إصلاحاً كاملا لكيفية تحديد من الذي يسمح له بدخول بلادنا وبأي شروط. والاقتراح عبارة عن مجموعة ملاحظات جمعها جاريد كوشنر، صهر ترامب، تتحاشى الجوانب الأكثر قسوةً وعاطفية في الجدل المتعلق بالهجرة. وما تم كشف النقاب عنه كان جولة مرحة في أرض سعيدة يتم فيها تجاهل المشاكل الصعبة وغض الطرف عن التاريخ ووضع حل سحري للسياسة القاسية المتمثلة في فصل العائلات. وتتمثل رؤية كوشنر في أنه يريد قدوم المزيد من الأشخاص الأذكياء والرائعين والذين يتمتعون بالمهارة التكنولوجية إلى الولايات المتحدة، وعدد أقل بكثير من الأشخاص غير المهرة. والفكرة هنا هي أن الولايات المتحدة طالما كانت تفضل استقبال حصص من المهاجرين استناداً على البلد وعلى أساس الروابط العائلية. وبدلا من ذلك، يريد كوشنر أن تكون الغالبية العظمى من المهاجرين أذكياء، ويعملون بجد، وموهوبين ويتمتعون «بالاكتفاء الذاتي المالي».


وتحويل هؤلاء المهاجرين إلى مواطنين سيتطلب من المتقدمين جمع «نقاط الأهلية»، ويتعين عليهم للجنسية اجتياز اختبارات، وإجراء فحوصات صحية وجنائية، وأن يتقنون اللغة الإنجليزية، وأن تكون لديهم عروض للعمل، وحاصلون على مؤهلات علمية عالية.
تلك الصفات ليس سيئة بطبيعتها، لكن الولايات المتحدة ما تزال بحاجة ماسة للعمال من ذوي المهارات المتدنية.&
من شأن خطة كوشنر أن تقلل من عدد البطاقات الخضراء الممنوحة للمتقدمين ممن يسعون إلى لم الشمل العائلي، وهي ممارسة تعرف بالهجرة المتسلسلة.&
وتتوقع الخطة تحديث موانئ الدخول وتعزيز الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك. وعموماً يمكن حل المشكلة على حدودنا من خلال التزام أكبر بالتكنولوجيا المنتظرة. ويمكن للموظفين الرائعين الذين يتمتعون بالتكنولوجيا الفائقة حل كل شيء. بيد أن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تدفع الناس للخروج من أوطانهم والتوجه إلى جميع موانئ الدخول لم تتم معالجتها هنا.


ولحسن الحظ، كما أعلن ترامب، فإن الجهد الجديد سرعان ما «سيعيد لم شمل الأطفال غير المصحوبين بعائلاتهم في الوطن». هذا هدف مهم، لكن الغموض الذي يكتنف الخطة ووصفها غير جاد لدرجة مثيرة للضحك. فمن هم الأطفال «غير المصحوبين» الذين يتحدثون عنهم؟ هل هم المراهقون الذين يصلون إلى هنا بمفردهم أم الأطفال الذين انفصلوا عن آبائهم عند الحدود؟ هذه مسألة لم تعالجها الخطة. ولم نكن نعرف بعد عدد العائلات التي انفصلت أو الأفراد الذين يجب لم شملهم مع عائلاتهم، فهذه أمور لم تناقشها الخطة.
ولم تتطرق الخطة للمشاكل الأصعب، أي وجود 11 مليون مهاجر غير شرعي يقيمون بالفعل داخل الولايات المتحدة، أو موضوع «الحالمين» الذين ألغى ترامب وضعهم القانوني.
في بعض النواحي، يعتبر هذا الاقتراح بمثابة لعبة للخلاص، تبعد كوشنر وترامب عن أهوال سياسة الهجرة التي يقودها مستشار البيت الأبيض «ستيفن ميلر». وهو أيضاً محاولة لجعل الجميع يعرفون أن الجمهوريين يؤيدون شيئاً آخر غير الجدار.
وهذا يساعد على توضيح السبب في عدم وجود خطة أكثر تفصيلا وذات إطار تشريعي حتى الآن. ومن غير الواضح متى ستظهر هذه الخطة، لكن حتى الرئيس اعترف يوم الخميس أنه لا يمكن سنها الآن. يجب أن ينتظر هذا، بحسب ما قال، حتى بعد انتخابات 2020.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»

&

&