عمد القادة الإيرانيون والأمريكيون إلى طمأنة الشعبين إلى أنهم لا يسعون للحرب، غير أن الأعصاب متوترة بين الإيرانيين العاديين الذين يواجهون صعوبات من جراء تشديد العقوبات خشية أن يفلت الزمام.

وفي مقابلات جرت من خارج إيران عبر الهاتف والإنترنت وصف إيرانيون مناقشات حامية تدور في الداخل في الشوارع وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.

وبحسب "رويترز"، قال نعمة عبدالله زادة المستشار القانوني في شركة إيرانية ناشئة إن احتمال نشوب الحرب أصبح الآن موضوع النقاش الرئيس في أماكن العمل وفي سيارات الأجرة والحافلات.

وأضاف "بخلاف تدهور الاقتصاد الإيراني أعتقد أن أشد الآثار حدة "للمواجهة مع الولايات المتحدة "هو الحالة النفسية للإيرانيين العاديين. فهم يعانون قدرا كبيرا من التوتر".

وانسحبت الولايات المتحدة قبل عام من الاتفاق الذي أبرمته إيران مع القوى العالمية لتقييد برنامج طهران النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.

وخلال الشهر الجاري اشتدت حدة التوترات بشكل كبير ووسعت واشنطن نطاق العقوبات لتمنع جميع الدول من استيراد النفط الإيراني، وأدلى عدد من المسؤولين الأمريكيين وعلى رأسهم مستشار الأمن القومي جون بولتون بتصريحات متشددة مستشهدين بتهديدات إيرانية للمصالح الأمريكية.

بل إن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب نفسه نشر تغريدة جاء فيها "إذا أرادت إيران القتال فستكون هذه هي النهاية الرسمية لإيران".

وعمدت إيران إلى التهوين من التصريحات المتشددة ووصفتها بأنها "حرب نفسية" من جانب إدارة أمريكية غير مستعدة للحرب، لكن بعض الإيرانيين يقولون إن التوتر قد يكون له منطقه الخاص الأمر الذي يزيد احتمال حدوث خطأ يؤدي إلى العنف.

ويتوقع ناشط عمالي أمضى شهورا في سجن إيراني بسبب أنشطته وطلب عدم نشر اسمه أن تتحمل الطبقة العاملة عبء الضغوط.

ويتوقع بعض الإيرانيين أن تؤدي الضغوط إلى مفاوضات مثلما حدث عندما شدد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما العقوبات التي كبلت الاقتصاد الإيراني وأدى ذلك إلى الاتفاق النووي لعام 2015.

غير أن آخرين يعتقدون أن قياداتهم لن تعاود السير في هذا الطريق في أعقاب العقوبات التي أعاد ترمب فرضها.

من ناحية أخرى، يجاري الإيرانيون تداعيات العقوبات والتوتر يوما بيوم، وذكر سكان وأصحاب متاجر أن المخاوف من صعوبة الحصول على المنتجات دفعت بعض الإيرانيين لتخزين الأرز ومواد النظافة والأطعمة المعلبة.

ويسعى إعلان يذاع على تلفزيون الدولة لإقناع الناس بعدم تخزين السلع، فيظهر رجل في منتصف العمر وهو عائد إلى بيته بعد العمل ثم ينجذب إلى السوبر ماركت عندما يرى الناس يشترون بدافع الذعر، ويعمد إلى شراء كل ما يستطيع أن يضع يده عليه فتبدو الرفوف فارغة.

وقال علي الطالب الإيراني في طهران إنه على النقيض من كثيرين لا يعارض غزوا عسكريا أمريكيا إذ يعتقد أن سقوط النظام الإيراني هو الحل الوحيد للمشكلات الاقتصادية والسياسية المتزايدة.

وأضاف "أملي الوحيد هو الحرب حتى أستطيع أن أشفي غليلي. وأنا أقول لأصدقائي في الجامعة إن سبيلنا الوحيد هو النضال المسلح. فليس لدينا ما نخسره".
&