& حسين شبكشي

&

مع كتابة هذه السطور ومن ثم قراءتها يكون حديث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد نال التغطية المستحقة، فالأمير مؤثر على سياسات بلاده على الصعيدين الإقليمي والدولي، وبالتالي تنال أحاديثه الاهتمام والتحليل المستحق.
شخصياً لفت نظري موقف الأمير الثابت والمبادئ من تهديد وأعمال إيران الإرهابية وتلاعبها بالاستقرار السياسي والأمني في منطقة الشرق الأوسط، مفنداً وواضعاً النقاط فوق الحروف بشكل واضح ومباشر وقوي. أيضاً كان الأمير واضحاً بخصوص طرح أسهم لـ«أرامكو» في اكتتاب عام أولي، أصر أنه

قائم ومستمر، وأن تاريخ الاكتتاب وموقع البورصة المرشحة لذلك سيتم اختيارهما في الوقت المناسب، ولكن إجراءات الإفصاح والحوكمة وتبيان المعلومات بشفافية ستكون نهجاً متواصلاً وأساسياً ومستمراً، وهذا بحد ذاته إنجاز لافت ومهم سينعكس على قطاعات الأعمال الحكومية الأخرى بطبيعة الحال، وهو بذلك يواصل مشواراً مثيراً ومدعاة للفخر لكل سعودي فيما يخص مسيرة بلاده مع شركة «أرامكو» التي بدأت باتفاق التنقيب وصولاً إلى توطين الشركة بشكل هادئ وقانوني وسط موجات التأميم التي كانت تسود المنطقة، ومن ثم وصولاً إلى اللحظة الحالية التي جعلت من شركة «أرامكو» الأكبر في العالم بأرباح قياسية ويتم تجهيزها للاكتتاب الأكبر والأهم في التاريخ.
أيضاً سلط ولي العهد السعودي الضوء على سياسة التخصيص المتوقعة، مؤكداً أن التعليم سيشهد خصخصة مهمة في قطاعاته، وكذلك سيكون للقطاع الخاص حضور مؤثر ومهم في قطاع الكهرباء، مع إطلاق المركز الوطني للتخصيص الذي سيعزز دور الحكومة بفاعلية في هذا المجال.

كذلك كان لافتاً جداً تطرق الأمير محمد بن سلمان للعلاقات السعودية - الأميركية ووضعها بأنها عامل أساسي في تحقيق أمن المنطقة واستقرارها، مشدداً على أنها لن تتأثر بأي حملات إعلامية أو مواقف من هنا وهناك، وأوضح أن السعودية تمكنت من التعايش مع حلفائها الرئيسيين على مر تاريخها رغم وجود اختلافات طبيعية بين الدول، وهو بذلك يشير إلى أن العلاقات السعودية - الأميركية هي مؤسساتية واستراتيجية لا علاقة لها بالأفراد والإدارات.
حديث ولي العهد كان إضاءات على نقاط مهمة ومختلفة جمعت بين السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وكان لافتاً تكراره مجدداً لسياسة محاربة التطرف حينما قال: «لن نضيع وقتاً في معالجة جزئية للتطرف، فالتاريخ يثبت عدم جدوى ذلك، ونحن ماضون بإذن الله من دون تردد في نهجنا بالتصدي بشكل حازم لكل أشكال التطرف والطائفية والسياسات الداعمة لها».
حديث يدعو للأمل والتفاؤل وبه علامات وإشارات تستحق التعمق فيها والتحليل. الرسائل والإشارات ترسم سياسات دول وتحدد اتجاهاتها، والسعودية كدولة محورية ومؤثرة في المنطقة بات الناس يتطلعون باهتمام شديد لمعرفة توجهاتها لما في ذلك من أثر مهم على المنطقة ودولها.