أبلغ وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة باتريك شاناهان ورئيس هيئة الأركان الجنرال جوزف دانفورد أمس (الثلاثاء) أعضاء مجلسي النواب والشيوخ في جلسة مغلقة بتطورات الوضع المتوتر بين أمريكا وإيران.

وأفادت وسائل إعلام أمريكية بأن وزير الخارجية مايك بومبيو تحدث أيضا أمام النواب والشيوخ، الذين يتجاوز عددهم 500، خلال الاجتماع نفسه.

وتم إبلاغ مجموعة محدودة مؤلفة من 8 برلمانيين الخميس الماضي بشأن الملف نفسه، لكن الديموقراطيين طالبوا بحق كل النواب والشيوخ بالاطلاع على تطورات الوضع. وكان السيناتور ليندسي غراهام اتهم إيران بالتورط في الاعتداءات التي حصلت في منطقة الخليج، ودعا إلى «رد عسكري ساحق» في حال تعرضت المصالح الأمريكية للخطر. وقال السيناتور الجمهوري إنه تبلغ هذه المعلومات من مستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي جون بولتون.

وجدد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب (الإثنين) تحذير إيران من أنها ستواجه «قوة هائلة» إن حاولت فعل أي شيء ضد مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، مضيفا أنها أبدت عدائية شديدة تجاه واشنطن.

وأضاف أثناء مغادرته البيت الأبيض لحضور فعالية في بنسلفانيا أنه لا يزال مستعدا لإجراء محادثات مع إيران «عندما يكونون مستعدين». ونفى السعي لإجراء حوار مع إيران، وأنه إذا أرادت طهران التفاوض فيتعيّن عليها القيام بالخطوة الأولى.

ورفع ترمب درجة التهديد (الأحد) محذرا من أنها ستكون «النهاية الرسمية لإيران» إذا ما هاجمت الولايات المتحدة. وكتب في تغريدته: «إذا أرادت إيران خوض حرب فستكون تلك نهايتها. لا تهدّدوا الولايات المتحدة مجدداً»، وهو ما زاد القلق من احتمال نشوب حرب بين الولايات المتحدة وإيران مع تصاعد حدة التوتر بينهما.

ودعا وزير الدفاع الأمريكي السابق جيمس ماتيس أمس الأول إيران إلى تغيير سلوكها. وأضاف أن الولايات المتحدة بحاجة إلى انخراط أكثر في العالم مع تدخل عسكري أقل. وطبقا لتقرير نشرته صحيفة «ذا ناشيونال» الحكومية، أكد ماتيس أن «سلوك إيران يجب أن يتغير»، وشدد على أن العمل الأحادي الجانب ليس السبيل للمضي قدماً مع إيران، وأن «على الجيش العمل لكسب الوقت للدبلوماسيين لأداء سحرهم».

بدوره، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أنه يسعى إلى كسب «سلطات تنفيذية موسعة في زمن الحرب للتعامل مع «الحرب الاقتصادية» التي تشنها الولايات المتحدة ضد البلاد»، بحسب تعبيره. ودعا روحاني، خلال اجتماعه بمجموعة من رجال الدين (الإثنين)، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء، إلى حصر السلطة ومراكز صنع القرار في مؤسسة الرئاسة. وقال الرئيس الإيراني: «خلال فترة الحرب مع العراق، عندما واجهنا مشكلة، تم إنشاء المجلس الأعلى لإدارة الحرب، وكانت جميع السلطات في أيدي هذا المجلس، وحتى مجلس الشورى (البرلمان) والقضاء لم يشاركا في قرارات ذلك المجلس، واليوم نظرا إلى أننا نواجه ظروف الحرب، فإننا بحاجة إلى مجلس مشابه». وقال روحاني إنه يفضل المحادثات والدبلوماسية لتخفيف التوترات مع واشنطن، ولكن ليس في ظل الظروف الحالية. وأضاف: «الوضع اليوم غير مناسب للمحادثات وخيارنا هو المقاومة فقط».