خالد السليمان

ستستمر إيران في استهداف ناقلات النفط وربما استهدفت أيضا منشآت وموانئ تصديره، فإيران تحت وطأة آثار الخناق الاقتصادي لا تملك سوى اللعب على حافة الهاوية، لأنها في كل الأحوال تواجه الهاوية، وبالتالي فإن الدفع باتجاه التصعيد هو أحد خياراتها المحدودة لرفع كلفة مواجهتها أمام المجتمع الدولي وبالتالي الحصول على موقع تفاوض أفضل!

هي معادلة جربوها في الثمانينيات الميلادية فيما سمي بحرب الناقلات وانتهت بالفشل، واليوم أيضا لا شيء ينبئ بأنها تملك حظوظا بالنجاح، والمخرج السلمي الوحيد أمام إيران هو الجلوس على طاولة المفاوضات لإقرار اتفاق نووي جديد يعالج جميع الثغرات والسلبيات التي أفرزها الاتفاق القديم الذي أدى لإطلاق المارد الفارسي من قمقمه ليشعل الحرائق في منطقة الشرق الأوسط!

السؤال الذي يطرح نفسه؛ وماذا بعد استهداف الناقلات؟! فاستمرار هذه الهجمات يبدو في ظاهره محرجا لأمريكا وحلفائها خاصة مع رسائل التهديد الأمريكية العالية النبرة وحشد السفن الحربية وإرسال القاذفات الحربية، فهل أمريكا تستدرج إيران إلى فخ أكبر لتبرير ضغوطها وحشودها وربما ضرباتها مستقبلا؟! أم أننا أمام حالة أخرى من حالات اللا يقين الأمريكية التي زادت الطين بلة في العراق وسورية!

تملك إيران اليوم مفاتيح الحرب والسلم معا، فالخيار خيارها، والمجتمع الدولي لا يريد منها سوى أن تقوم سلوكها الإقليمي وتعدل عقيدتها السياسية التوسعية لتنشغل بنفسها وشعبها وتنميتها، ودعوات المفاوضات التي تطلقها لن تخدع أحدا، فإيران لا تريد اتفاقات على أسس علاقات طبيعية مع جيرانها بل إقرارات بطموحاتها وتدخلاتها في شؤون جيرانها، ولا تمانع في الوقوف على حافة الهاوية ما دام لا شيء سيدفعها إليها!